اختار مهنةَ الطبِّ لمساعدة الآخرين، سخّر علمَه وعمله لمعالجة آلامهم، تميّزه الإنساني في مهنة جراحة القلب يشهد له، من خلال تعامله مع الحالات الحرجة، و إتقانه العمل في غرفة العمليات والإشراف على المريض منذ دخوله المشفى حتى تعافيه وعودته إلى أهله.

مدوّنةُ وطن"eSyria" تواصلت مع الدكتور "راغب سليمان" اختصاصي في جراحة القلب والأوعية الدموية بتاريخ 20 تشرين الثاني 2019 وعن دوافعه لدراسة الطبّ واختصاص الجراحة يقول: «حلمت منذ أيام الدراسة الإبتدائية أن أصبح طبيباً كي أقدمَ العلاج للمرضى، وعندما كان أحدهم يسألني ماذا ستصبح في المستقبل كنت أجيبه: طبيباً، ورافقني هذا الحلم حتى أصبحت يافعاً ودخلت كلية الطبّ وبدأت تحقيق حلمي وذاتي، وبعد التخرج من كلية الطبّ اخترت الجراحة، ثم جراحة القلب لأنّني خلال دراستي وجدت فيها هدفي وأحسست أنني أجد نفسي فيها، أستطيع أن أقدم الكثير في هذا المجال لأنّ القلب عضو نبيل ومهم في الجسم، وجراحة القلب راقية ودقيقة وإنسانية فأحببت أن أكون واحداً من هؤلاء الجراحين الذين يقدمون ويطورون الخدمة الطبية والإنسانية والعلمية لمجتمعاتهم وبلدانهم في هذا المجال».

أجرى لي الدكتور "راغب" مؤخراً عملية القلب المفتوح وتبديل الشرايين، يتميز بتعامله الإنساني، و متابعة مرضاه مع الأطباء الآخرين بكل اهتمام، والإشراف على حالتهم الصحية، هو طبيب جراح يتقن عمله الجراحي، يرد دوماً على هاتفه ويجيب مرضاه عن أي استفسار، لا يتردد بتقديم النصيحة لهم، وتقديم الاستشارة بكل عطاء

وعن مسيرته المهنية والعمليات التي تبقى في ذاكرته يقول: «أجريت الكثير من العمليات الجراحية، منها عملية تركت أثراً في قلبي، وهي تبديل صمام تاجي لدى أم شابة قد أجري لها سابقاً عمليتي توسيع لهذا الصمام جراحياً، ولديها تضيّق شديد وأذينة يسرى متوسّعة ومملوءة بالخثرات وضغط رئوي عالٍ، العملية تحمل خطورة عالية من العصبية والقلبية، والمريضة قالت لي آنذاك (افعل كل جهدك لأن لدي أطفال بحاجة لي) فكان الأمر صعباً جداً من الناحية النفسية، والحمد لله أجريت لها العملية وكانت الأمور بخير، وأروع لحظة لن أنساها عندما بدأت تصحو بالعناية، وتمّ نزع أجهزة التنفس الآلي ونظرت إليها وقلت لها ستعودين إلى أولادك».

أثناء التكريم

وعن عملية أخرى حساسة يتابع بقوله: «أجريت عملية تسلّخ أبهر حاد عند شاب يبلغ من العمر 44 سنةً، كان بحالة حرجة جداً وبدأ يدخل في غياب عن الوعي ونقص أكسجة، ما أدى إلى وضعه على جهاز التنفس الآلي، وبدأت حالته تسوء أكثر، فلا بدّ من التدخل الجراحي الإسعافي بما يحمله من خطورة عالية، وفعلاً تمّ وضع المريض بالعناية المشددة، وكانت السعادة الكبيرة لديّ ولدى كل الطاقم الطبي، عندما بدأ يصحو وتمّ نزع أجهزة التنفس الآلي وتخرَج بحالة جيدة دون اختلاطات».

وفيما يتعلق بالناحية المعنوية وأهميتها للشفاء يقول: «إن الناحية المعنوية مهمة بل مهمة جداً إلى جانب الناحية الطبية للمريض وأهله، وتواصل الجراح معهم وكسب الثقة والطاقة الإيجابية وإعطاء الروح المعنوية ورفعها وشرح الإجراء الجراحي وعوامل الخطورة بشكل مبسط مهم جداً، حيث يساعد المريض بعد العمل الجراحي بسرعة على الشفاء، والتعاون لتنفيذ جميع التعليمات الطبية بعد الجراحة سواء أكان في العناية المشددة، الشعبة أو في المنزل، والرجوع إلى طبيبه فقط في حال وجود أي استفسار طبي وهذا يساعد المريض كثيراً ويحقق استقرار حالته الصحية».

