بإصرار كبير، وقدرة على تحقيق الذات، استطاعت اختصاصية التغذية "تالا الصمصام" أن تسخر عملها في خدمة المجتمع وتنشر الوعي حول أساليب الحياة والغذاء الصحي.

مدونة وطن "eSyria" التقتها في مكان عملها بتاريخ 26 حزيران 2018، وعن دوافعها لدراسة علم التغذية تقول: «لمست ميولي لدراسة علم التغذية في مرحلة الدراسة الثانوية، عنما بدأت متابعة اختصاصية تغذية لبنانية تطل على إحدى القنوات الفضائية، فوضعتها هدفاً نصب عيني، وبذلت جهدي لدخول هذا المجال، وازدادت متابعتي واهتمامي مع مرور الوقت، وعند نجاحي في شهادة الثانوية العامة، أقنعت والدي بصعوبة حينئذٍ، حيث كان يفضّل أن أدرس الحقوق، وبدأت دراسة "التغذية وعلوم الأغذية" في جامعة "القلمون" الخاصة عام 2011، واخترت هذا المجال لأنني أعدّه ناجحاً ويمكن ممارسته في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تنتقل مهنتي معي في حال السفر، وهو مناسب للأنثى إن عملت به أم لم تعمل، لأنها ستفيد على الأقل نفسها وعائلتها، وعندما ساءت الأوضاع في "سورية" بسبب الحرب، انتقلت إلى جامعة "البتراء" في "عمان" بـ"الأردن"، تابعت دراستي وتخصصت بـ"التغذية السريرة والحميات"، وأثناء الدراسة تلقينا التدريب العملي في مستشفى "الأردن"، وعالجنا حالات متنوعة، لأن معظم المرضى يعانون أمراضاً مزمنة كـ(السكري، والكوليسترول، والقلب، والسرطان)، ولكل مرض حمية علاجية معينة تناسبه، ثم تدربت في مركز مختص بالحميات الغذائية، وشاركت بالعديد من الفعاليات بهذا الخصوص، التي أحاول تطبيقها في "سورية"».

أعرفها منذ سنتين أو أكثر، عندما كانت من المتدربات المميزات في مركزي الصحي في "الأردن"، أفخر بها لأنها تطبق القواعد والأسس الصحيحة في هذا الاختصاص، ومنذ ذلك الوقت تنبأت لها بمستقبل ناجح ومتميز لأنها تحب علم التغذية، وتحاول أن تبذل جهدها لتوعية المجتمع وخدمة بلدها، أتابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وألمس نجاحها السريع في هذا المجال، وأتمنى لها كل النجاح والتوفيق

وعن آلية عملها تتابع قائلة: «عملي كاختصاصية التغذية لا يقتصر على مساعدة الشخص على تخفيف أو زيارة الوزن، بل أهتم بصحة الجسم أولاً، ثم الوصول إلى الوزن المناسب ثانياً، ولا سيما لدى الأشخاص الكبار في السن، أو المرضى، فأستند إلى التحاليل الطبية الخاصة بكل مريض، وأتابع حالته بالتنسيق مع الطبيب المشرف، لأداء عمل تكاملي لمصلحة المريض، من ناحية العلاج والغذاء الصحي المناسب، وأواجه بعض الصعوبات الناتجة عن قلة عدد اختصاصيي التغذية الأكاديميين، وضعف الثقة بهم من قبل الطبيب المختص، ومع ذلك أحاول قدر الإمكان التواصل معه باستمرار، لردم الفجوة بيننا، فعلى سبيل المثال تخفيف وزن مريض السكري يجب أن يترافق مع تخفيض جرعات الأنسولين الدوائية».

من الشهادات الحاصلة عليها

وعن أهدافها ومشاركاتها تقول: «أحاول من خلال عملي تغيير المفاهيم الخاطئة والسائدة في المجتمع، التي تحد من عمل اختصاصي التغذية وتقصره على تخفيف الوزن، إضافةً إلى تشجيع الأطباء المختصين على التعاون مع اختصاصي التغذية للوصول إلى نتائج أفضل لمصلحة المريض، ونشر الوعي حول أساليب الحياة والغذاء الصحي، وأشعر بالسعادة عندما تتغير حياة شخص ما ويحقق الوزن المطلوب ويصل إلى هدفه، وأسعى إلى تعميم أسلوب الحياة الصحية في المجتمع، فعندما يتعلم مبادئها كل من الأب والأم، سيتعلمها الأطفال، ولاحقاً المحيط ، بدءاً من طريقة التسوق، وقراءة الملصقات الغذائية على الأطعمة، واختيار الغذاء الصحي للطفل، وإبعاده عن نمط الحياة العشوائي، الذي يسبب الخمول، وغير ذلك».

