عشقها للكيمياء دفعها إلى دراسة الصيدلة وممارسة عملها الإنساني وترك بصمتها فيه، ولم يمنعها ذلك من ممارسة هواياتها الأدبية في مجال كتابة السيناريو والأغنية، وإثبات تميزها.

مدونة وطن "eSyria"، التقت بتاريخ 22 آذار 2017، الصيدلانية "باسلة الحلو"، وعن مهنتها وبداياتها قالت: «بعد تفوقي في الشهادة الثانوية، اخترت الصيدلة بناء على رغبة مسبقة، لكوني أحبّ الكيمياء، والصيدلة فرع مُتخَم بها، إضافة إلى كونها مهنة إنسانية وعملية. وبعد التخرج اخترت العمل في الصيدلية لما فيه من جمالية التماس المباشر مع الناس والشارع. وخلال المراحل الدراسية، كانت نشاطاتي محصورة في الجانب الرياضي، فقد كنت بطلة الجمهورية في السباحة بين الأعوام 1989 و1997، وشاركت في البطولات المدرسية في جميع المراحل، إضافة إلى مشاركتي مع المنتخب السوري في بطولات السباحة العربية بعدد من الأقطار العربية و"إيران"».

"باسلة" شخصية مبادرة في العمل التطوعي الصيدلاني الطبي، ولديها نظرة إيجابية دائماً، قدوة للكثيرين من الزملاء ضمن الوسط الصيدلاني، وهي إنسانة بما تحمله الكلمة من معنى؛ وهذا يعكسه تعاملها مع المرضى بابتسامتها وودّها ونصحها لهم

وتتابع عن خصائص مهنة الصيدلة: «الصيدلة متعددة الاختصاصات؛ فهي مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، وعلم، وَتجارة. والصيدلي قد يتحول تدريجياً إلى مجرد بائع للدواء، ما لم يدرك حجم مسؤوليته العلمية والإنسانية تجاه المرضى والمراجعين في الصيدلية؛ فالصيدلي المثابر هو الذي يقوم دائماً بمراجعة معلوماته وتطويرها، سواء بتدريب طلاب الصيدلة داخل صيدليته؛ وبهذا يستفيد من علومهم الطازجة، ويفيدهم بخبرته، أو من خلال متابعته لمستجدات الأبحاث الدوائية واطّلاعه الدائم على مستجدات المستحضرات الدوائية في السوق العالمية والسورية. نعيش ضمن مهنتنا الكثير من المفارقات من خلال تماسنا المباشر مع الناس؛ لذلك كلما كان الصيدلي طيب الخلق وواسع الصدر مع الناس، ازدادت محبة الناس له؛ وهذا يؤدي إلى زيادة مردوده المادي».

من بطولة العرب 1996 رقم جديد بسباحة الصدر

وعن هواياتها الأدبية تقول: «كانت مواضيع التعبير التي أكتبها في المدرسة تلفت نظر المعلمات، وكانت تقرأ كل مواضيعي على الملأ لتستفيد منها الطالبات، وفي الجامعة بدأت مطالعة الروايات، وحفظت الكثير من الأشعار، وبدأت كتابة بعض الخواطر والمقاطع النثرية القصيرة من دون أن أطلع أحداً عليها بدافع الخجل، ابتعدت بعد تخرجي وزواجي عن الكتابة لفترة، لكنني تابعت القراءة، فهي مخزون روحي للكتابة، ومع وجود صفحات التواصل الاجتماعي بدأت أنشر كتاباتي، وبدأت مراسلة بعض المواقع الإلكترونية لنشر مقالات متنوعة فيها، وفعلاً تم النشر في ثلاثة مواقع إلكترونية، ولي في أحدها ما يزيد على خمسين مقالاً متنوعة بين المقالات الساخرة والاجتماعية والشعرية والإنسانية، بعدها توقفت عن النشر في المواقع الإلكترونية، واكتفيت بصفحتي كمنبر.

