يتصفُ بقوةِ الصوت وجديّة الملامح، فاختير كمذيع لنشرات الأخبار والحوارات السياسية، كما أنّ حبّه وإتقانه للغة العربية كان طريقه ليكون مذيعاً متألقاً في التلفزيون، إنّه الإعلامي المذيع "أسامة الشحادة".

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تموز 2019، الإعلامي المذيع "أسامة الشحادة" مدير إذاعة دمشق" في مكتبه بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ليحدثنا عن مسيرته الإعلامية، حيث قال: «راودني العديدُ من الأحلام، كنت كأيّ طفلٍ انبهرَ بالتلفزيون، وحلم بأن يكون مذيعاً على الشاشة الصغيرة، كما حلمت أن أكون ضابطاً بالشرطة أو محامياً كوالدي، وعندما حصلت على الشهادة الثانوية قررت دراسة الحقوق، لكن والدي بالرغم من أنّه حقوقيّ نصحني بأن أدرس اللغة العربية حيث إنّي متمكّنٌ من قواعدها ومفرداتها وامتلك مفاتيحها، رفضت في البداية لأنّ من يدرس اللغة العربية سيكون مدرساً بالمستقبل وأنا لم أرد ذلك لصعوبة مهنة التدريس، لكن كلمته التي قالها ما تزال محفورة بمخيلتي: بأنّ الوظيفة أو المهنة ليست المهمة وإنما المهني بإتقان العمل والتميّز به هو ما يميز الإنسان الناجح عن غيره، فاتجهت إلى دراسة اللغة العربية لأنهل من بحورها التي أضافت إلى مسيرتي المهنية الكثير من المفردات المكثفة بمعانيها وتعابيرها النفيسة، فاللغةُ بحرٌ يجب أن أستزيد منها كلما سنحت لي فرصة التأمل في معاجمها وقواميسها، تخرجت من جامعة "دمشق" كلية الآداب عام 1989، وكنت الثاني على دفعتي، فدرست دبلوم دراسات عليا وتفوقت به فسجلت بالماجستير، لكن حلمي بدراسة الحقوق بقي يراودني، فدرستها بجامعة "بيروت العربية"، وعندما أعلنت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عن مسابقة لاختيار مذيعين ومذيعات، تقدمت بتشجيع من أهلي ونجحت في الامتحان التحريري وفي امتحان الصوت والصورة، وتمّ اختياري من خلال الحضور والإلقاء المميز والأداء، ثم خضعت للعديد من الدورات في التلفزيون، وفي مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني، وفي إذاعة "دمشق"، والعديد من الجولات الاطلاعية، حيث تمّ إعدادنا وتأهيلنا بشكل جيد لنكون مذيعين ومحررين أو معدي برامج أو محاورين».

لا بدّ للإعلامي سواء كان صحفياً في صحيفة أو مذيعاً في الإذاعة، أو مقدم برامج بالتلفزيون أو مخرجاً أن يمتلك مقاليد اللغة العربية ومفاتيحها وإغنائها بالقراءة، فعندما تكون اللغة الجيدة موجودة، إضافة إلى الكاريزما وحسن الشكل والصوت يكون المذيع جيداً على الأقل إن لم يكن ناجحاً بشكل عام

وعن بداياته المهنية قال: «بدأت رحلة عملي في إذاعة "دمشق" مدة ستة أشهر، قدمت خلالها إضافة إلى النشرات الإخبارية برنامج "معكم على الهواء من دمشق"، وبرنامج "ليلي" يعنى بالخاطرة والشعر والطرافة، وشاركت ببرنامج كان يقدمه الشاعر "خالد أبو خالد" بعنوان "عالم الأدب"، بعدها انتقلت إلى التلفزيون وعملت في نشرات الإخبار والحوارات السياسية، وقمت بإعداد وتقديم العديد من البرامج الثقافية والسياسية والحوارية كبرنامج "كلام وورق"، لكن إنجازي الحقيقي كان بحواراتي مع عدد من السياسيين والقادة والملوك والرؤساء كالرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة"، والرئيس الروماني، ورئيس مجلس النواب اليوناني، وعدد من ملوك ورؤساء العرب والدوليين والإقليميين، وتوجت حواراتي بلقاء مع الرئيس الدكتور "بشار الأسد"، ويعدّ هذا الحوار أول لقاء يجريه رئيس سوري للتلفزيون العربي السوري منذ عهد الاستقلال حتى يومنا هذا».

