ولد وترعرع على ضفاف "الفرات" العاشق الذي كان يجري في قلبه ويلقي تحية الصباح والمساء، يجذبه نسيمه وحر الصحراء فنما الشعر من قمح عشقه لأرضه، والغيرة على "الرقة" لتبدو مغايرة لما هي في وسائل الإعلام ليكون الإعلامي المميز.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الإعلامي "محمد نصر الله" بتاريخ 20 تشرين الثاني 2019 ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلا: «كوني الكبير في أسرتي كنت قدوة لأخوتي، كان علي أن أواظب وأتخطى الصف تلو الصف متفوقاً فيه قبل أن أختار الأدب العربي دراسة لي أو ربما هو اختارني كحال عاشقين، وكنت أخط على هوامش دفاتري أشعار الجاهليين والأمويين واقتباسات عن عمالقة الأدب، وكبر حرف الضاد بي، وتبنى أديباً صغيراً داخلي أغذيه وأرضعه من اللغة بموازاة عين الصحفي التي ترصد الحياة وتمسك تفاصيلها وتلتقط صور الأحلام والهموم عن وجوه الناس، تملكني حب اللغة فركضت أشبع غرورها حتى تجاوزت سنوات كليتي الجامعية في اللغة العربية وتخرجت وقمت برد الفضل للعربية بأن أصبحت مدرساً أعيد ترتيب لغة التلاميذ».

قليلون جداً هم الأشخاص الذين يمرون بصوتهم دون صورتهم ويعرشون على جدران ذاكرتنا الجرداء هذه الأيام فيحيلونها لوحةً فنيةً، لم تسعفني الأيام بمعرفة واسعة بـ "محمد نصرالله" لكنني بت أألف صوته سواء أتاني من الإذاعة أو من تسجيل صوتي يتركه لنا على "الفيس بوك"، يتركني دائماً في حالة فرح وذهول أنا التي قلت بيني وبين نفسي أن سماعه هو رفاهية من رفاهياتنا التي تكاد تنعدم في ظروفنا هذه، ما يميز هذا الإنسان الناجح أنه يفرح لنجاح من حوله فهو الذي بث في نفسي شيئاً مشجعاً كلما قرأ كلماتي

وعن دراسة الإعلام يضيف قائلاً: «الاستقلال المادي مكنني من تحقيق حلمي بدخول كلية الإعلام التي لطالما كانت هاجسي، وبذات الإرادة توثبت سنوات الإعلام سنة وراء سنة وتخرجت للانطلاق في دراسة الماجستير في الإعلام ونجحت في مسابقة المذيعين، التي أعلنتها الهيئة العامة للتلفزيون عام 2011 فكنت من مذيعي إذاعة "دمشق" العريقة إذاعة الجمهورية العربية السورية حتى يومنا هذا ووفقت في أن أكون من كوادر مذيعي قناة "نور الشام" الفضائية وأن أطلق صوتي في برامج وثائقية عديدة بثتها المحطات الوثائقية العربية مثل "ناشيونال جيوغرافي" "كوست أرابيا" و"الفضائية السورية"، وكل هذا لم يبعدني عن هاجسي وقلمي في كتابة ما أعيشه ويعيشه الناس وترجمته شعراً وأدباً، فواظبت على الكتابة والمشاركة في المهرجانات والأمسيات وحصد الجوائز الأدبية».

بوران عربش

ويضيف قائلاً: «لكل منا عرّابون في حياتهم، وحين نشعر أننا وصلنا وجلسنا على عرش أحلامنا، يستيقظ بنا ذلك الإحساس أننا لولا بعضهم لما وصلنا ولا حققنا ما نصبو إليه، فأبي الفقير الذي أغناني عزةً وحلماً ولأمي التي خاطت أحلامي، وأخوتي رفقاء الحياة من أولها إلى آخرها وللإعلامية "فريال أحمد" صوت "دمشق" الذي رحل واليد التي أمسكتني ببداية طريقي ولـ "الرقة" التي أنجبتني:

هناك في "الرقة" السمراء

مزمار

كأنه الموت والأحباب سمار

هناك دار أبي، تغفو على قلق الفجان

الإعلامي حسام سلطان

تشربها كالقهوة النار

هناك كان يغفو الشاي في شفة

شاوية، ودم الشاوي نار

وَ لـ"دمشق" التي احتضنتني:

وكيف أنقذ وجهي في محاولتي. أن أسترد عروقي منك والغداد

كأنني أحد يطفو بجثته أو جثة تترجى قاسيون غدا

تهفو إلي نفسي تغفو على ركبي تكبُ لأندلسي ذكراك يا بردى».

الإعلامي "حسام سلطان" قال عنه: «تعرفت على "محمد" عن طريق برنامج "دمشق المساء" وفيه يستضيف شعراء موهوبين ومبدعين ليعطيهم فرصة للظهور وخاصة الذين لم يأخذوا حقهم في تسليط الضوء عليهم، يستقبلهم بمحبة ويمنحهم الراحة النفسية وكأنهم يسهرون في بيوتهم، وأيضاً في برنامجه "مع الساهرين" كان مبدعاً ذا أفكار جديدة وعصرية غير مطروقة من قبل هو إنسان عصري يحتفظ بأصالته، بالإضافة إلى برنامجه التلفزيوني على قناة "نور الشام" كان يحاول أن يكون الأقرب إلى الناس ومشاكلهم، "محمد" شاعر تميز بالقوافي الصعبة وخاصة بقوافي الأحرف اللثوية، وبإلقائه المميز جداً وكنا نتنافس في الإلقاء ولكنه يخطف الأضواء بلفظ الكلمات ببراعة وإعطاء الحروف حقها من الروح والإحساس هو محب وإجتماعي ويقدم النصيحة ويمد يد المساعدة لكل زملائه بالإذاعة والمتدربين في مجال الاعلام هو مبدع بتسجيل الروايات وله عدد كبير من الروايات بصوته ومن أهم ما قدم هو تسجيل الوثائقيات لأكثر من محطة».

وتضيف المربية والروائية "بوران عربش" قائلة: «قليلون جداً هم الأشخاص الذين يمرون بصوتهم دون صورتهم ويعرشون على جدران ذاكرتنا الجرداء هذه الأيام فيحيلونها لوحةً فنيةً، لم تسعفني الأيام بمعرفة واسعة بـ "محمد نصرالله" لكنني بت أألف صوته سواء أتاني من الإذاعة أو من تسجيل صوتي يتركه لنا على "الفيس بوك"، يتركني دائماً في حالة فرح وذهول أنا التي قلت بيني وبين نفسي أن سماعه هو رفاهية من رفاهياتنا التي تكاد تنعدم في ظروفنا هذه، ما يميز هذا الإنسان الناجح أنه يفرح لنجاح من حوله فهو الذي بث في نفسي شيئاً مشجعاً كلما قرأ كلماتي».

يذكر أنّ الإعلامي "محمد نصر الله" من مواليد "الرقة" عام 1985، مقيم ويعمل في "دمشق".