في ظل تطبيق نظام نمذجة معلومات البناء عالمياً، بادرت الدكتورة "سونيا أحمد" لتبادل الخبرات مع الباحثين والمهندسين والمفكرين والمختصين بالعلوم الهندسية؛ بهدف نشر هذه التكنولوجيا مع زملائها المهتمين بذات المجال في مركز "بيم أرابيا" للبحث العلمي.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الثاني 2019، التقت الدكتورة المهندسة "سونيا سليم أحمد" لتحدثنا عن بداية بحثها الأكاديمي ودراستها وعملها في مجال نمذجة معلومات البناء وأهميته بالقول: «درستُ في جامعة "تشرين"، كلية الهندسة المدنية، قسم هندسة وإدارة التشييد، ثم حصلت على درجة جيد جداً بالماجستير حول موضوع تحليل أثر أوامر التغيير في تكلفة وزمن بناء المشاريع في المنطقة الساحلية. بعد ذلك تزوجت "أمين ميهوب" وسافرنا إلى جمهورية "التشيك"، وكنت حريصة كل الوقت على العودة إلى "سورية"، لأتشارك مع زملائي المهندسين في بلدي ما تعلمته من تكنولوجيا متقدمة، كانت زيارتنا لـ"سورية" دورية، حرصت فيها على تعليم الأولاد اللّغة العربية على الرغم من دراستهم في المدارس التشيكية، وبقيت أتحدث معهم دائماً باللغة العربية في المنزل والاهتمام بهم، ليكونوا سوريين حقيقيين ويتعلموا حبَّ بلدهم وكيف يكونوا فاعلين فيه في المستقبل. بدأت دراستي للدكتوراه عام 2014 في الجامعة التقنية التشيكية في "براغ"، وهي من أهم الجامعات التشيكية في مجال الهندسة، وحصلت عام 2018 على شهادة الدكتوراه بعنوان: "الابتكار في البناء السوري باستخدام نمذجة معلومات البناء"، وهي تكنولوجيا جديدة عالمياً».

مجموعتنا مركز أبحاث ودار نشر تهدف لخدمة بلادنا، ونتشرف بوجود شخصية فاضلة مثل الدكتورة "سونيا أحمد" التي تشارك بفاعلية في الأنشطة المختلفة، مثل المجلة المحكمة والقاموس، وشاركت في كتاب "الطريق إلى البيم" بهدف الرقي ببلادنا لتعود إلى الصدارة في مجال البحث العلمي

ثم تابعت عن سبب اختيارها لهذا التخصص وعملها كرئيسة تحرير مجلة "بيم أرابيا": «مصطلح "BIM" يعني تحويل المبنى أو المنشأة إلى شكل رقمي، والتعامل مع بيانات المنشأة بكل سهولة وسلاسة، وقد وقع اختياري لدراسته من خلال حضوري أحد المؤتمرات الدوليّة، وتبني الدول المتقدمة لهذه التكنولوجيا. وأثناء البحث تأكدت من أهمية تطبيقها في "سورية" التي عانت من ويلات الحرب، حيث تسهم بدرجة كبيرة في إعادة الإعمار وحل مشكلات البناء الكبيرة، وتختصر الكثير من الوقت والتكلفة، وتعمل على تشجيع العمل بروح الفريق. تعرفت بعدها من خلال بحثي العلمي المستمر إلى مجموعة "BIMarabia"، وهم فريق عمل يضم مهندسين نشطاء ومتطوعين في حب "البيم" ونشر ثقافته باللغة العربية، بإدارة الزميل المصري "عمر سليم" مدير "BIM" في عدة شركات عربية، وباحث في المجال نفسه، حيث انضممت إليهم في عملهم بالمجلة، وفعلاً قمنا بتطوير العمل والتزمنا بإصدار مجلة إلكترونية شهرية، وبعدها اقترحنا ترجمتها باسم "BIMarabia English"، حيث يقوم الفريق بترجمة الأعداد التي تضم حوارات مع خبراء وأشخاص متميزين في المجال، وشرح لبعض البرامج التي تخدم هذا نظام، وكان الهدف من ترجمتها الانتشار عالمياً باسم "BIMarabia"».

