متمتعاً بهاجس الاستمرار في التحصيل العلمي الأكاديمي، وساعياً لتطوير المهارات الهندسية العلمية، استطاع الدكتور "خلدون خرزم" بقدراته البحثية، ومنهجياته التدريسية الخاصة بكل مراحل الدراسة الجامعية والدراسات العليا، أن يعمل بصمت واجتهاد لمصلحة الطلبة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه بتاريخ 2 تموز 2019، وعن دراسته للهندسة والشهادات الحاصل عليها يقول: «بعد حصولي على شهادة الدراسة الثانوية عام 1977، كان الخيار أمامي متاحاً بين دراسة الطب البشري أو الذهاب إلى دراسة العلوم الهندسية، كانت ميولي أكثر باتجاه العلوم الهندسية والتقانية، وبذات الوقت بدأ المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا (الهايست) استقطاب الأوائل على الشهادة الثانوية لإيفادهم لمصلحته، قررت الالتحاق آنذاك بالمعهد العالي الذي أوفدني إلى كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة "دمشق" لدراسة الهندسة والحصول على شهادة فيها، وبالفعل حصلت على شهادة باختصاص إلكترون عام 1982، ثم حصلت على شهادة ماجستير في مجال (الدراسات المعمقة في المعلوميات) من جامعة "نانسي" في "فرنسا" عام 1991، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال (وثوقية الأنظمة الحاسوبية المحمولة على المتن) من جامعة "موسكو" التقنية الحكومية ـ "باومن" في "روسيا" الاتحادية عام 2000».

درسني الدكتور "خرزم" مادة (شبكات لاسلكية) خلال دراستي الجامعية، شهادتي فيه مجروحة، يتميز أسلوبه التدريسي بالابتعاد عن الجمود، بل على العكس يقدم المعلومة بطريقة ممتعة للطلاب، ويعطيهم من مخزونه المعرفي بكل صدق

وعن المناصب العلمية التي شغلها يقول: «جرى ندبي من المعهد إلى وزارة المغتربين كمدير للتقانة بين عامي 2004-2006، وتم تكليفي بمهام عديدة بقسم الاتصالات بالمعهد بدءاً من عام 2006، فقد ترأست مخبر الشبكات، ثم عملت كمعاون رئيس القسم للشؤون التعليمية، ثم كمعاون رئيس القسم للشؤون العلمية، وتم تكليفي بمنصب وكيل علمي للمعهد العالي منذ عام 2011 لمدة ست سنوات، وحالياً أعمل في المعهد كباحث في مشاريع البحث والتطوير، ومدرّس في مرحلتي الهندسة والماجستير».

شهادة الدكتوراه

وفيما يتعلق بالأبحاث العلمية التي قام بها، يتابع قائلاً: «بعد حصولي على شهادة الهندسة، ازداد لدي هاجس الاستمرار في التحصيل العلمي الأكاديمي، وعدم الركون إلى ما جرى اكتسابه من معارف في المرحلة الهندسية وعدم الاكتفاء بتطوير المهارات الهندسية العملية؛ لذا كان عليّ الاستمرار في التعلّم الأكاديمي عبر الماجستير والدكتوراه، إذ يُعدّ التحضير لنيل شهادة الدكتوراه المدخل الرئيس للبحث العلمي وتعلم منهجياته، ويجري خلال التحضير لرسالة الدكتوراه نشر أوراق علمية تنتج عن نتائج البحث.

تابعت البحث العلمي في المعهد بعد حصولي على شهادة الدكتوراه، وتبلور ذلك أكثر بعد افتتاح برامج الماجستير والدكتوراه فيه، وقيامي بالإشراف على رسائل ماجستير ودكتوراه، تركزت الأعمال البحثية في مجال الشبكات عموماً ونظم الشبكات اللا سلكية خصوصاً، ونظم الاتصالات الحديثة».

