برغبة كبيرة في المساهمة برفع مستوى المجتمع، ومساعدة الآخرين على حلّ مشكلاتهم الاجتماعية، حرصت "هبة القهوه جي" على اكتساب المعرفة وإيصالها إلى المستفيدين؛ عبر تأليف الكتب، وتنظيم الدورات التدريبية، وتنفيذ الأبحاث العلمية المنبثقة من معطيات الواقع الاجتماعي.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 23 أيلول 2018، مع "هبة القهوه جي" لتتحدث عن دوافعها لدراسة الإرشاد الاجتماعي، فقالت: «رغبتي في توجيه الأفراد والمجموعات من مختلف الفئات الاجتماعية، لتعديل سلوكهم، وحلّ مشكلاتهم بأسلوب ممنهج مدروس قائم على أسس علمية واضحة، إلى جانب التخصص العلمي الذي منحني المهارات اللازمة لمتابعة مختلف الحالات، ومساعدة الأفراد على ابتكار حلول لمشكلاتهم بأنفسهم، وبناء علاقة صحيحة قائمة على الاحترام والثقة والجدية، مع اختلاف أسلوب التعامل؛ فبناء علاقة مع الطفل يختلف عن المراهق والراشد، كما يختلف بين الذكور والإناث.

هي مدرّبة وإنسانة متميزة بطموحها واجتهادها، وشغفها بالتعلّم وكسب المعرفة، والحرص على إيصالها إلى القدر الأكبر من المستفيدين سواء من خلال المحاضرات، والمؤلفات، والدورات التدريبية. أعرفها منذ أربع سنوات، تعمل بصمت وإصرار وجلد كبير، وتحسن الاختيار، تملك فريقاً متميزاً من المدرّبين الذين يشاركونها طموحها في هذا المجال

التعلم الأكاديمي يساعد على تطوير أدوات الاختصاصي الاجتماعي وأسلوبه باستمرار، ومنذ سنوات دراستي الجامعية بدأت أتفاعل مع مشكلات الآخرين، كأصدقائي، وأسرتي، والبحث عن طرائق حلها، وأسبابها، وفي السنة الدراسية الرابعة، قمت مع مجموعة من أصدقائي ببحث علمي عن قناة "space toon" الفضائية الخاصة بالأطفال، ودراسة آثارها السلبية والإيجابية، من خلال تحليل تفصيلي لما تقدمه من برامج وإعلانات، وبدأ إحساسي بأهمية البحوث العلمية الجادة والهادفة، والمنبثقة من معطيات الواقع الاجتماعي، وترسخ لدي هذا الشغف خلال دراستي لدبلوم الإرشاد الاجتماعي، وأثناء تنفيذ مشروع التخرج، قمت بدراسة شاملة لموضوع العلاقات الزوجية، مع دراسة نظرية، وأبحاث علمية، ودراسة استطلاعية لمجموعة من الأزواج؛ بلغ عددها 141 زوجة، و120 زوجاً، وكان أول بحث منهجي يعالج الموضوع من مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية والقانونية، إلى جانب العادات والتقاليد، مع آليات تعدد الاتجاهات المعرفية، فالبحث العلمي يصقل لدى الباحث الموضوعية والتجدد والاستمرارية، وتصميم الاستبانات الاجتماعية يزيد من تطور مهاراته في البحث الميداني».

"هبة" و "رنيم علوان" وتوقيع الكتب في معرض الكتاب الأخير

وعن الموضوعات المطروحة في مؤلفاتها، تقول: «في عام 2006 صدر لي أول كتاب بعنوان: "الشباب والزواج - الاختيار وتحقيق السعادة"، ويبحث في موضوع الزواج بمراحله المختلفة (التعارف، الخطبة، عقد الزواج، والزفاف)، وعوامل تأخر سنّ الزواج، والحقوق بين الزوجين، والمشكلات الزوجية، ومقومات الحوار الناجح بينهما. وفي عام 2018، صدرت لي سلسلة بعنوان: "لمن سترفع القبعة"، وهي سلسلة اجتماعية مؤلفة من خمسة كتب، تطرح مجموعة من المواضيع المعاصرة بأسلوب شامل، تجمع بين المنهج العلمي والأسلوب المبسط، مع طرح حلول مناسبة للمشكلات، موضحة بأمثلة، وقابلة للتطبيق المباشر، وتصنف ضمن كتب التنمية الاجتماعية، وتطوير الذات، وهي: "للآباء المتفهمين، والمراهقين المختلفين"، "للمتحكمين بعقولهم"، "للمستفيدين من الغزو التكنولوجي"، "للمتحدين أنفسهم"، "للمتواصلين مع درب التبانة"، إضافة إلى العديد من المقالات الاجتماعية والتربوية، والنثريات التي تنشر على صفحتي الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "ذاكرة قلم"، ومشاركاتي المستمرة في العديد من البرامج لقنوات تلفزيونية وإذاعية لمناقشة مواضيع اجتماعية متنوعة».

