استطاع "إيهاب مرادني" أن يترك بصمته الإبداعية في جوانب متعددة من التأليف الموسيقي و"المونتاج" والتدريب؛ فهو الإنسان الذي يعمل بإتقان وعطاء متجدد.

مدونة وطن "eSyria" التقت "إيهاب مرادني" بتاريخ 6 تشرين الثاني 2018، الذي حدثنا قائلاً: «نشأت في أسرة فنية؛ فوالدي الفنان "راغب مرادني"، وهو من مؤسسي فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية، وكان حريصاً على ألا يدخل أبناؤه مجال الفن؛ لأن طريقه طويل وشائك، وفضّل العلم على ذلك.

كانت انطلاقتي مع بداية التسعينات في عالم الدعاية والإعلان، حيث ألّفت أكثر من أربعمئة إعلان تلفزيوني حتى الآن مع كبرى شركات الإعلان ومن هنا دخلت عالم الكتابة والسيناريو والأفكار، وبدأت أتعرّف إلى "المونتاج والمكساج ولوكيشن" التصوير، كان لدي شغف وأحببت "المونتاج"، وأتيحت لي فرصة في عام 1994 لشركة استقدمت أول جهاز للمونتاج على الحاسوب، وكان هذا الموضوع حديثاً جداً ويتطلب المعرفة واللغة والابتكار، ومن هنا دخلت عالم "المونتاج" التلفزيوني. كانت كل الخطوط تنمو؛ السيناريو مع الألحان و"المونتاج"، وكنت مستمتعاً جداً، لكن لم يكن لدي الوعي والتركيز لما أريده في تلك المرحلة

كنت طالباً مجتهداً وناجحاً، لكن الموسيقا سرت بداخلي؛ حيث كنت أمسك العود الموجود في منزلنا وأحاول أن أطبق عليه نغمات بأسلوب مضحك، وبقيت على إصراري، وفي الصف السابع كنت أطبق مقطوعات المنهاج الموسيقية على آلة العود؛ فالموهبة موجودة، لكن بلا تشجيع.

الأستاذ "مرادني" في بيروت مع "حازم شريف"

بدأ التلحين معي مبكراً؛ أذكر أول لحن ألّفته في الصف الخامس، وكانت تجارب مضحكة بالنسبة للأهل.

بدأت التوجه إلى الموسيقا عند دخولي الجامعة، وكان والدي قد أصبح مطمئناً على مستقبلي باعتباري دخلت اختصاص الهندسة المدنية، فأحببت المسرح الجامعي، وبدأت أحضّر مسرحيات، وشعرت بأن موهبتي حقيقية وتحتاج إلى صقل، فبدأت دراسة الموسيقا على يد والدي والأستاذ "إبراهيم إبراهيم"، الذي أكنّ له كل المحبة».

"مرادني" في اتحاد الإذاعات العربية في تونس

وعن دخوله المجال المهني الموسيقي، قال: «كانت انطلاقتي مع بداية التسعينات في عالم الدعاية والإعلان، حيث ألّفت أكثر من أربعمئة إعلان تلفزيوني حتى الآن مع كبرى شركات الإعلان

ومن هنا دخلت عالم الكتابة والسيناريو والأفكار، وبدأت أتعرّف إلى "المونتاج والمكساج ولوكيشن" التصوير، كان لدي شغف وأحببت "المونتاج"، وأتيحت لي فرصة في عام 1994 لشركة استقدمت أول جهاز للمونتاج على الحاسوب، وكان هذا الموضوع حديثاً جداً ويتطلب المعرفة واللغة والابتكار، ومن هنا دخلت عالم "المونتاج" التلفزيوني.

الأستاذ بشار الكنج

كانت كل الخطوط تنمو؛ السيناريو مع الألحان و"المونتاج"، وكنت مستمتعاً جداً، لكن لم يكن لدي الوعي والتركيز لما أريده في تلك المرحلة».

