تعدّدت مواهبها وتنوعت أعمالها بين ترميم للآثار، ولوحات في الخط العربي، وقطع من العجمي، وتوثيق التراث في كتب مهمة، فكان هاجسها الأكبر الحفاظ على التراث الذي تركه الأجداد، وتوعية الجيل بأهمية إرثهم الحضاري.

لإلقاء الضوء على واحدة من أنشط الباحثات في مجال الآثار وترميمها، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 آذار 2019، الباحثة "إلهام محفوض"، التي قالت: «تخرّجت في المعهد المتوسط للآثار والمتاحف عام 1993 بتفوق، ثم بدأت ترميم الزخارف على الأخشاب في القاعات وترميم الكتبيات والسقوف الدمشقية في "قصر العظم"، وعملت فيه نحو 14 عاماً، ثم قمت بترميم الكتابات والزخارف والرسوم والآيات القرآنية الموجودة في مدخل متحف الطب والعلوم عند العرب، ثم حفظت ووثّقت اللوحات الموجودة في المتحف الوطني بـ"دمشق"، وبدأت ترميم القاعات والسقوف والزخارف والرسوم في بيت "خالد العظم" الذي يحمل اسم "بيت التراث الدمشقي"، وشاركت في ترميم مدرسة "سيف الدولة" في "حلب" عام 1996، وحصلت على شهادة خبرة من الخبير الألماني "أوليفر مور"، وعملت بترميم اللقى الفخارية في قلعة "حلب" مع بعثة ألمانية بقيادة البروفسور "كايكول ماير"، وكنت المشرفة على تدريب فريق مشترك سوري - دانماركي لترميم الزخارف والسقوف والكتبيات الموجودة في بيت "العقاد"، وحزت شهادة خبرة من السفير الدانماركي، وتمّ تكريمي بزيارة إلى "الدانمارك" والمتحف الملكي الوطني، وبعض المواقع الأثرية الموجودة في هذا البلد. عملت بترميم أيقونات في متحف "فرانكفورت" للأيقونات في "ألمانيا"، وتعرفت إلى المواد الأجنبية والتقنيات الموجودة لديهم، فنحن لدينا الحضارة والتاريخ، ولديهم التقنيات ويصنعون التاريخ. حزت شهادات في اللغتين الإنكليزية والألمانية، وصمّمت نشرات تعريفية باللغات العربية والإنكليزية والألمانية للتعريف بحضارتنا، وتقديم معلومات مؤكدة عنها للسياح الأجانب، ولديّ أعمال بالرسم النباتي على الخشب والفخار أيضاً، وعدد من اللوحات بالخط العربي».

أخصص أول خمس دقائق في محاضراتي للحديث عن خصوصية "سورية" الحضارية؛ من حيث أول أبجدية، وأول نوتة موسيقية، وأول من زاوج بين القمح والماء على ضفاف "الفرات"، وأنا أمينة متحف الخط العربي، أقوم بتعريف الزائر على تاريخ المتحف، ومن بناه، وأنواع الخط العربي، وأنا حريصة على إقامة النشاطات في فصل الصيف خاصة، وتمت الموافقة على فعالية تجمع عدد من الخطاطين المتطوعين، ونحن مطالبون بالحفاظ عليها وإنعاشها، وحالياً أقوم بإعداد كتاب عن الخطوط العربية للتعريف بكل خط على حدة، وأعد لمحاضرة بعنوان: "في حضرة الخط العربي بين دمشق وبغداد". الدكتور "خليل الحريري" مدير متحف "تدمر"، قال عنها: «تجمعني معها صداقة قديمة، وهي من المديرات المميزات والنشيطات، ولديها اندفاع لتوثيق الأمكنة ونشرها والتعريف بها، عندما كانت مديرة لـ"بيمارستان النوري"، كانت تعمل حتى في حديقته، وحالياً تشغل منصب مديرة متحف الخط العربي، ولديها العديد من المحاضرات، وكان آخرها في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، وهذا دليل نشاطها، وهي من المميزات في مجال الخط العربي، ولديها العديد من المنشورات، وكنت أراها تعمل بنفسها في الترميم، وإعادة النقوش إلى ما كانت عليه. لم تسعَ يوماً إلى المناصب، بل تقدم وتضيف إلى المنصب الذي تشغله؛ وهذا دليل اهتمام ومتابعة