وتتابع: «ظهرت عدة مرات على قناة "سما" الفضائية ببرنامج "صباح الخير" وشاركت في برنامج "سما دكتورز"، وتناولت موضوعات متنوعة، منها: (تغذية العروس، وكيفية تخفيف وزيادة الوزن)، وغيرها، ويتسم أسلوبي بتقريب المعلومة لأكبر عدد من المشاهدين، وتقديمها بطريقة سلسة، وأستعين بأمثلة متداولة من حياتنا اليومية، وأنصح باتباع نظام بدائل الأغذية؛ وهو نظام متبع عالمياً، "الصحن المثالي"، الذي يحتوي الحبوب والخضار والفاكهة، واللحوم أو الدجاج كمصدر للبروتين، مع تناول كأس حليب كمصدر للكالسيوم، وتحديد الكمية المطلوبة لكل منها».

في ورشة عمل مع الأطفال عن التغذية السليمة

وعن الفئات العمرية التي تركز عليها في عملها تقول: «أحب الأطفال كثيراً، وأحاول بناء علاقة جيدة معهم، باستخدام أساليب مشجعة كالهدايا الرمزية، ومنها: (اللواصق، وأكواب عيار كمية الطعام)، وغيرها، فالإنسان يبني خلايا دهنية بأسلوب غذائه منذ الصغر، وإذا ازداد حجمها ستبقى كذلك مدى الحياة، وهنا تبرز أهمية تعويد الأطفال على الغذاء الصحي، والنشاط البدني في وقت مبكر من قبل الأهل، وشاركت في فعاليات متنوعة، منها: نشاط "صحني" عن التغذية السليمة مع أطفال مبادرة "kids got talent Damascus"، وورشات عمل للأطفال في مطعم متخصص بالطعام الصحي في "دمشق"، وفيما يتعلق بالرياضيين أرى الكثير من الحالات التي تعاني بسبب اتباع نظام غذائي من دون استشارة اختصاصي التغذية، ولا سيما النظام الغذائي الغني بالبروتين المتبع من قبل كثيرين، ومنها: (تساقط الشعر، مشكلات البشرة، اضطراب الهرمونات) وغيرها، وحالات مرضية أخرى كثيرة تعاني نقص فيتامين د، الذي يمكن تجنبه بالتعرض لأشعة الشمس في غير أوقات الذروة، أو تناوله من مصادر دوائية مكملة، لأن مصادره الطبيعية تحتوي كميات محدودة منه».

من جهته "باسل الرفاعي" ممثل مسرحي مستفيد من خبرتها كاختصاصية تغذية، يقول: «اخترت "تالا" لمساعدتي في تخفيف الوزن للنتائج المرضية التي لمستها لدى بعض الأصدقاء بهذا الخصوص، وبدأت الاستعانة بخبرتها بتاريخ 28 آيار 2017؛ أي قبل عام تقريباً، وهي من الأشخاص الذين يدخلون القلب مباشرةً، والتعامل معها مريح جداً، وكأنني أعرفها منذ وقت طويل، وما يميزها في هذا المجال المنطق والعقلانية في التعامل مع الجسد من دون الإساءة إلى بنيته، فلا يشعر الشخص أنه يتبع نظاماً غذائياً صارماً، وفي المقابل يحصل على نتائج مرضية جداً، خسرت من الوزن ما يقارب 23 كيلو غراماً».

الممثل المسرحي باسل الرفاعي

اختصاصية التغذية "أمل حداد" تقول: «أعرفها منذ سنتين أو أكثر، عندما كانت من المتدربات المميزات في مركزي الصحي في "الأردن"، أفخر بها لأنها تطبق القواعد والأسس الصحيحة في هذا الاختصاص، ومنذ ذلك الوقت تنبأت لها بمستقبل ناجح ومتميز لأنها تحب علم التغذية، وتحاول أن تبذل جهدها لتوعية المجتمع وخدمة بلدها، أتابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وألمس نجاحها السريع في هذا المجال، وأتمنى لها كل النجاح والتوفيق».

الجدير بالذكر، أن اختصاصية التغذية "تالا الصمصام" من مواليد "دمشق" عام 1994، حاصلة على بكالوريوس من جامعة "البتراء" في "عمان" بـ"الأردن" عام 2016، وشهادات خبرة وتدريب في "التغذية العلاجية" من مستشفى "الأردن"، ومركز "نيوتري سنتر" في "عمان"، وأخرى في "تغذية الرياضيين والحوامل والأطفال" من "بيروت"، وغيرها.