اهتمامها بتفاصيل الذات البشرية وحبها لعلم النفس والتجوال المعرفي في أروقته جعلها تتخذ منه طريقاً سلكته، ومنحت متدربيها من طاقتها الإيجابية التي كوّنتها خلال تلك السنوات.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 8 نيسان 2019، مع الاختصاصية النفسية "هبة موسى" لتحدثنا بالقول: «بداياتي في مجال علم النفس بدأت من الاهتمام بتفاصيل هذا العلم والشغف في معرفة خفاياه، والسبب في ذلك أنني حين كنت أحب أساتذتي في المدرسة كان ذلك ينعكس على شغفي بالمادة التي يدرسونها، وكذلك كان الحال في مادة الفلسفة، وعلى الرغم من رغبة محيطي بدراستي للحقوق واللغة الإنكليزية، إلا أنني كنت متمسكة بطموحي، وبعد الشهادة الثانوية كانت أولى رغباتي دراسة علم النفس، وتم لي ذلك حينئذٍ، فدرستها وكان كل اهتمامي في هذا المجال، وما لفتني فيه أنه يحاكي النفس البشرية لأن الإنسان جسد وعقل وروح، فهو شامل لكل العلوم، ويؤثر في مزاجنا كأشخاص على مدار يومنا انطلاقاً من التفاصيل الصغيرة في اختيار ملابسنا، ووصولاً إلى مزاجنا العام، وهو يكوّن أسلوبنا في التعامل، ويجعل منا قيمة مضافة لأنفسنا لنعكس ذلك على مجتمعنا لتعم الإيجابية، فكل ما حولنا فيه شيء إيجابي، وتبحرنا في علم النفس يجعلنا نعطي الأشياء مهما كانت بسيطة قيمتها، حتى إننا نبصر نصف الكأس الممتلئ بالماء، ونقدر أن النصف الآخر ممتلئ بالهواء، وليس فارغاً، فعندما نريد أن نكون قدوة يجب ألا نمثّل ذلك، بل نصبح قدوة إذا اقتنعنا بأفكارنا وتصالحنا مع أنفسنا، فهناك الشيء السلبي والشيء الإيجابي، وأنا مع فكرة "التحفيز السلبي"؛ لأنها تجعلنا دائماً مستعدين لتقبل النقص في أنفسنا، وأننا نكمل أنفسنا مع الآخرين، وأنا كمدربة يجب أن أتحلى بهذا الشيء لكون المدرب يعدّ قدوة لمتدربيه؛ فحين لا يستطيع إقناعهم بأنه كذلك، سيفقد صورته في ذهن متدربيه، ويفقد مصداقيته مع نفسه ومعهم.

الصحافة وعلم النفس في حياتي وجهان لعملة واحدة، ففي أروقة الصحافة أجد نفسي، وفي علم النفس، واستطعت الجمع بينهما من خلال "علم النفس الإعلامي"، فللصحافة مفعول تنفيس انفعالي في النفس، فعندما يكتب الصحفي ويجد له بصمة في المجتمع من خلال عمله المتقن يشعر بقيمة ذاته في هذا المجال، كما أنني مهتمة باليوغا لكونها تكمل علم النفس أيضاً، وفي النهاية النشاطات في حياتي لا تنتهي من خلال إطلالات في برامج تلفزيونية، وأحضر برنامجاً خاصاً

بعض المدربين ممن يمتلكون خلفية أكاديمية ضخمة؛ هؤلاء نحن بحاجة إليهم في مجتمعنا، وهم يختلفون عن المدربين الذين اتبعوا دورات وأصبحوا بعدها مدربين، وأولئك يؤثرون في المتدربين؛ لذا يجب الحرص على هذه النقطة؛ لأن دور المدرب النفسي مهم جداً في المجتمع خاصة بعد الأزمات؛ لأنه يشمل كافة شرائح المجتمع من رجال ونساء ومراهقين وأطفال، فهو عملية ترميم للنقص وبناء لأشياء جديدة تثبت أننا وضعنا بصمتنا في هذا المكان أو ذاك، ويجب على المدرب ألا يشعر متدربيه بأنه جزء منفصل عنهم، بل يجب أن يشعروا بأنه جزء منهم يكملهم ويكتمل بهم، ولعل أبرز المواقف التي أثرت في نفسي لقائي متدرباً نظرته إلى الحياة تشاؤمية في بداية الدورة التي كان يتبعها، وفي ختام الدورة كتب لي عن تغير نظرته إلى الحياة؛ فأصبح يراها بطريقة أفضل وألوان زاهية أكثر، وأبرز الأفكار التي أؤمن بها في علم النفس تتمحور حول تأخرنا في نطق الكلمة الجميلة التي تترك أثرها في النفس، فعندما نشعر بها يجب ألا نتركها حبيسة ذاتنا؛ فتنعكس راحة علينا وعلى الآخرين».

في إحدى جلسات التدريب النفسي

وعن نشاطها في مجال الصحافة تكمل: «الصحافة وعلم النفس في حياتي وجهان لعملة واحدة، ففي أروقة الصحافة أجد نفسي، وفي علم النفس، واستطعت الجمع بينهما من خلال "علم النفس الإعلامي"، فللصحافة مفعول تنفيس انفعالي في النفس، فعندما يكتب الصحفي ويجد له بصمة في المجتمع من خلال عمله المتقن يشعر بقيمة ذاته في هذا المجال، كما أنني مهتمة باليوغا لكونها تكمل علم النفس أيضاً، وفي النهاية النشاطات في حياتي لا تنتهي من خلال إطلالات في برامج تلفزيونية، وأحضر برنامجاً خاصاً».

صديقة "هبة" المطلعة على نشاطاتها في علم النفس والمجتمع "نجاح حسن"، عنها تقول: «أعرف "هبة" منذ 14 عاماً، هي إنسانة حيوية وملأى بالنشاط، تعرف جيداً كيف تتعامل مع شرائح المجتمع المختلفة التي تصادفها في اختصاصها؛ وهو ما يجعل الآخرين يعجبون بشخصيتها المرنة في التعامل، وفي دراستها اجتهدت حتى وصلت إلى ما هي عليه وتطورت تطوراً لافتاً، وما يميزها أنها تدرب متدربيها بالكثير من الحب والشغف بما تقوم به؛ وهو ما ينعكس عليهم فيحبون الأجواء العامة في الدورة التدريبية ويتفاعلون معها كما يجب، وأنا في حياتي استفدت من خبرتها في الكثير من المنعطفات الحياتية التي قد تعترض الإنسان؛ سواء المفرحة، أو الحزينة».

من أحد النشاطات المتعلقة بعلم النفس

يذكر، أن المدرّبة "هبة موسى" من مواليد محافظة "دمشق"، عام 1982.

مع المتدربين في ختام إحدى الدورات