دخل عالم القانون محبّاً، واتجه نحو باب الاقتصاد والمالية العامة، فكان المحاضرَ لأجيالٍ من الحقوقيين في الجامعات السورية، والشخصيةَ الإدارية المصقولة التي اعتبرها طلاب المعهد الوطني للإدارة العامة قدوةً لهم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 كانون الثاني 2020 أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بجامعة "دمشق"، نائب عميد المعهد الوطني للإدارة العامة "INA" الدكتور "جميل صابوني" ليحدثنا بالقول: «تخرجت من كلية الحقوق في جامعة "حلب" التي دخلتها محباً لهذا المجال، ومصمماً على نيل درجة الدكتوراه فيه، فتقدمت إلى مسابقة المعيدين في جامعة "دمشق" كونها الكلية الأقدم والأعرق على الصعيد المحلي والعربي، ثم أوفدت في أواخر 1998 إلى جمهورية "مصر" العربية، لنيل درجة الماجستير والدكتوراه، وأعتبر هذه المحطة من أجمل محطات حياتي العلمية، فهذه الدولة تعتبر علماً من أعلام القانون في العالم، وحصلت على شهادة الماجستير عام 2001، ثم نلت درجة الدكتوراه في 2005، وكان عنوان رسالتي "آليات التهرب الضريبي الدولي للشركات عابرة القوميات"، وكنت أشعر أنّ لهذا العنوان أثراً كبيراً على الواقع الاقتصادي الدولي في "سورية"، وعلاقتها مع بعض المنظمات المعنية بالتجارة الدولية، واتجهت نحو الجانب الاقتصادي في دراستي للحقوق، والسبب في ذلك أنني كنت ميالاً للقانون العام الذي ينظم كل العلاقات التي تكون الدولة طرفاً فيها، وشخصياً كنت محباً لكل ما يتعلق بعالم المال والاقتصاد، واختصاصي في المالية العامة ناجم عن رغبة، وهدفي أن يكون لي دورٌ فاعلٌ في هذا الاتجاه، ثم عدت إلى بلدي، وبدأت عملي في التدريس في كلية الحقوق بجامعة "دمشق"، وفي 2007 بدأت العمل كمدير لمؤسسة "المأمون" الدولية للعلوم والتكنولوجيا لمدة عامين».

الدكتور "جميل" يتسم بأسلوب مميز في الحوار مع الطلاب أثناء المحاضرات، وهو شخصية إدارية مرنة له دور في توجيهنا كطلبة نحو المواضيع الهامة التي تساهم في صقلنا إدارياً وتأهيلنا بشكل صحيح، وتعلمنا منه الصبر والتعامل مع المحيط بذكاء، وبخطوات مدروسة

وأكمل: «وأيضاً من أبرز المحطات في حياتي هي مشاركتي بشكل رئيسي في وضع أسس برنامج الحقوق بالجامعة الافتراضية عام 2008، وكنت من أوائل المدرسين فيه، وفي عام 2016، عينت كنائب لعميد المعهد الوطني للإدارة العامة، الذي يعتبر توءماً للمدرسة الوطنية للإدارة في "فرنسا"، التي خرّجت تقريباً 5 رؤساء فرنسيين، وعلى الرغم من أنّ هذا المعهد له موقع مميز على صعيد الأكاديميات الإدارية الموجودة في دول العالم، إلا أن عدم فهم آلية عمله ومخرجاته أدى تدريجياً إلى تضاؤل دوره على صعيد الإدارة، وعملت إلى جانب جهود إدارته وبإشراف عمادة المعهد على خلق نوع من التوعية والتسويق الحقيقي له، وخلال 3 سنوات لمسنا النتائج على أرض الواقع، على أصعدة عديدة منها عدد الخريجين، عدد المتدربين الراغبين بالانتساب، وعلى صعيد المدخلات والامتحانات التي يتم تطبيقها والتي تنطوي على الشفافية، وبمرحلة متزامنة مع عملي في المعهد، تعاقدت مع القيادة المركزية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" كمستشار قانوني، بالإضافة إلى التدريس في عدد من الجامعات منها جامعة "الاتحاد" الخاصة، والمشاركة في العديد من الندوات والمؤتمرات أهمها ما كان على مستوى جامعتي "القاهرة" و"عين شمس" في "مصر"، والمساهمة في الورشات التي نفذت في المعهد الوطني للإدارة العامة، آخرها كان متعلقاً بالإصلاح الإداري».

من لقاء إدارة المعهد الوطني للإدارة العامة مع رئيس مجلس الوزراء

وتابع قائلاً: «على صعيد العمل الأكاديمي، قدمت 12 بحثاً نشروا بين هيئة الموسوعة العربية، ومجلة جامعة "دمشق" للعلوم المالية، ومجلة جامعة "البعث"، بالإضافة إلى كتاب عن السياسة المالية يدرس في كلية الحقوق بجامعة "دمشق"، قسم التعليم المفتوح، كما كنت محاضراً في كلية الإعلام بجامعة "دمشق"، بين 2006 و2010، وفي الخطة الجديدة للكلية لا أعلم ما هو سبب إبعاد المواد القانونية والحقوقية عن منهاج الإعلام، مع أنها من أكثر الكليات حاجة لها، وهذا ما نلمسه عبر المنصات الإعلامية، فبتنا نلاحظ خللاً في بعض التقارير والنشرات الاقتصادية، وأخطاء في المصطلحات التي توضح عدم وجود أرضية قانونية لدى المعد والمقدم، فللقانون دور مفصلي في خلق الإعلامي الناجح، عبر دراسته لمبادئه».

الدكتور "عصام التكروري" مدرس في كلية الحقوق جامعة "دمشق" قال عنه: «في الحقيقة، الدكتور "جميل صابوني" يُعد من الدكاترة النادرين لجهة شغفه بالنقاش العلمي الهادف، والذي يُبنى عليه، لذلك أجزم بأن الطلاب الذين يعملون في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه هم محظوظون فعلاً لأنهم يتعلمون منه ما نسي الكثيرون من أساتذة القانون أن يعلموه لطلابهم في كلية الحقوق، وأعني بذلك الاستماع إلى الطالب، ومناقشته في أفكاره من منطلق النديّة بعيداً عن الاستعلاء الفارغ الذي لا يمت إلى رجل العلم بصلة، علاوة على ذلك فهو صاحب رؤية إدارية جريئة تعتمد القانون أساساً لها، وأتمنى أن تجد رؤيته تلك طريقها إلى التطبيق».

من توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة السياحة

"نور الحسن" طالبة في المعهد الوطني للإدارة العامة، بدورها قالت: «الدكتور "جميل" يتسم بأسلوب مميز في الحوار مع الطلاب أثناء المحاضرات، وهو شخصية إدارية مرنة له دور في توجيهنا كطلبة نحو المواضيع الهامة التي تساهم في صقلنا إدارياً وتأهيلنا بشكل صحيح، وتعلمنا منه الصبر والتعامل مع المحيط بذكاء، وبخطوات مدروسة».

يذكر أنّ د. "جميل صابوني" من مواليد محافظة "حلب" عام 1971، ويقيم في "دمشق"، يزاول مهنة المحاماة منذ عام 2010، وعضو في نقابة المحامين، وهو أيضاً عضو في لجنة مكافحة الفساد والإصلاح القضائي، ومحاضر في الجامعة الافتراضية السورية، والمعهد العالي للتنمية الإدارية، والمعهد التقاني بوزارة العدل، وفي جامعة "البعث" بمحافظة "حمص".

في مناقشة بحث التخرج التطبيقي لدفعة من خريجي معهد الإدارة العامة