بقي منظر طائرات الورق حاضراً في مخيلة "حسام الشّالاتي" وهي تطير وتحلق بسماء حارته في "دمشق" القديمة، وفرض هذا المنظر وجوده على مجريات حياته، ورسم له خطاً في التأليف والكتابة موازياً لخط حياته كخريج كلية الحقوق.

شاركت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 أيار 2018، الأستاذ "حسام الشّالاتي" شريط ذكرياته، الذي قال عنه: «منذ الطفولة لازمني حبي للطّيران والطّائرات وفُتنت به، وتكرر طلبي من الوالد لشراء الطائرات الورقيّة الجاهزة التي أقوم بتطييرها من سطح منزلنا في "الدرويشية" كما اعتدت مراقبة الطّائرات وهي تهبط في مطار "المزة"، وتابعت بجمع أي معلومة وتقصي كل خبر تحدّث عن الطيران، كما أنني اعتدت زيارة المتحف الحربي لما فيه من طائرات، متأملاً بها جالساً لوقت طويل في تأملها، إلى أن سمعت وأنا في سن السّابعة والعشرين عن نادي طيران شراعي في "الأردن"، فلم تتأخر عزيمتي عن التوجه لهذا النادي للحظة، وجربت الطيران الشّراعي ولأول مرة بطائرة "الحدارة" أو "المنزلقة"، ثم بعد عدة أعوام انتسبت إلى نادي الطيران الشّراعي في جبال "لبنان" ومارست الطّيران بالمظلات الشّراعية وسافرت إلى فرع النّادي في "فرنسا" لألتحق بدورة هناك وأحصل على شهادتين من كلا الناديين، ثم عدت إلى الطائرة "الحدارة"، فهي أساس الطّيران الشّراعي، وانتسبت إلى نادي الطيران الأردني، وفي عام 2010 أصبحت عضواً في نادي الطّيران الألماني».

تخرجت عام 1995 من جامعة "دمشق" كلية الحقوق، آخذاً مكاني بالعمل في القطاع الحكومي في وزارة الاقتصاد لمدة ٢٨ عاماً، وتوليت منصب مدير مديرية اقتصاد "دمشق" ومن ثم مديرية اقتصاد "ريف دمشق" وذلك لما قبل عام

يتابع الأستاذ "حسام" فيما وصل إليه بحبه للطيران وعالمه بالقول: «مع تتابع السّنين واستمرار متابعتي لعالم الطّيران الرّياضي بمجمل أنواعه من الطّيران الشّراعي، والقفز المظلي، ومناطيد، وطائرات ورقيّة، ونماذج طائرات التّحكم عن بعد، والمظلة التصاعدية البحريّة، والقفز القاعدي، وجدت أن لديّ خلفية نظرية وخبرة علميّة، تتيح لي فرصة الكتابة عن هذا العالم، وخاصة أنني بعد بحث في المكتبات العربية استمر لمدة عام ونصف العام اكتشفت أنها لا تحتوي كتباً تتعلق بالطيران إلا فيما ندر، فوضعت على عاتقي مهمة إغناء المكتبة العربيّة بكتب عن هذا المجال، فكان أول كتبي عام 2004 بعنوان: "رياضيات الطّيران"، يحكي عن كل أنواع الطّيران الرّياضي، وبعد عام كان كتابي الثاني: "رياضة الطّيران الشراعي"، وتتابعت الكتابات وتنوعت، حيث وصل عدد الكتب التي ألفتها إلى عشرة كتب كان فيها للأطفال حصة، وقمت كذلك بالكتابة في عدد من المجلات العلميّة، مثل: "الخيال العلمي"، "المعرفة"، والمجلات العربية كتبت للعديد منها، مثل: "العربي"، و"الرّافد"».

في نادي الطيران الشراعي في ألمانيا

وعن عمله في مجال الحقوق يقول: «تخرجت عام 1995 من جامعة "دمشق" كلية الحقوق، آخذاً مكاني بالعمل في القطاع الحكومي في وزارة الاقتصاد لمدة ٢٨ عاماً، وتوليت منصب مدير مديرية اقتصاد "دمشق" ومن ثم مديرية اقتصاد "ريف دمشق" وذلك لما قبل عام».

تحدث الباحث في الأدب والتّاريخ الأستاذ "مروان مراد" عن معرفته بـ"حسام الشّالاتي"، فقال: «تعودت المتابعة الدّؤوبة لما تصدره الصّحف والمجلات منذ زمن بعيد، وقبل عشر سنوات مضت، لفت انتباهي تكرار اسم "محمد حسام الشّالاتي" وعناوين مواضيع لم يتطرق إليها أحد، تطوف عالم الطّيران والفضاء، وهو العالم المثير لأغلب الناس، فتابعت هذه المقالات وتشوقت للقاء كاتبها، فكانت هذه الفرصة، حيث علمت بحضوره إحدى المحاضرات التي ألقيها، فالتقيته وسعدت بمعرفته، وجدت فيه الإنسان الدّارس المتفوق، الهاوي لعملية الطّيران، والمساهم الفعال في هذا المجال، فتابعه بكل الوسائل والطّرائق وبحث فيه، فجاء بأحداث متنوعة ومتعددة لم تُعرف من قبل أحد، وخاصة التي في التّراث العربي الإسلامي، كما جاء بأسماء جديدة وعرّفنا إليها، وجاء بأخبار لأحداث وقعت في الوطن العربي، كأول طائرة هبطت في "دمشق"، وأسرع طيار مظلي قفز عن مسافة عدة أميال وجمع معلومات لم تحضرها الصّحافة، فكّون حصيلة تأهله للتأليف، فجاءت كتبه المميزة، حيث إنه ابتعد عن الصّيغة العلمية، واستخدم الصّيغة الأدبية وحببها للناس، واعتمد الصّور المميزة التي تقوم بمراجعة لكل الكلام الذي يكتبه وتثبته بالأذهان، كما أنه كتب للصغار بالأسلوب الذي يستهويهم، واستقبلت مقالاته أكبر المجلات العربية ونشرتها، واشترك بالنوادي الشّراعيّة وتدرب فيها».

أولى مؤلفاته

يذكر أن "حسام الشّالاتي" من مواليد "دمشق" عام 1971، كانت له فرصة المشاركة مع عدد من المهتمين باستصدار ترخيص تأسيس جمعية نادي الطّيران السّوري، بانتظار الانطلاق.

الباحث مروان مراد