ليس لديّ -على الرغم من وجود بعض المشاريع المكتملة من الشعر والقصة القصيرة- أي إصدار، لي أغنية اسمها "ولفي بحلب"، قام بغنائها المطرب "عبد الكريم حمدان"، ولحّنها "فضل سليمان"، وهي أول الأعمال التي تبصر النور من شعري الغنائي باللهجة المحكية، وهناك عدد من الأعمال الغنائية من كتابتي قيد التسجيل الآن. وفي مجال كتابة السيناريو، لي فيلم تلفزيوني قصير بعنوان: "قول إني منيح"؛ تم تصويره وإنتاجه من قبل المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني بصفته نتاج دورة تدريبية لكتابة السيناريو أجرتها المؤسسة، وشاركت فيها».

خلال التكريم بدورة السيناريو

وعند سؤالنا: هل تكفي الموهبة من دون الدراسة الأكاديمية؟ أجابت: «مع أن الأمثلة كثيرة عن الكتّاب الذين لم يدرسوا الأدب والشعر، إلّا أنني أرى أنّ الدراسة الأكاديمية تغني التجربة الأدبية لأسباب عديدة، أولها أنها تقوّم اتجاه الكاتب، وتمنحه مساراً محدداً، وثانياً على الكاتب غير المختص بذل المزيد من الجهد لتطوير أدواته عن نظيره المختص، وثالثاً والأهم برأيي، عندما يكون الكاتب مختصاً؛ أي يمتهن أحد المجالات المتعلقة بالكتابة، فمنحه الوقت لنفسه والتفرغ لعمله الكتابي أمر بديهي وسهل، ولا يواجه عوائق التنسيق بين مهنته الأصلية والكتابة».

وعن التكريم تقول: «التكريم هو التاج الذي يكلل نجاح الشخص في أي أمر يقوم به، والدافع الدائم لتقديم المزيد من النتاج الجيد، نحن في زمن ضاعت فيه المقاييس الحقيقية للأعمال الثمينة، وترانا نسمع عن تكريم رسمي لأعمال لا ترقى إلى مستوى الظهور على حساب إغفال بعض الأعمال الجيدة؛ لذلك برأيي يجب على الشخص الذي يتم تكريمه أن يَعي حقاً حجم نفسه كي لا يصيبه الغرور، ويمتنع عن تطوير نفسه. كرّمت بمجالين، الأول السباحة، والثاني الإعلام، خلال مشاركتي بدورة السيناريو خلال فيلمي "قول إني منيح"».

الكاتب فادي قوشقجي

وعن نشاطاتها الاجتماعية تقول: «لي نشاط مع بعض الجمعيات الخيرية، ومن أبرزها جمعية "حفظ النعمة"، من خلال مشروع "حبة بمحبة"، الذي يهدف إلى جمع فائض الأدوية من منازل المرضى، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بما يضمن تخفيف الأعباء المادية عليهم، وكبح هدر الدواء في المنازل؛ وهذا الأمر أقوم به فردياً منذ زمن بعيد في صيدليتي، وأصبح الآن أكثر اتساعاً بفضل الجمعية».

عنها قال الصيدلاني "أحمد زكريا": «"باسلة" شخصية مبادرة في العمل التطوعي الصيدلاني الطبي، ولديها نظرة إيجابية دائماً، قدوة للكثيرين من الزملاء ضمن الوسط الصيدلاني، وهي إنسانة بما تحمله الكلمة من معنى؛ وهذا يعكسه تعاملها مع المرضى بابتسامتها وودّها ونصحها لهم».

أما الكاتب "فادي قوشقجي"، فقال عنها: «الثراء الروحي والإنساني والأدبي الذي تكتب به مدهش حقاً، لست ناقداً ولا أعرف التحدث بلغة النقاد، لكن معيار النجاح في منتَج إبداعي بالنسبة لي يتكون من ثلاثة عناصر: أن تستمتع به، وأن يكون متقناً من ناحية الحرفة، وأن تخرج بعد تلقيه وأنت أكثر معرفةً وشغفاً وإنسانيةً وروحاً كفاحية، وهي تقدم لقرائها هذه العناصر الثلاثة؛ وهو ما يجعلني أنتظر بلهفة كل نصّ جديد لها، وما زلت أنتظر نجاحاً باهراً تستحقه وأراهن عليه».

يذكر أن الصيدلانية "باسلة الحلو" من مواليد "دمشق" 4 نيسان 1980. عضو بهيئة نقابة "ريف دمشق" للصيادلة، تعمل بالصحافة الإلكترونية في صفحة الأدوية السورية up-to-date.