التقانات الحيوية وتقانة (النانو) أبرز المواضيع التي بحث فيها الدكتور "ينال القدسي"، فميّزت مسيرته العلمية، وتابع في بناء أساسيات وأصول البحوث العلمية الزراعية وتطويرها، من أجل توطين هذه التقانات محلياً في كل جوانب الحياة.

مدونة وطن "eSyria" التقت "ينال القدسي" الدكتور في قسم التقانات الحيوية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، بتاريخ 20 أيار 2019، ليتحدث عن البداية الأكاديمية والتخصص، حيث قال: «دخلت كلية الهندسة الزراعية بجامعة "دمشق" عام 1998، ثم نلت درجة الماجستير في قسم الوراثة وتربية النبات 2007-2009 في جامعة العلوم الزراعية في مدينة "بنغالور" الواقعة في "الهند". تربية النبات علم وفن فيه العديد من المزايا التي حرصت على تعليمها بعد التخرّج، وهي زيادة الإنتاج النباتي كمّاً ونوعاً باستخدام تقنيات مختلفة ومتطورة تتناسب مع احتياجاتنا، ثم قرّرت إكمال دراساتي في ذات الموضوع مع تقديم أطروحة الدكتوراه بعنوان: "تطوير واستغلال المجموعات الهجينة لأنواع hirsutum وbaradense، من أجل تطوير هجن نوعية كامنة المعلمات الجزيئية ودراسة التحوير الوراثي لنبات القطن" أيضاً في "الهند"، كما عملت في جامعة العلوم الزراعية بـ"دارود" مهتم بنبات القطن، إضافة إلى عملي في التقانات الحيوية حتى عام 2013. كما ألّفت كتاباً علمياً نشر عام 2016 من قبل دار النشر الألمانية "lap lambert"، عنوانه: "دراسة التربية التقليدية والمتقدمة في نبات القطن"، والكتاب الثاني "أساسيات البيولوجيا النباتية - الجزء النظري"، بالتعاون بين الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وكلية الزراعة والأهوار في جامعة "ذي قار" العراقية».

قبل سنتين انتبهت إلى إعلان عن دورة في التقانات الحيوية بكلية العلوم، ولفتني بالمحاضرة موضوع التحوير الوراثي وجذبني كثيراً؛ خاصة أن الدكتور "ينال" لديه معرفة هائلة واطلاع واسع في مجال التقانات الحيوية؛ لكونه أيضاً باحثاً من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، الأمر الذي شجعني على التفكير بأبحاث جديدة بأسلوب أشمل، وفي محاضرة تقانة النانو وتطبيقاتها، طلبت من الدكتور حضورها لما فيها من فائدة، حيث قدمها الدكتور "ينال" بأسلوب سلس وغني، خاصة أن تقانة النانو لم تلقَ رواجاً حتى الآن، فكانت المعلومات شاملة، واستطاع بكل خبرته ومعرفته الإلمام في جميع المعطيات الموجودة، ولا سيما اهتمامه بكل شيء يلامس التطور والإبداع

وتحدث الدكتور "القدسي" عن أهمية تطبيق التقانات المتقدمة في مجال العلوم الزراعية، فقال: «لكوني باحثاً، وأعمل في مجال التقانات المتقدمة مثل تقنية النانو، فلديّ هدف وطموح كبير في مجال تفعيل مثل هذه التقانات في "سورية"، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها بلدنا، لأن هذه التقانات طبقت في مختلف مناحي الحياة في الدول المتقدمة. وحسب رأيي ومن خلال الأبحاث أرى أن المجال الزراعي يواجه العديد من التحديات، كالتغيّر المناخي، وازدياد استهلاك المنتجات الزراعية مع تقلص المساحات المزروعة؛ وهذا يقتضي ضرورة النهوض بالتنمية الزراعية لتحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي والزراعي، وعليه تأتي أهمية استخدام تكنولوجيا النانو التي بدورها تعمل على إيجاد سبل حديثة ومعالجة الكثير من المشكلات الزراعية، وتعمل على تحقيق معدلات إنجاز ملحوظة في المعالجة والنهوض بالمجال الزراعي؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى تحقيق نتائج أفضل تصب في خدمة المجتمع وتنميته بيئياً.

الندوة الدولية الثامنة حول المكافحة الحيوية في "تايلاند" عام 2010

في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية قمنا بإبرام اتفاقيات التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية والعربية، ونعمل أيضاً على إدخال تقنية النانو في أبحاثنا العلمية؛ مثل استخدام أسمدة نانوية لرفع إنتاج المحاصيل، إضافة إلى إدخال مواد هيدروجيلية ذكية ودورها الفعال في رفع كفاءة مياه الري، وتحميلها بمخصبات نانوية لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية. كما تعمل إدارة الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية على دفع مسيرة البحث العلمي، وتذليل كافة الصعوبات في سبيل نشر العلم والمعرفة بين الكادر البحثي».