وتابع: «بدأت أدرّب المونتاج بخطوات خجولة في العديد من مراكز الحاسوب التي استحدثت في "دمشق"، حتى أتتني الفرصة الرائعة عام 2000 في المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لاتحاد جامعة الدول العربية في منطقة "كفرسوسة"، حيث استقدم المركز أجهزة "مونتاج" حديثة من شركة "sony" ليقدم دورة "مونتاج"، وكان يفترض أن يأتي مدرّب أجنبي من أجل تدريب المتدرّيبن القادمين من جميع أنحاء الوطن العربي، ولأسباب لدى المدرّب لم يستطع القدوم إلى "دمشق" آنذاك، فتم ترشيح اسمي بدل المدرّب الأجنبي، وعندما قابلت المدير، أخبرني أن الدورة ستبدأ في اليوم التالي، فكان الموقف مرعباً بالنسبة لي؛ لأنني كنت أدرّس في مراكز صغيرة، بينما الآن سأقوم بالتدريس في أحد أهم المراكز الإعلامية في الوطن العربي، وفعلاً قدمت هذه الدورة، وكانت ناجحة جداً ولاقت الاستحسان، ومنذ ذلك الوقت اعتمدوني في اتحاد الإذاعات العربية كمدرّب معتمد في دورات "المونتاج" التلفزيوني، وبعدها أصبحت مدرّباً في مجال "المونتاج" الصوتي، وخلال 18 سنة عمل درّبت في العديد من الدورات داخل "سورية" وفي جميع أنحاء الوطن العربي».

وعن أعماله قال: «لحّنت بعض الشارات والإعلانات، لكن دخول عالم الدراما هو الخطوة الأبرز، فكان أول عمل لي في التلحين لمسلسل "رقصة الحبارة" عام 1999 بمغامرة كبيرة من الأستاذ المخرج "يوسف رزق"، وبعدها لحّنت العديد من شارات الأعمال الدرامية، ومنها: "وردة لخريف العمر"، "مخالب الياسمين"، "حروف يكتبها المطر"، "أعيد صباحي"، "قتل الربيع".

وفي عام 2006 قدمت "حاجز الصمت"، وكان عملاً مفصلياً، وبدأت أفكر بالدراما بأسلوبها الحقيقي والمدروس من هذا العمل، وحصلت على جائزة أفضل موسيقا تصويرية في "سورية".

"أسير الانتقام"، ألّفت ثماني أغنيات في هذا العمل، وكان لها وقع جميل في العمل، وتتالت بعدها الأعمال، وأعدّها مرحلة جميلة جداً في تاريخي الموسيقي، وأتى بعدها "ليل ورجال"، و"قاع المدينة"، وكنت أول مرة ألحّن للنجم العربي "معين شريف"، وكان معجباً بالكلمات والألحان، كل ذلك أعطاني ثقة إضافية، ثم "حائرات"، "بلا غمد"، "بانتظار الياسمين"، "وهم"، "بوح السنابل"، من إنتاج مركز "بيروت" للإنتاج الفني، إضافة إلى غنائي شارة مسلسل "الغريب"».

"بشار الكنج" المسؤول عن العمليات الفنية في نادي "المراسلين الشباب"، قال: «"إيهاب مرادني" قدوة أخلاقية قبل أن يكون قدوة في العمل الإعلامي.

تعلّمت المونتاج الاحترافي منه في نادي "المراسلين الشباب" أثناء تقديمه دورات تدريبية في المونتاج اللا خطي للمبتدئين والمتقدمين، ترك أثراً إيجابياً في نفس كل متدرّب؛ إذ كان الجو الأسري طابع نادي "المراسلين الشباب"؛ فهو يُشعر المتدرّب بأنه زميل ويقدم المعلومات بسلاسة؛ وهو ما يحبّب المتدرّبين بالمونتاج، متعدد المواهب، فهو مبدع في المونتاج بشقيه التدريبي والعملي، كما أنه مبدع في التأليف الموسيقي وإيصال المعلومات على الصعيد الشخصي، وكان كريماً في إعطاء معلومات إضافية، وهو دائماً يقول لي: "في أي وقت بإمكانك أن تتصل وتسأل عن أي مشكلة يمكن أن تواجهك أثناء المونتاج".

باختصار، "إيهاب مرادني" أخلاقي بالدرجة الأولى، ومن يمتلك الأخلاق الشخصية والمهنية لا يمكن أن نستغرب إبداعه بأي عمل يقوم به».

يذكر، أن "مرادني" مدير المخابر في كلية الهندسة المدنية، وهو من مواليد "دمشق" عام 1971.