لحضورها الإنساني نكهته مع ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب كلماتها وصورها الأدبية البيانية المطبوعة بحالات إنسانية عاشتها.

مدونة وطن "eSyria" التقت "نجاح العرنجي" بتاريخ 6 حزيران 2017، وعن أعمالها الإنسانية ونشاطاتها الأدبية قالت: «بعد حصولي على الثانوية العامة، ومع أنني حصلت على معدل يؤهلني لدخول كلية الطب، آثرت دخول كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية.

كتاباتها شفافة، تعبر عن أحاسيس صادقة، لغتها سليمة، بسيطة، صادقة، عكست بصورها البيانية إحساسها الصادق وحنانها في عملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة

اخترت العمل في مجال الاحتياجات الخاصة؛ لأنه مختلف ومميز، ولم يطرقه إلا القليلون من الناس، كما في اختياري للأدب الإنكليزي، ففي تلك الحقبة كانت اللغة لنخبة معينة من الطلاب».

خلال أحد الملتقيات الأدبية

عن الشهادات والدورات المتبعة، تضيف: «خلال عملي اتبعت 25 دورة تدريبية داخل وخارج القطر، ومن هذه الدورات دورة تعليم النطق في "قبرص" القسم الأوروبي، ودورة في "تركيا" تدريس مناهج للمعوقين، ودورة في "اليونان" إعداد مناهج للمعوقين، ودورة التدخل المبكر داخل القطر على أيدي خبراء من "السويد"، إلى جانب دورة تدريب معلمات صمّ وبكم على أيدي خبراء من "النروج" و"الدانمارك"، ودورة إعداد إداري ومعلم للمعوقين في مؤسسة "كريم رضا سعيد"، ونلت العديد من شهادات الخبرة، منها خبيرة نطق من وزارة الشؤون الاجتماعية، وشهادة ترجمة لغة إشارية، وشهادة معلمة صمّ وبكم في وزارة التربية، وتعليم الدمج والتواصل وتعديل السلوك من وزارة التربية، وبالتأكيد خلال عملي بالعديد من الأماكن مع عدة حالات تأثرت بأغلبها، ولولا تأثري وحبي للعمل في مجال علاج المعوقين؛ لما استمريت في عملي كمهنة وهواية».

وتضيف عن اهتماماتها الأدبية: «للأدب والشعر والموسيقا مكانة خاصة في حياتي، ولا أستطيع الاستغناء عنهما، كان لي نشاطاتي في إلقاء الشعر منذ المرحلة الابتدائية، إضافة إلى تقديم برامج الحفلات المدرسية بجميع مراحل الدراسة».

خلال إحدى ورشات العمل

وتضيف: «أول قصيدة شعرية كتبتها كانت بعنوان: "أزهار العوسج"، نشرت في صحيفتي "البعث" و"الفداء"، في كتاباتي بمجال المقالات، أركز على الإيضاح والسهولة في انتقاء الكلمات، وفي الشعر أختار الأناقة والإضاءة في اللفظ.

أما في المحاضرات، فأتعمد البساطة في التعبير، كما في ورشات العمل الاجتماعي ومحاضرات المراكز الثقافية، أحب أي عمل فيه فكر وروح الاستمرارية، أحب الفكر عند "أوسكار وايلد"، والاستمرارية عند "سقراط"، وروح الحرف عند "غاندي"، وأناقة الكلمة عند "عمر أبو ريشة"».

الشاعر زياد جزائري

وعن نشاطاتها الثقافية، تقول: «أنا عضو في جمعية "الموهبة والإبداع"؛ وهي جمعية ثقافية علمية تعنى بالتطور العلمي، وتسعى لتطوير أعضائها لمواكبة التقدم والحضارة، كما تهتم بالفن والرسم، والفنون التطبيقية، إلى جانب الإبداعات والمسابقات الأدبية من شعر وقصة، وقصة قصيرة».

وتختتم حديثها بالقول: «أنا إنسانة أرى ذاتي في التجدد لا في الجمود، وفي التفاعل لا في العزلة، كما أرى كل معوق لوحة ومادة يجب أن أنجح بل أتفوق فيها، أجد نفسي في الأدب ومع ذوي الاحتياجات الخاصة، كلاهما في ذاتي، وأنصهر معهما».

عنها قال الشاعر "زياد جزائري": «كتاباتها شفافة، تعبر عن أحاسيس صادقة، لغتها سليمة، بسيطة، صادقة، عكست بصورها البيانية إحساسها الصادق وحنانها في عملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة».

وأضاف المحامي "خالد البراك": «تعرفت إلى "نجاح" منذ أكثر من عام خلال معالجة ابنتي التي تعاني صعوبة بلفظ الكثير من الحروف والكلمات، اتسمت معاملتها بالإنسانية والرحمة والتواضع، تعاملت مع ابنتي كأم وليس كممرضة، وانعكس ذلك عليها نفسياً ولفظياً، ووجدنا نتائج متميزة، إلى جانب ذلك أعرفها من خلال عملي كحقوقي؛ فهي تترجم لحالات الصمّ والبكم في وزارة العدل، عملها مجاني، وهي إنسانة متواضعة محبة لمساعدة الآخرين».

يذكر أن "نجاح العرنجي" من مواليد "دمشق"، عام 1956.