أثبت "محمد العمر" أن عمادة الكلية ما هي إلا مسؤولية تحتاج إلى الجهد الكبير؛ فالتقرب من الطلاب ومعاملتهم كأبناء بحاجة إلى الكثير من القدرة على التواصل معهم، والوقت الكبير للخوض في مشكلاتهم ومحاولة مساعدتهم على اجتياز الصعوبات في دراستهم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع عميد كلية الإعلام بجامعة "دمشق" الدكتور "محمد العمر" بتاريخ 20 كانون الثاني 2019، فقال: «حصلت على شهادة الماجستير بالإعلام من جمهورية "روسيا الاتحادية" من جامعة "روستوف" الحكومية عام 1989، ثم أكملت الدكتوراه في ذات الجامعة وحصلت على الإجازة عام 1992، الذي يجعلني أتفاعل مع الجانب العملي في الجامعة أنني عملت سابقاً كمحرر ورئيس تحرير لمدة خمسة عشر عاماً في التلفزيون العربي السوري ما بين عامي 1995-2011، بعدها تقدمت لمسابقة لأعضاء الهيئة التدريسية في كلية الإعلام عام 1997، وأصبحت عضو هيئة تدريسية في الكلية مع استمراري في العمل بالتلفزيون، ترأست خلال هذه المدة قسم الإعلام لمرتين على التوالي قبل أن تتحول إلى كلية منفصلة عن كلية الآداب عام 2011، ثم سافرت أنا ونائب رئيس الجامعة الدكتور "عامر مارديني" حينئذٍ إلى عدد من الجامعات العربية حتى نقوم بالاطلاع على خبراتهم في تأسيس كليات الإعلام، مثل: "مصر، والأردن، وقطر، ولبنان، والبحرين"، وأسسنا كلية الإعلام العصرية بأقسامها الأربعة: الإعلام الإلكتروني، قسم الإذاعة والتلفزيون، قسم الصحافة، قسم العلاقات العامة.

أوصي الطلبة دوماً بالعمل بكل شغف، وعدم التخلي عن مبادئهم الإعلامية والإنسانية؛ فالعمل الإعلامي من أرقى الأعمال وأجملها، والانتباه إلى العمل على أنفسهم بالتعب ومحاولة الحصول على أدق التفاصيل في هذا المجال. اهتماماتي جميعها محصورة في الأدب والإعلام؛ فهما شغف قديم أتمنى أن يصل إلى كل طالب في هذه الكلية

نواة الكلية كانت مركز التدريب الإعلامي التابع لكلية الإعلام وأساسها، لكن يا للأسف نتيجة الحرب على "سورية" تم اقتحام وتدمير مقر قناة "الإخبارية السورية"؛ وهو ما أدى إلى تحويل مركز تدريب الكلية إلى مركز للقناة، ولكونه حاجة ماسة للكلية، قررنا ابتكار جلسات تدريبية للطلاب ليتمكنوا خلالها من خوض التجربة العملية في المجال الإعلامي».

من إحدى المحاضرات مع رئيس اتحاد الصحفيين

وتابع عميد الكلية: «دائماً أتطلع إلى الطلاب على أنهم أبنائي ومن واجبي مساعدتهم وتقديم يد العون لهم للوصول إلى البرّ الإعلامي السليم، ومن هنا انطلقنا أنا وأساتذة الكلية بتقديم ورشات إعلامية مجانية مع العديد من الإعلاميين المخضرمين في "سورية"، حتى يكتسب الطلاب الخبرة منهم قبل الخوض في الحياة العملية، الورشات كانت ومازالت مستمرة في أغلب الأحيان. أنظر إلى الطلاب واهتماماتهم وتوجهاتهم، ومن يرغبون بالتعلم وبناء على رغباتهم تتم دعوة الزملاء الإعلاميين الذين يبدون رغبة في تدريس وتدريب الطلبة، وفتحنا المجال أيضاً أمام الطلاب للتجربة الإعلامية؛ وذلك بالتعاون مع وزارة الإعلام، والمراكز الإعلامية من خلال السماح لهم بالدخول إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والتعرّف إلى الأساسيات كما قدمنا لهم فرصة المشاركة بإعداد بعض الحلقات من عدة برامج، ومن هنا ننطلق إلى بناء مستقبل إعلامي مزهر يعتمد على الأرضية السليمة للمتخرجين الجدد قبل البدء بمسيرتهم».