وعن الكتب التي ألّفتها أو شاركت بتأليفها، قالت: «ألّفت كتاباً اسمه "البيمارستانات في دمشق"، وتعني دار المرضى وأشهرها "البيمارستان النوري"، وهو متحف الطب والعلوم، وشرحت عن بعض المخطوطات العلمية والأدوات الطبية المستعملة، فالعرب أول من استخدم الكحول لتخدير المريض بعد خلطه بأعشاب بحرية معينة، وجدول بأنواع الأغذية المناسبة حسب الفصل والمرض، و(طاسات) متنوعة للرقية الشرعية لكل منها استخدامه، وقاعة الصيدلة الغنية بالأعشاب الطبية، وكان شيخ الأطباء يناقش مع تلاميذه فوق رأس المريض لمراقبة تطور المرض من خلال التجربة والمشاهدة والاستنتاج، وهي الطريقة التي أخذها الغرب من العرب.

خلال عملها في الترميم

ولأن الأيقونة وثيقة حضارية وذاكرة فنية، فالأيقونة الأولى كانت سوريّة، فتناولت في كتابي الثاني "الأيقونة السورية" اهتمام الانسان السوري بالفن منذ القرن التاسع قبل الميلاد، وما تعني الأيقونة وكيف انتقلت، وحرب الأيقونات، وخصوصيات الأيقونات الموجودة هنا، ومواضيع الرسوم فيها ودلالاتها وكيفية تنفيذها ونوع الخشب؛ وهو ما يدل على جذورها التاريخية، وهم يتعبدون الله بشفاعة القديس المرسوم فيها.

أما الكتاب الثالث "ترميم الخشب والزخارف الملونة" للكاتب "إبراهيم عميري" الذي تناول المعلومات النظرية، فذكرت فيه كمساهمة الأمثلة العملية بدءاً من الرسوم والحفاظ عليها وتنظيفها، وعدم إضافة أي شيء يشوه الأثر الأصلي، ووثقت المواد التي استعملناها».

عجمي من أعمالها

وعن المحاضرات التي ألقتها وخططها المستقبلية، قالت: «أخصص أول خمس دقائق في محاضراتي للحديث عن خصوصية "سورية" الحضارية؛ من حيث أول أبجدية، وأول نوتة موسيقية، وأول من زاوج بين القمح والماء على ضفاف "الفرات"، وأنا أمينة متحف الخط العربي، أقوم بتعريف الزائر على تاريخ المتحف، ومن بناه، وأنواع الخط العربي، وأنا حريصة على إقامة النشاطات في فصل الصيف خاصة، وتمت الموافقة على فعالية تجمع عدد من الخطاطين المتطوعين، ونحن مطالبون بالحفاظ عليها وإنعاشها، وحالياً أقوم بإعداد كتاب عن الخطوط العربية للتعريف بكل خط على حدة، وأعد لمحاضرة بعنوان: "في حضرة الخط العربي بين دمشق وبغداد".

الدكتور "خليل الحريري" مدير متحف "تدمر"، قال عنها: «تجمعني معها صداقة قديمة، وهي من المديرات المميزات والنشيطات، ولديها اندفاع لتوثيق الأمكنة ونشرها والتعريف بها، عندما كانت مديرة لـ"بيمارستان النوري"، كانت تعمل حتى في حديقته، وحالياً تشغل منصب مديرة متحف الخط العربي، ولديها العديد من المحاضرات، وكان آخرها في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، وهذا دليل نشاطها، وهي من المميزات في مجال الخط العربي، ولديها العديد من المنشورات، وكنت أراها تعمل بنفسها في الترميم، وإعادة النقوش إلى ما كانت عليه. لم تسعَ يوماً إلى المناصب، بل تقدم وتضيف إلى المنصب الذي تشغله؛ وهذا دليل اهتمام ومتابعة».

مجموعة من شهادات التقدير ولوحة من الخط العربي لها

يذكر، أن الباحثة "إلهام محفوض" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1973، حاصلة على درجة الماجستير بفنّ الأيقونة في "دمشق" وريفها من القرن الرابع وحتى السابع عشر.