شهادة حاصل عليها

من جهته الفنان التشكيلي "عدنان حميدة" أحد مرضاه يقول: «أجرى لي الدكتور "راغب" مؤخراً عملية القلب المفتوح وتبديل الشرايين، يتميز بتعامله الإنساني، و متابعة مرضاه مع الأطباء الآخرين بكل اهتمام، والإشراف على حالتهم الصحية، هو طبيب جراح يتقن عمله الجراحي، يرد دوماً على هاتفه ويجيب مرضاه عن أي استفسار، لا يتردد بتقديم النصيحة لهم، وتقديم الاستشارة بكل عطاء».

بدوره الدكتور "مالك ابراهيم" اختصاصي قلبية وقثطرة يقول: «أعرف الدكتور "راغب" منذ عام 2011 تعرفت إليه عند عودتي من "فرنسا"، حيث كان قد عاد قبلي بسنة أو سنتين، هو إنسان، أخ وصديق بالنسبة لي، ومعرفتي به تعمقت من خلال التعامل مع المرضى المشتركين بيننا، كطبيب قلبية وجراح قلب، واستطعنا أن نشكل طاقماً طبياً معاً، يميزه كجراح قلب إنسانيته بالدرجة الأولى، هو إنسان قبل أن يكون جراحاً، سعدت بالتعامل معه بسبب طريقة اهتمامه بالمرضى، وتعامله معهم واستيعابه لهم ولكل المشاكل التي يعانون منها، أشرفنا على حالات سهلة وأخرى صعبة جداً، وتعرفت إليه بكل ظروفه وحالاته، وكنت أدخل معه إلى غرفة العمليات وحقيقةً رأيت طريقة تعامله مع الإنسان، وكيف يراعي القلب مثلما يراعي الإنسان الذي أمامه، لاحظت مهارته بالعمل الجراحي وطريقة إتقانه لعمله، هو إنسان رائع بكل معنى الكلمة، طبيب مميز في مهنته، بعمله، وعلمه، تتميز تقنيته بالعمل الجراحي بالإبداع، ولا يهمه الموضوع المادي، همه الوحيد صحة المريض وعافيته وأن يجري العمل الجراحي بخير، ويتغلب على الظروف الصعبة بكل المقاييس، استطاع التعامل مع الحالات الصعبة التي مرت، وفي عملنا هناك اختلاطات، لم أراه يوماً يتهرب منها بل العكس، يتبنى كل المشاكل التي تمر مع المريض قبل وبعد الجراحة، ويتحملها على مسؤوليته، ويواكب المريض منذ دخوله إلى المشفى حتى عودته لأهله سالماً، من الناحية الإدارية هو إنسان منظم جداً، وفي الفريق الذي يعمل معه والمكون من أحد عشر شخصاً يتعامل معهم باحترام هو أب لصغيرهم، وأخ لزملائه، لم أشعر يوماً أنه طبيب بين مجموعة مساعدين بين ممرضين، مخدرين، بل على العكس عند دخول غرفة العمليات تجدهم يعملون معاً على قلب واحد، أخلاقه تحميه أينما ذهب، يستوعب الجميع ويساعدهم، وأشهد له بمواقف كبيرة عند استدعائه لحالات معينة لمساعدة زملائه، يدخل بكل رحابة صدر ويتعامل مع المريض كأنه مريضه الخاص، ويقف إلى جانبهم سواء في محنهم الاجتماعية، المهنية، هو إنسان ترفع له القبعة وأثق بآرائه وعمله».

شهادة من لبنان لحضوره ورشة عمل

يذكر أن الدكتور "راغب سليمان" من مواليد "دمشق" عام 1968، حائز على شهادة اختصاص في "جراحة القلب والأوعية الدموية" من جامعات ومشافي "فرنسا" عام ٢٠٠٢، وعلى شهادة الماجستير دراسات عليا في "الجراحة العامة" من جامعة ومشافي "دمشق" عام ١٩٩٦، وإجازة في الطب من جامعة "دمشق" عام ١٩٩٢.

هو رئيس اللجنة الامتحانية في مجلس "البورد السوري لجراحة القلب"، حائز على العديد من شهادات التقدير منها شهادة تقدير من نقيب أطباء "دمشق" لمشاركته في مؤتمر النقابة بتاريخ نيسان ٢٠١٩ خلال محاضرة "جراحة أورام القلب"، وعلى شهادة تقدير من مدير صحة "دمشق" لمشاركته في مؤتمر "أيام صحة دمشق العلمية" عام ٢٠١٧ بمحاضرة بعنوان "جراحة المجازات الإكليلية"، و أخرى من "الرابطة السورية لأمراض وجراحة القلب" لمشاركته في "المؤتمر العلمي للرعاية الطبية" عام ٢٠١٥ بمحاضرة حول "تسلخ الأبهر".