تكريم من شركة "بيم أرابيا"

وفي مجال تعاون ومساهمة الدكتورة "سونيا" لنشر ثقافة النمذجة من خلال عدة مبادرات، تابعت بالقول: «تعاون الفريق مع البروفيسور "بلال سكر" من خلال مبادرته العالمية في مجال "البيم"، الذي وضع قاموساً خاصاً باسم "bimdictionary" بهدف توحيد مصطلحاته في سوق العمل ومجال البحث الأكاديمي، وهو عبارة عن 700 مصطلح باللغة الإنكليزية، كان فريقنا الأول من بين الفرق العالمية الذي أنهى مهمة الترجمة، حيث تمت ترجمته أيضاً إلى 12 لغة على مستوى العالم. وقمت بالمشاركة مع المدير "عمر سليم" بإعداد وتأليف كتاب "الطريق إلى البيم" كدليل للأفراد والشركات الراغبة بالدخول في هذا الاختصاص، ويعدّ المرجع الأول في اللغة العربية.

وعلى صعيد آخر شارك العديد من المهندسين السوريين من معظم المحافظات السورية بمقالاتهم وأبحاثهم في مجال النمذجة في المجلة، وبهدف جذب طلاب الماجستير والدكتوراه على مستوى العالم، اقتضى ذلك إنشاء مركز بحث علمي متخصص، ودار نشر أطلقنا عليه اسم "bimarabia"، وتم ترخيصه وتسجيله في "التشيك"، وتصدر منه المجلة الأولى الدورية الشهرية "بيم أرابيا" باللغة الإنكليزية، ثم قمنا بالتعاون مع بورد علمي عالمي من مختلف دول العالم بإنشاء مجلة محكمة علمية باللغة الإنكليزية "IJBES"، وهي المجلة الأولى في العالم المحكمة والمتخصصة بـ"BIM"، وقمنا بنشر العدد الأول منها في اليوم الأخير من عام 2018».

مع مدير عام شركة الاستشارات والدراسات الفنية

على المستوى الشخصي أضافت: «أسعى بكل جهودي إلى نشر وإطلاق "البيم" كمشروع وطني على مستوى "سورية"، ووضعه في كافة القطاعات المهنية بهدف تطوير القطاع الهندسي، وأعمل بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتبني المشروع لما فيه من أهمية وفائدة في مرحلة إعمار "سورية" بالطريقة الصحيحة والسليمة؛ حتى تكون بمصاف الدول المتقدمة في هذا المجال وكافة المجالات الأخرى، كما أساعد العديد من طلبة الدراسات العليا على متابعة طريقهم».

الدكتور "محمد شعبان" الأستاذ في كلية الهندسة المدنية بجامعة "البعث"، قال: «يعدّ موقع "بيم أرابيا" من المواقع الهندسية الرائدة، وأساساً لمستقبل صناعة الإنشاء، وأصبح خلال مدة وجيزة من أكثر المواقع انتشاراً في الوطن العربي. وتحويل الموقع إلى دار نشر ومشروع الترجمة للمجلة الإلكترونية يهدف إلى انتشاره عالمياً والتعريف به على نطاق أوسع، وقريباً ستصدر عن الموقع مجلة بحثية مختصة بتقنيات نمذجة معلومات البناء باللغة العربية، وأتشرف برئاسة تحريرها مع الزميلة "سونيا أحمد"، التي كان لها الفضل في تقديم هذه التكنولوجيا وترسيخها في المنطقة العربية. نعمل معاً ليشارك كل شخص مختص وله اهتمام، وتشجيعه في الانخراط في هذا المجال لما له من أهمية في مشاريع مرحلة إعادة الإعمار وبعدها».

أثناء اللقاء في دمشق

وتحدث "عمر سليم" مدير عام "بيم أرابيا" عن زميلته قائلاً: «مجموعتنا مركز أبحاث ودار نشر تهدف لخدمة بلادنا، ونتشرف بوجود شخصية فاضلة مثل الدكتورة "سونيا أحمد" التي تشارك بفاعلية في الأنشطة المختلفة، مثل المجلة المحكمة والقاموس، وشاركت في كتاب "الطريق إلى البيم" بهدف الرقي ببلادنا لتعود إلى الصدارة في مجال البحث العلمي».

يذكر، أن الدكتورة "سونيا" من مواليد "جبلة" عام 1980، مقيمة في "دمشق".