شهادة الدكتوراه الفخرية التي حصل عليها

وعن سبب اختياره لتقديم البرامج السياسية قال: «لم أكن مولعاً بالسياسة، وكنت ميالاً إلى البرامج الخفيفة الثقافية والاجتماعية والترفيهية وغير ذلك من البرامج المتنوعة، لكن رأى القائمون على التلفزيون العربي السوري أنّ جديتي في الحياة وتقاسيم وجهي وربما التقطيبة الدائمة على جبهتي تناسب نشرات الأخبار والبرامج السياسية، لامتلاكي الكاريزما الخاصة بهذه البرامج والحوارات، بالرغم من أنّ ذلك لا يعكس طبيعتي وداخلي».

وعن الفرق بين العمل الإذاعي والتلفزيوني قال: «لكل عمل إعلامي خصائصه التي تميزه، وصعوبته التي يتجاوزها الإعلامي بدأبه وإصراره على التميز، فالعمل الإذاعي له صعوبته ومتعته كونه يعتمد على نبرة الصوت ومؤثراته لإيصال الفكرة بطريقة صحيحة ومؤثرة في الجمهور، بينما التلفزيوني بالإضافة إلى الصوت يعتمد على الصورة، ويحتاج تركيزاً وانتباهاً أكثر، لكن برأيي أنّ العمل الإذاعي هو الأمّ الحاضنة للعمل التلفزيوني، لهذا ينبغي على المذيع أن يبدأ بالإذاعة أولاً».

المذيع "أسامة الشحادة" أثناء تأدية إحدى برامجه التلفزيونية

وأضاف: «لا بدّ للإعلامي سواء كان صحفياً في صحيفة أو مذيعاً في الإذاعة، أو مقدم برامج بالتلفزيون أو مخرجاً أن يمتلك مقاليد اللغة العربية ومفاتيحها وإغنائها بالقراءة، فعندما تكون اللغة الجيدة موجودة، إضافة إلى الكاريزما وحسن الشكل والصوت يكون المذيع جيداً على الأقل إن لم يكن ناجحاً بشكل عام».

الباحث الاقتصادي والمحلل السياسي الدكتور "محمد فاتح بابللي" دكتوراه بالحقوق والحريات في المركز الثقافي الألماني، وسفير النوايا الحسنة، تحدث عن الإعلامي "أسامة الشحادة" قائلاً: «كنت أنتظر نشرات الأخبار والحوارات السياسية لأسمع الصوت الرجولي الصادق والقوي الذي يميز المذيع "أسامة الشحادة" عن غيره من مقدمي البرامج، فقد امتلك بالإضافة إلى متانة اللغة ودقتها، كاريزما الحضور الجدي وقوة الشخصية، وصدق الكلمة والإحساس الوطني الصادق والأداء المتميز، سواء بالحوار الوطني أو بالتحليل السياسي، فعندما يقدم خبر انتصار أو هزيمة تظهر علامات الفرح أو الحزن بشكل كبير على ملامح وجهه، وكأنّه في قلب الحدث، صحيح أنّه أصبح مديراً لإذاعة "دمشق"، لكن برأيي أنّ التلفزيون خسر وجهاً إعلامياً، وشخصية متميزة تعطي التلفزيون هيبةً وصوتاً وحضوراً لافتاً».

الجدير بالذكر أنّ الإعلامي "أسامة الشحادة " من مواليد "دمشق" 1967، كان مديراً لإذاعة "صوت الشعب"، ورئيس المكتب الصحفي في "أكساد"، وأدار عدداً من المكاتب الصحفية المختلفة في عدة منظمات دولية، وحاز على شهادة دكتوراه فخرية من المركز الثقافي الألماني الدولي (IGCC) لجهوده المبذولة بنشر روح التسامح والعدالة والقيم الإنسانية والثقافية والعلمية.