وختم: «أوصي الطلبة دوماً بالعمل بكل شغف، وعدم التخلي عن مبادئهم الإعلامية والإنسانية؛ فالعمل الإعلامي من أرقى الأعمال وأجملها، والانتباه إلى العمل على أنفسهم بالتعب ومحاولة الحصول على أدق التفاصيل في هذا المجال. اهتماماتي جميعها محصورة في الأدب والإعلام؛ فهما شغف قديم أتمنى أن يصل إلى كل طالب في هذه الكلية».

الحاضر في الفعاليات والندوات

الدكتور "أحمد الشعراوي" دكتور في كلية الإعلام، قال: «الدكتور "محمد العمر" يمتاز برؤية واسعة يستطيع من خلالها أن يضع خطة معينة بأسلوب استراتيجي سواء في مجال العمل بالكلية أو جوانب أخرى، يرسم الطريق للهدف بأساليب تكتيكية مرحلية ليصل إلى أفضل نتيجة. علاقة الدكتور "محمد" مع زملائه قوية ومثالية، يسعى دوماً لمساعدة الجميع، كما أن علاقته مع طلابه مميزة جداً، ويحاول دوماً توسيع المجالات بالنسبة للطالب، فلا يكتفي بأسوار الكلية، وبجهوده الشخصية يسعى لإيصال الطلاب إلى المؤسسات الإعلامية بكافة أقسامها، هذا الأمر أحدث نقلة نوعية في كلية الإعلام، نظرته إلى الحياة متفائلة، ويعمل بجهد كبير، جميع التغييرات التي حصلت مهمة، وأصبحت الكلية أكثر استقلالاً بفضل الجهود التي بذلها مع الزملاء أيضاً، هذه التغييرات شملت فتح الجسور بين الكلية والمؤسسات والطلاب؛ فهي علاقة تكاملية، وبدورنا ككادر تدريسي نقوم بدراسة كل الاقتراحات الجديدة التي ترفع من مستويات الطلاب».

طالبة الإعلام "زينة صقر" قالت: «الدكتور "محمد العمر" هو الشخص المناسب في المكان المناسب، أعاد الروح إلى كلية الإعلام؛ فجميع الطلاب يعدّونه بمنزلة أب لهم، لا يرفض مساعدة أي طالب تحت أي ظرف؛ فمنذ أن تسلّم كلية الإعلام بدأ التدريب العملي لطلاب التعليم المفتوح، وقدم لنا فرصة للتعامل الصحيح مع وسائل الإعلام، وهيأنا للدخول بأسلوب سليم لممارسة العمل الإعلامي».

الطالب "يزن خضور" قال: «الدكتور "محمد العمر" من الأشخاص النادرين، لم يشعرنا يوماً من الأيام بأنه مجرد دكتور أو عميد؛ لطالما شعرنا بأنه أب حقيقي لنا ، يحاول مساعدتنا باستمرار في تطبيق المجال العملي من التعليم؛ وذلك من خلال الدورات المجانية التي تعود بمنفعة كبيرة على الطلاب غير القادرين على الاستفادة من الدورات الخاصة، يزرع فينا الأمل للمحاولة بالوصول إلى أفضل مراحل التطور الإعلامي».

يذكر، أن الدكتور "محمد العمر" من مواليد "ريف إدلب" قرية "عين لاروس"، عام 1965.