تتمة الشهادة

وعن رسالته من البحث العلمي ومساهماته العلمية، يقول: «أسعى من خلال تأطير تلك الأبحاث للمساهمة في تطوير وإغناء محاور البحث التي يعمل بها المعهد العالي من جهة، ومن جهة أخرى تلبية بعض حاجات جهات أكاديمية محلية عبر تقديم حلول لبعض تساؤلاتها العلمية، حيث جرى نشر أوراق علمية عديدة بنتائج أبحاث الماجستير والدكتوراه التي أشرفت عليها في مجلات علمية محكمة أجنبية، منها: (نموذج قناة الاتصال بين عقدين متجاورين في شبكة الطائرات المسيرة) عام 2015، (تقريب نموذج رايس المظلل إلى نماذج أخرى أبسط) عام 2016، (الإرخاء الموزن غير المحدب المعمم لتحسين الكشف الترددي) عام 2019، وغيرها الكثير. كما أسهمت أثناء عملي كوكيل علمي بوجه أساسي في إنشاء دائرة الدراسات العليا في المعهد، وافتتاح اختصاصات عديدة في الماجستير والدكتوراه؛ منها الاتصالات والمعلوميات بشقيها نظم اتخاذ القرار ونظم المعطيات الكبيرة، والتحكم، والروبوتيك».

وعن المنهجيات التدريسية التي يتبعها لكل مرحلة تدريسية، يقول: «أقوم بتدريس مقررات مختلفة في مرحلة الهندسة، وفي الماجستير في مجال الاتصالات والشبكات، وتختلف المنهجيات التعليمية بين مرحلة الهندسة والدراسات العليا؛ وتحديداً الماجستير الأكاديمي؛ إذ أقوم في مرحلة الهندسة بإعطاء شرح وافٍ للمادة العلمية قدر المستطاع لإيصال الأفكار العلمية بأسلوب واضح، وبهذا يستطيع الطلاب الانتقال إلى مرحلة التجارب العملية والمسائل المتعلقة بالمادة بأسلوب سلس، بينما أقوم في مرحلة الماجستير بإعطاء الخطوط العريضة نسبياً للمادة العلمية ليقوم بعدها الطلاب باستكمال المعرفة عبر الكتب المرجعية والمقالات العلمية ذات الصلة، وبهذا يمتلك الطلاب القدرة على متابعة المراجع والمقالات العلمية المفتاحية للبحث العلمي لديهم مستقبلاً».

أثناء لقاء

من جهته الدكتور "أيمن السواح" محاضر في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، يقول: «الدكتور "خرزم" باحث قديم في المعهد العالي، يمتاز بروح الشباب الدائمة، هو قريب من الطلاب، ومحب لجميع الكوادر من العاملين والطلاب، وهو من الأشخاص الذين يعملون بصمت؛ قليل الكلام، لطيف مع الجميع، شديد التنظيم والفاعلية في العمل، ومن الذين يعتمد عليهم بأي موقع إداري أو علمي، نشيط جداً في مجال التدريس والإشراف على مشاريع طلاب الهندسة والدراسات العليا، له نتاج علمي مهم، كأوراق بحث، ورسائل ماجستير، ودكتوراه، إضافة إلى ذلك هو شخصية متكاملة وقدوة بكل شيء يعشق الرياضة، عازف بيانو، ومثقف كبير، وعاصرته بصفته وكيلاً علمياً لمدة معينة، وكنت مدير التعاون العلمي والإعلام، وكنا نعمل عن قرب، وهناك تقاطع في مهامنا وتكامل في عملنا، وقمنا بأعمال عدة بتناغم كبير، وهو من الأشخاص الذين يكون العمل معهم ممتعاً، أعرفه منذ خمس عشرة سنة، لكن احتكينا عن قرب بمهام إدارية بالمعهد العالي منذ ست سنوات».

من جهته "إياد علي" خريج هندسة تكنولوجيا المعلومات من الجامعة "الافتراضية السورية" اختصاص شبكات المعطيات ونظم المعلومات، وأحد طلابه يقول: «درسني الدكتور "خرزم" مادة (شبكات لاسلكية) خلال دراستي الجامعية، شهادتي فيه مجروحة، يتميز أسلوبه التدريسي بالابتعاد عن الجمود، بل على العكس يقدم المعلومة بطريقة ممتعة للطلاب، ويعطيهم من مخزونه المعرفي بكل صدق».

يذكر، أن الدكتور "خلدون خرزم" من مواليد "دمشق"، عام 1959.