وعن المؤتمرات وورشات العمل والتدريبات التي واكبها الدكتور "ينال" في "سورية" وخارجها، قال: «خلال وجودي أثناء دراستي وعملي في "الهند"، واكبت عدة مؤتمرات وورشات عمل محلية تتعلق بتحسين وتربية المحاصيل، وتقنيات إنتاج القطن العالمية في مواجهة تغيّر المناخ والتدريب على التقنيات الجزيئية الأساسية، ولشدة اهتمامي بأبحاث التقانات الحيوية حصلت على جائزة في مؤتمر "التقانات الحيوية للطلاب" كأفضل ثالث بحث علمي، وذلك في مدينة "بونة" الهندية، في حين شاركت بالمؤتمر السنوي للجمعية الوراثية الألمانية عام 2011، والمؤتمر الدولي حول البيولوجيا الرياضية والحسابية بـ"ماليزيا"، كما شاركت في الندوة الدولية الثامنة حول المكافحة الحيوية والتقنيات الحيوية في "تايلاند" عام 2010، والمشاركة في المؤتمر الدولي لعلم الأحياء التطبيقي في "إيران" عام 2011، وفي عدة مؤتمرات وندوات دولية في البيولوجيا والبيئة والكيمياء في "الإمارات العربية المتحدة". أما في "سورية" وخلال السنوات الأربع الماضية، فقد أقمت عدة محاضرات ودورات تدريبية في تخصص التقانات الحيوية في الإنتاج الزراعي والعلوم الزراعية، والتقنيات الحيوية وتطبيقاتها في كل من "حمص"، "اللاذقية"، و"دمشق"، عدا المؤتمرات العلمية الدورية وورشات العمل المستمرة في ذات المجال والتخصص، إضافة إلى تخصص تقنية النانو».

أثناء تسلّمه شهادة تقدير من المنحة الهندية ICCR في مرحلة الماجستير

"غادة دهيم" البروفيسور في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، بدورها تحدثت عن مشاركتها بالنشاطات العلمية مع الدكتور" ينال"، وقالت: «كنت رئيس اللجنة العلمية في "تجمع سورية الأم" أحد تكوينات المجتمع المدني، وقمت ببعض الفعاليات العلمية والمؤتمرات من بينها سلسة محاضرات بالتعاون مع نقابة المهندسين وجامعة "دمشق"، المحاضرات كانت في مجالي التقانات النانوية والتقانات الحيوية، وتم الاتفاق مع عدد من الدكاترة والمهتمين في هذا المجال من جهات علمية متعددة، وتم التعرّف إلى الدكتور "ينال" الذي كان من أنشط الأساتذة في مجال البحوث الزراعية من خلال متابعته العميقة، وبحثه المستمر في كل ما يخص المجال الهندسي الزراعي، وكانت له بصمة واضحة وفعالة في مؤتمر "تجمع سورية الأم" من خلال نشره معلومات على قدر عالٍ من الأهمية، وكانت محاضراته متميزة، حيث استطاع من خلالها تجديد المعلومات وتحقيق تفاعل واهتمام من قبل الحاضرين في المؤتمر».

"سارة إسماعيل" الحاصلة على ماجستير في التقانات الحيوية، تابعت كل محاضرات الدكتور "ينال"، ومنها الخاصة بهيئة البحوث العلمية، وقالت: «قبل سنتين انتبهت إلى إعلان عن دورة في التقانات الحيوية بكلية العلوم، ولفتني بالمحاضرة موضوع التحوير الوراثي وجذبني كثيراً؛ خاصة أن الدكتور "ينال" لديه معرفة هائلة واطلاع واسع في مجال التقانات الحيوية؛ لكونه أيضاً باحثاً من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، الأمر الذي شجعني على التفكير بأبحاث جديدة بأسلوب أشمل، وفي محاضرة تقانة النانو وتطبيقاتها، طلبت من الدكتور حضورها لما فيها من فائدة، حيث قدمها الدكتور "ينال" بأسلوب سلس وغني، خاصة أن تقانة النانو لم تلقَ رواجاً حتى الآن، فكانت المعلومات شاملة، واستطاع بكل خبرته ومعرفته الإلمام في جميع المعطيات الموجودة، ولا سيما اهتمامه بكل شيء يلامس التطور والإبداع».

تسلّمه جائز أفضل بحث علمي مدينة "بونة" في "الهند"

من الجدير بالذكر، أن الدكتور "ينال القدسي" من مواليد "دمشق" عام 1978، باحث في قسم التقانات الحيوية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.