بعشق كبير للشام القديمة وارتباط عميق بالجذور الدمشقية، استطاعت الكاتبة "سناء فوزي الموالدي" أن تروي في كتابها "حكايا حارات شامية" تفاصيل متنوعة عن الحياة الإجتماعية الدمشقية.

مدونة وطن"eSyria" التقت الكاتبة "سناء فوزي الموالدي" في منطقة "التجهيز" بتاريخ 17 تشرين الثاني للتعرف أكثر عن دوافعها للتركيز على دمشق القديمة وتراثها تقول: «ولدت وترعرعت في بيئة الحارات الدمشقية، واكتسبت عاداتها، وصفاتها، وتعرفت تقاليدها وأعرافها، وتعلقت بها وإنتمائي للشام هو السبب الرئيسي الذي دفعني للكتابة عنها، أمضيت سنوات طويلة من حياتي في بيت العيلة بمنطقة "المناخلية" التي تتوسط "العصرونية" وحارات أخرى هي "العمارة"، "باب بريد" و"الجامع الأموي"، أشعر ذاتي من خلالها والشام أمي وأبي، وحياة تسري في عروقي إلى أبعدها حياة، عشت فيها مراحل من عمري لن تتكرر بكل صفاتها، وأردت أن اسجل ماعايشته من تراث دمشقي في كتاب يتألف من خمسة وعشرين قصة باللغة المحكية».

ولدت وترعرعت في بيئة الحارات الدمشقية، واكتسبت عاداتها، وصفاتها، وتعرفت تقاليدها وأعرافها، وتعلقت بها وإنتمائي للشام هو السبب الرئيسي الذي دفعني للكتابة عنها، أمضيت سنوات طويلة من حياتي في بيت العيلة بمنطقة "المناخلية" التي تتوسط "العصرونية" وحارات أخرى هي "العمارة"، "باب بريد" و"الجامع الأموي"، أشعر ذاتي من خلالها والشام أمي وأبي، وحياة تسري في عروقي إلى أبعدها حياة، عشت فيها مراحل من عمري لن تتكرر بكل صفاتها، وأردت أن اسجل ماعايشته من تراث دمشقي في كتاب يتألف من خمسة وعشرين قصة باللغة المحكية

وعن مضمون القصص واستخدامها اللهجة الشامية المحكية فيها تضيف: «أردت في كتابي جمع القصص التي حفرت في ذاكرتي والتي روتها لي كل من جدتي، أمي، عمتي، وصديقتي "صباح" إضافة إلى أخرى من مخيلتي، لأقدمها بأسلوبي الخاص وأضيف في نهاية كل واحدة منها حكمة وعبرة، وإلى جانب تصميمي غلاف الكتاب، خصصت في بداية كل قصة رسوم كاريكاتورية مستوحاة من موضوع كل منها، وقصتي الأولى في الكتاب مأخوذة من سرد قديم، فصلتها إلى سبعة قصص ترويها سبعة أرامل، اجتمعن على مقاعد إحدى الحدائق الدمشقية، في الساعة الخامسة صباحاً لتروي كل واحدة منهن حكاية طلاقها، وكتبتها بطريقة السجع ووحدة القافية لتعطي القارىء نغماً خاصاً من حيث السرد ، التسلية والتشويق، عبر استخدام ألفاظ بدت لي منسية في العصر الحالي، أردت إعادة إحيائها واسترجاعها، ووضعت لها شرحاً على هامش الكتاب، لأنها تخص سكان مدينة "دمشق" ولطالما ميزت البيئة الشامية قبل اختلاطها بالبيئات الأخرى المتنوعة، وإلى جانب سرد العادات الشامية، والتوسع بمعرفة أنسابها، قدمت شرحاً لطريقة العمران وبعض الأماكن والمسميات التي تخدم البيئة القصصية التي تناولتها، لاسيما تفرع نهر "بردى" الذي يسقي حاراتها».

صورة كتاب حكايا حارات شامية

الكاتب والشاعر"سعيد علي عمران" يقول عن كتابها: «هو مجموعة حكايات عن "أهل الشام"

سردت بطريقة قصصية سلسة ومسلية، غنية بالحكم والعبر، استخدمت فيها الكاتبة اللهجة المحكية وقد أصابت في ذلك، ليتثنى للقراء على تفاوت درجات ثقافتهم فهمه، وعلى الرغم من ورود بعض المفردات الشامية الأصيلة التي قد تكون صعبة الفهم بالنسبة للقارىء غير الشامي أومن أبناء الجيل الجديد، لاسيما أنها لم تعد مستخدمة في أيامنا هذه، إلا أن الكاتبة تداركت الأمر بشرحها على الهامش.

ومن يقرأ حكاياها يتلمس "دمشق" القديمة مجسدة بأغلب تفاصيلها، بعاداتها وتقاليدها، يرى "نهر بردى" و"جبل قاسيون"، البيت الشامي الجميل الذي تتوسطه بحرة الماء وتحيطه شجرة النارنج والياسمين، ويتخيل الجلسات النسائية القديمة، ويتعرف ما كان يدور فيها من حكم وعبر وأمثال شعبية، وأتمنى أن يكون للكتاب جزء ثاني عن محافظات سورية أخرى يعرف الأجيال الفتية بموروثنا الجميل، وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، ويمكنني أن أصف الكتاب ببعض الأبيات الشعرية باللهجة المحكية منها:

ياشام صوتك علاَ وصدح بحكايا سنا جلجل سرح

سرح بجمال الفيحا الغني وتاريخ عطرك ردد شرح

بصوت الزمن دوى قصص حق وحقيق منَا شبح

بأرض الحجاز زمزم ظهر ومن أرض شامنا الحرة نضح»

يذكر أن "سناء فوزي الموالدي" من مواليد "عمارة"عام 1962، وهي فنانة تشكيلية خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، حاصلة على كتاب شكر ومكافأة من قبل وزارة الثقافة "مديرية التراث الشعبي" لتأليفها كتاب "حكايا حارات شامية" الصادر عام 2012، وهي حالياً في صدد كتابة الجزء الثاني لتتناول المحافظات السورية الأخرى بنفس الأسلوب.