حبّه لوطنه وعمله، أخرجه عن الطريقة التقليدية في دعوة السياح الأجانب، من مكاتب وعقود خارجية، إلى طريقة التواصل الاجتماعي و"الويب سايت"، فبنى جسوراً من العلاقات معهم لرحلات سياحية داخل "سورية"، ثم وسّع الدائرة لتشمل الجوار.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 أيار 2019، الدليل السياحي "فادي عاصي" ليحدثنا عن دراسته وعمله قائلاً: «درست في مركز التدريب السياحي الفندقي بمنطقة "دمّر"، وبدأت العمل عام 1997 في مكتب سياحي صغير، أنظم رحلات سياحية لأجانب بين "سورية" و"لبنان"، ورحلات سياحية ضمن "سورية"، وعملت في أكثر من شركة داخلياً وخارجياً على فكرة السياحة الإقليمية بين "سورية "و"الأردن" و"لبنان" و"تركيا"، مراعياً الاتفاقيات التي كانت بين الدول، حتى وصلت "سورية" أعلى مستوى سياحي عام 2010، وكسبت رصيداً من الناس خارج القطر، وكانوا لي بمنزلة إعلان خارجي، حتى إنني الآن بصدد ترتيب زيارات لهم من جديد، وما شجع الأجانب على الرحلات الإقليمية، البرنامج الذي قدمته ويتضمن حجزاً فندقياً واستقبالهم في المطار، ومرافقة الدليل السياحي للسائح كل مدة زيارته؛ وقد تبلغ بين الـ16 والـ18 يوماً في البلدان الأربعة».

دخلت هذا المجال لأرى "سورية" بعيون السياح وأطلع على ثقافات الآخرين بإتقان لغاتهم، وأعرّف عن "سورية" أكثر، والدليل "فادي" يحقق لي ذلك من خلال الجولات الميدانية مع السياح، إضافة إلى الكتب التي أطالعها حتى أصبح دليلاً سياحياً ناجحاً

وعن معوقات السياحة يحدثنا الدليل "فادي" قائلاً: «الأزمة والعقوبات التي فرضت على وطني، جعلت هناك صعوبة في دعوة السياح الأجانب، لكن وزير السياحة سهل الموافقة على دخولهم بعد معاناة كبيرة، كما أن بعض الأماكن الأثرية مهملة وتحتاج إلى النظافة ووجود المطاعم، وفنادق لإقامة السائح، مثل "قلعة الحصن"، حيث إن أقرب فندق يبعد خمسة كيلو مترات عنها، وعندما تحدثت مع أصحاب المنشآت، كان المبرر أنهم بحاجة إلى موافقات وإجراءات طويلة. وموقع "تدمر" بحاجة إلى أماكن إقامة للسائح؛ فالأجانب يهتمون بالتقاط صورة لغروب الشمس من قلعة "فخر الدين المعني الثاني" لأعمدة "تدمر" بلونها الذهبي، فيأتون ليلاً ليشاهدوا هذا المنظر البديع، وموقع "أوغاريت" فيه أعشاب طويلة تبلغ المترين تشوهه، وتمثل خطراً علينا وعلى سلامة السائح، بسبب الأفاعي والعقارب، كما أنها بحاجة إلى الترميم، و"عمريت" يحتاج إلى التنظيف والمتابعة، وأيضاً يجب تخديم الأماكن الأثرية بتأمين الحمامات وأماكن لوقوف السيارات، ومع ذلك هناك أماكن أثرية يكثر ارتيادها وهي: "دمشق القديمة"، "صيدنايا"، "معلولا"، و"قلعة الحصن"، و"تدمر"، و"عمريت"، وقلعة "حلب" وأسواقها القديمة، وجامع "خالد بن الوليد" في "حمص"، وكنيسة "أم الزنار"، و"أوغاريت" في "اللاذقية"، و"شهبا" في "السويداء" ومتحفها، ومسرح "بصرى"، و"قلعة "شميميس" في "السلمية"، وننتظر عودة آثار المناطق الشرقية "دير الزور" و"الفرات"».

المربي محمود أرناؤوط

وعن مبادرته الشخصية لتأهيل الأدلاء السياحيين قال: «المتدربون طلبة أو من خريجي كلية السياحة، ومعي الآن دليل سياحي مرخص منذ سنتين ويحضر للدكتوراه، لكنه لا يمتلك الخبرة في مرافقة السياح. المتدربون بحاجة إلى كسر حاجز الخجل مع الأجنبي وكسب تقنية في السياحة، وأدعو رفاقي الأدلاء السياحيين إلى تدريب الكوادر كل في محافظته، ولا سيما أن عدد القدماء منهم لا يكفي المرحلة القادمة للسياحة».

الدليل السياح المربي "محمود أرناؤوط" يتحدث عن "فادي" قائلاً: «إنه يقوم بعمل جبار ومتميز ولا سيما في هذا الوقت الصعب، ويوظف علاقاته بالأجانب ويدعوهم للسياحة حباً بالوطن، ويقوم بالجولات السياحية الثقافية، وبدورهم يقومون بنشر الصورة الحضارية عن بلدنا، ولا سيما أن السياحة توقفت خلال السنوات الثماني الماضية، وأنا شخصياً كمدرّس في كلية السياحة وأدير مكتب سياحة وسفر وأدرب أدلاء سياحيين، واستقدمت 82 مجموعة كبيرة وصغيرة أجنبية سياحية إلى البلد، ونتعاون معاً أنا و"فادي"، وأقدم تأشيرة دخول أو برنامجاً أو مهمة من الوزارة لإعادة السياحة إلى عهدها».

المربي شادي لحلح

المتدربة "سالي القهوجي" تحدثت عن جولاتها الميدانية قائلة: «دخلت هذا المجال لأرى "سورية" بعيون السياح وأطلع على ثقافات الآخرين بإتقان لغاتهم، وأعرّف عن "سورية" أكثر، والدليل "فادي" يحقق لي ذلك من خلال الجولات الميدانية مع السياح، إضافة إلى الكتب التي أطالعها حتى أصبح دليلاً سياحياً ناجحاً».

السائح "بابلو مليس" يحدثنا عن زيارته لـ"سورية" قائلاً: «أتيت من "تشيلي" وتحديت أصدقائي الذين نعتوني بالجنون لأنني سأكون في خطر، لكنني بخير و"سورية" آمنة وشعبها طيب وجميل، والنفقات تناسبني ولا سيما أنني أستطيع أن أحجز فندقاً أربعة أو خمسة نجوم مقارنة مع دول الجوار، لقد زرت "سورية" سابقاً، وسأبقى أزورها لأنني أحبها».

السائح التشيلي بابلو مليس

المربي "شادي لحلح" في كلية السياحة يحدثنا عن الدليل "فادي" قائلاً: «نشيط ومحترم جداً، وهو يمتلك أدواته كدليل من حيث الثقافة والمعرفة والقيادة والمعلومات القيمة عن البلد ومحب له، وأمين، كما أنه يمنح السياح السعادة بأسلوبه المرح، ويمتلك ثقافة سياحية بالأماكن أو المنتجات السياحية أو المطاعم ومعرفته بأماكن الترفيه، كان يفاجئني بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأزمة من جولات سياحية لأجانب من جنسيات مختلفة، كل ذلك لتعود حركة السياحة إلى سابق عهدها وعودة الوجه المشرق إلى الوطن».

يذكر، أن الدليل السياحي "فادي عاصي" من مواليد "حمص"، عام 1976، مقيم في "دمشق".