وفيما يتعلق بدوافعها للعمل التدريبي، تكمل حديثها قائلةً: «إيماني بأن التغيير والتطوير لا يأتي فقط من العلم، بل من العمل، وضرورة تدريب الشباب لتحويل معارفهم وقناعاتهم وأفكارهم إلى نتاج عملي تطبيقي، ولأن التدريب تجربة يشارك فيها المتدرب أول مرة، ثم تتحول إلى سلوك دائم ونمط حياة، كل ذلك دفعني إلى دخول هذا المجال، وبدأت العمل كمدرّبة متخصصة في مجال التنمية الاجتماعية وتطوير الذات عام 2014، ولأن التدريب يشمل مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والتقنية والتربوية وغيرها، أسست مركزاً خاصاً للتدريب والتطوير؛ إذ على المدرّب الناجح أن يقوم بتزويد المتدربين بالمهارات التي يحتاجون إليها، والتأكد من إتقانهم لها، ويكون قادراً على فهم احتياجاتهم، وخلق توجيهات جديدة توسع آفاقهم، وتطور مهاراتهم الذاتية، لاستشعار قدراتهم واستثمارها الاستثمار الأمثل».

شهادة اعتمادها كمدربة

من جهتها المتدرّبة "رنيم علوان" المستفيدة من خبرتها، تقول: «يتميز أسلوبها في التدريب بالهدوء والتروي في طرح المعلومة، بأسلوب منسق ومتسلسل؛ حيث تأتي بفكرة ما، وتشرح محتواها بالتفصيل خطوة خطوة، وتتمتع بثقة بالنفس أثناء الإلقاء والإنصات للمتدربين أثناء طرح أسئلتهم، إضافةً إلى تراثها الفكري الذي يضفي على المحاضرة طابعاً خاصاً، أعرفها منذ أربعة سنوات، كنت زميلتها بعدة نجاحات، تشاركنا فرحتها معاً، واستعنت بها لإلقاء محاضرات تحفيزية لطالبات البكالوريا؛ وهو ما ترك لديهن الأثر العميق والحافز القوي، كذلك استشرتها أكثر من مرة استشارات اجتماعية خاصة، ولطالما أفادتني بالجواب الشافي والمنطقي. هي إنسانة معطاءة بكل معنى الكلمة، محبة للآخرين، ومعتمدة على ذاتها، متفائلة على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي مرّت بها، وتجاوزتها بإصرار وعزيمة، دؤوبة في عملها، متواضعة جداً، تهدف من خلال عملها إلى رفع مستوى المجتمع، وحلّ النزاعات والخلافات القائمة بين أفراده، سواءً ضمن الأسرة، أو العائلة، أو العلاقات الاجتماعية الأخرى، وهي ككاتبة تدوّن كل حرف بدقة متناهية، وكأنها تنسج لوحة من حرير، وتفيض بمشاعرها على الورق قبل أفكارها لترسخ في قلوب القرّاء، تسعى إلى الفائدة لا إلى الشهرة».

من جهته المدرّب "رغيد اللحام"، يقول عنها: «هي مدرّبة وإنسانة متميزة بطموحها واجتهادها، وشغفها بالتعلّم وكسب المعرفة، والحرص على إيصالها إلى القدر الأكبر من المستفيدين سواء من خلال المحاضرات، والمؤلفات، والدورات التدريبية. أعرفها منذ أربع سنوات، تعمل بصمت وإصرار وجلد كبير، وتحسن الاختيار، تملك فريقاً متميزاً من المدرّبين الذين يشاركونها طموحها في هذا المجال».

خطاب تفويض رسمي لها من أكاديمية "ترينبروج" الأميركية

الجدير بالذكر، أن "هبة القهوه جي" من مواليد "دمشق" عام 1977، تخرّجت في كلية الآداب، قسم "علم الاجتماع" عام 2002، وحاصلة على ماجستير في "علم الاجتماع" كلية الآداب، جامعة "دمشق"، بتقدير امتياز عام 2013، ودبلوم "الإرشاد الاجتماعي" عام 2005، ودبلوم "تأهيل تربوي" عام 2004، حاصلة على شهادة مدرّب محترف بدرجة امتياز من "الكلية البريطانية للتدريب والتطوير"، ودبلوم في "البرمجة اللغوية العصبية" عام 2006، وحاصلة على كتاب شكر من عيادة "الطب الصيني التخصصي" عام 2006، وشهادة تكريم لمساهماتها التدريبية من مبادرة "عطائي" عام 2014.