طبيعة دراسة المهندس "هامس عدنان زريق" في "مركز الدّراسات والبحوث العلمية" أعطته المعرفة العميقة في منهجيّة البحث واحتياجاته ومتطلباته، ومكّنته من امتلاك مهارات التعّلم الذاتي. والماجستير التّنفيذي في إدارة الأعمال ساعده في إدارة العمليّة البحثيّة لمركز التّفكير "مداد"، فتمكن من استثمار الإمكانات المتاحة والتخطيط الجيد لعملها.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 نيسان 2019، المهندس "هامس عدنان زريق" لتتصفح معه أوراق البحث وملفاته المتعددة والمتنوعة، فتحدث عن جولاته بهذه المسارات، فقال: «تخرّجت في "المعهد العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا" عام 1994 ونلت شهادة هندسة النّظم لأعمل في المركز بمشاريع مختلفة ومتعددة وذلك حسب النّظام فيه، ثم انتقلت للتدريس فيه، وكانت لي أعمال أخرى متعددة في تطوير البرمجيات. ومع افتتاح الجامعة الافتراضيّة عام 2005 كنت مع أوائل أساتذتها، حيث أنشأنا برنامج تكنولوجيا المعلومات، وتابعت فيها لغاية عام 2016، إضافة إلى تجارب تدريس في بعض الجامعات الخاصة، وفي عام 2007 كانت لي فرصة العمل في "هيئة تخطيط الدّولة" كمدير لمكتب معلومات التّنمية؛ وذلك لهدف محدد وهو إنشاء منظومتها المعلوماتية، عام 2008 اشتغلت على إعداد استراتيجيّة المعلومات لوزارة الشّؤون الاجتماعيّة والعمل بعقد مع المنظمة الدّوليّة "GTZ"، وفي عام 2009 تفرغت للعمل في شركة "سيريتل"، وتدرجت فيها بأكثر من منصب وتوليت الإشراف على مشاريع مهمة كان لها الأثر في تطوير عمل الشّركة، منها مشروع أتمتة عقود البيع والشّراء الذي أحدث تغييراً مهماً في آلية العمل».

المركز يعرف ما يحتاج إليه ومن لديه القدرة على تحريك وتيرة العمل فيه، فهناك هيئة علمية هي العقل المفكر؛ تتألف من أربعة باحثين للشؤون السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافية. ويليهم مساعدون باحثون لذات الاختصاصات، هناك كادر إداري، ومسؤولون عن مواقع التّواصل والإنترنت. ويدعم عمل هذا المركز قطاعات لها حسّ عالٍ بالمسؤولية الاجتماعية

يتابع المهندس "هامس" متحدثاً عن مشروعه ويقول: «تفرغت في عام 2015 لإنشاء "مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد)" ليكون منبراً لكل أصحاب الاختصاصات بالعلوم السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والقانونيّة؛ وذلك بهدف الإعداد لدراسات وأبحاث تخص الواقع السّوري تحديداً، وتخدم أصحاب القرار بالدرجة الأولى. فتعرض مقترحات لتحسين الاقتصاد والسّياسة، وتقدم معالجة للمشكلات النّاتجة عن الأزمة السّوريّة، واستشراف المخاطر المحتمل وقوعها، وتعطي صورة عن الواقع السّوري. هذه الدراسات والمشاريع محكّمة من أصحاب الاختصاص وتخضع لمعايير جودة ومراجعة، وتدقيق لغوي، وتحليل وإخراج فني، وتنشر إلكترونياً. فأبحاث المركز مفتوحة للعموم، إلا ما كان له خصوصيته.

مركز دمشق للأبحاث والدراسات "مداد"

ومن الدراسات التي قدمها المركز التّقرير الأول في (تحليل تأثيرات الأزمة في الاقتصاد السّوري)، دراسة عن واقع التّأمين في "سورية"، وهناك مشاريع لها علاقة بالقطاع المصرفي، والسّياسة النّقدية، وفي السّياسة لدينا دراسات تتكلم عن كل المفاصل التي نعيشها، مثل البرنامج البحثي "لماذا لا تزال الحرب قائمة؟" إضافة إلى ما نترجمه ونرصده لأهم ما تطرحه مراكز الدّراسات الغربية عن "سورية"، وهناك تقارير دوريّة مختلفة ومتنوعة، منها تقرير (سورية في عيون مراكز الدّراسات العالمية والإسرائيلية)، والتقرير الأسبوعي (الحدث السّوري). بعض مشاريعنا وأبحاثنا أُخذ بها وانعكست بقرارات صدرت، وبعضها لاقت الاستحسان لجودتها، غير أن العمل بها بقي مؤجلاً، وهناك بعض المشاريع التي بقيت للاطلاع».

يجتهد المهندس "هامس" في الحديث عن المركز فيقول: «المركز يعرف ما يحتاج إليه ومن لديه القدرة على تحريك وتيرة العمل فيه، فهناك هيئة علمية هي العقل المفكر؛ تتألف من أربعة باحثين للشؤون السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافية. ويليهم مساعدون باحثون لذات الاختصاصات، هناك كادر إداري، ومسؤولون عن مواقع التّواصل والإنترنت. ويدعم عمل هذا المركز قطاعات لها حسّ عالٍ بالمسؤولية الاجتماعية».

حسين إبراهيم

وعن المسارات التي جمعته بالمهندس "هامس عدنان زريق" تحدث الإعلامي "حسين إبراهيم"، وقال: «اهتمامي بالأبحاث والدّراسات دفعني باتجاه علاقة متميزة مع المهندس "هامس"، حيث كان بالنسبة لي عوناً في طرح الكثير من القضايا للنقاش البحثي الأكاديمي المنهجي من خلال "مركز دمشق للأبحاث الدّراسات (مداد)"، الذي يعدّ من أهم المراكز التي تعاملت مع موضوع الأبحاث التّطبيقيّة بأسلوب منهجي، فهو بعيد عن الأبحاث النّظريّة الصّرفة، وقريب جداً من الأبحاث التي تلامس حاجات الناس وطموحاتهم الاقتصاديّة والثّقافيّة والاجتماعيّة. وقد حظيت المواضيع التي يختارها باهتمام الجهات ذات العلاقة، ومنها: موضوع الأمن الغذائي، وموضوع المشاريع الصغيرة، والتنمية، وغيرها. فأغلب ما أنجزه المركز يمثّل مرجعية يحتاج إليها كل من يعمل في الخدمات المجتمعية على اختلاف نماذجها.

إيمان "هامس" بهذا المركز كان الدافع الأكبر لإدارته مع فريق العمل؛ ليكون له تميزه في العمل بمنهجية خاصة تستند إلى أوراق عمل الباحثين ومناقشة هذه الأوراق من قبل الخبراء والمتخصصين وأصحاب القرار والجهات التّنفيذيّة. ومما لا شك أنه عمل وسط معوقات كثيرة، وتحديات قاسية، وهذا يعني أنه شخص عصامي يسعى بدأب للوصول إلى الهدف الذي يحب مهما كانت الصّعوبات ومهما بلغت شدة التّحديات».

يذكر أن المهندس "هامس عدنان زريق" من مواليد "دمشق"، عام 1972.