وجدت في المساحات الافتراضية فرصة لتكوين هويتها الإبداعية الأدبية، إلى جانب حضورها في مجالي التصوير الضوئي والترجمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تموز 2016، الأديبة والمترجمة "ريم بدر الدين بزال"، وعن نشأتها تقول: «ولدت في "دمشق"، ومهما أبعدتني دروب السفر عنها إليها أعود، بعد حصولي على الثانوية العامة كنت أرغب بدراسة الصحافة أو الإخراج المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولأن عائلتي من بيئة محافظة قوبلت رغبتي بالرفض، عندها وجدت أن اللغة الإنكليزية تحقق جزءاً من طموحاتي المستقبلية؛ خصوصاً أنني كنت قد طورت لغتي خلال المرحلة الثانوية، فكنت أقرأ الروايات والكتب المترجمة باللغة الإنكليزية، والفضل في هذا يعود إلى والدي وعمي، حيث دعماني بكمّ وافر من الكتب الأجنبية، وأشرطة "الكاسيت" الخاصة بتعلمها، التحقت بجامعة "دمشق" كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية، وحصلت على الليسانس، ثم التحقت بالجامعة الإسلامية في "لبنان" وحصلت على الماجستير، وأعمل حالياً بمجال الترجمة».

دائماً أقول: أن تصل متأخراً، خير من أن لا تصل أبداً، لا يكون الوقت متأخراً أبداً إذا كانت لدينا الإرادة

وتتابع عن بداياتها الأدبية: «البداية كانت مبهمة قليلاً، ويبدو أنني في النشأة كنت أُراكم مخزوناً معرفياً يعينني على الكتابة فيما بعد، كتبت بعض الخواطر الصغيرة وما أسميته حينئذ قصائد، وكنت في الثالثة عشرة تقريباً، وأذكر أنني كتبت قصة قصيرة بعنوان: "غربة"، شاركت فيها بمسابقة للقصة القصيرة تبنتها مجلة العربي الكويتية، وأشادوا بقصتي؛ لأنني كنت أصغر مشاركة في المسابقة».

ريم بدر الدين مكرمة

وتضيف عن أهم الأنواع الأدبية التي كتبتها: «مع أنني انتقلت بين الأجناس الأدبية وجربتها من شعر ونثر وخاطرة ودراسة أدبية، إلا أنني أستطيع أن أحكي حكاية بطريقة جيدة، وهذا ما اتجه بي نحو القصة والرواية؛ لذلك تتفوق النصوص القصصية في كتاباتي».

وعن أهم نشاطاتها ومشاركاتها الأدبية، تقول: «أنا قليلة الحضور في النشاطات الأدبية لضيق الوقت الذي يلتهمه عملي في الترجمة والكتابة، وقد قرأت في عدة منابر، منها: منبر اتحاد الكتاب العرب وفرعاه بـ"دمشق" و"السويداء"، وشاركت في مهرجان "أدب وطن نقد"، عام 2015».

غلاف أحد نتاجاتها الأدبية

وعن أهم نتاجاتها الأدبية، تضيف: «صدر لي روايتان؛ الأولى بعنوان: "وطن في حقيبة القلب" تتناول معاناة الغربة ومدى ارتباطنا بالوطن وقدرتنا على النهوض به. وتعد الرواية الثانية "ذاكرة ميت" من جنس الفانتازيا، وتتناول ارتحال الروح في مدارات متعددة. ولدي مجموعة قصصية قيد الطبع في هيئة الكتاب في وزارة الثقافة السورية بعنوان: "تلك الرائحة"؛ تتناول قصصاً مبنية على شهادات من نساء سوريات تحملن تبعات الحرب وأهوالها، ولي مشاركة مع الأستاذ "عماد عبيد" في كتاب يتضمن قراءات انطباعية في أهم الروايات العربية والعالمية تحت عنوان: "في رحاب الحكاية"، لي مشاركاتي الأدبية حالياً بمجلة "خوابي" الإلكترونية، ولدي عدد من التحقيقات والقراءات الانطباعية في الرواية العربية والعالمية والمقالات المترجمة، وعدة دراسات أدبية باللغتين العربية والإنكليزية، وهي منشورة على الشابكة في معظمها».

وتضيف عن دور وسائل التواصل الاجتماعي بنشر نتاجتها الأدبية: «قبل أن تحدث طفرة وسائل التواصل الاجتماعي كانت الشبكة تحفل بالمنتديات الأدبية، ومع أن فيها الكثير من الغث، حيث إن المحتوى الثقافي العربي على الإنترنت هزيل بوجه عام مقارنة مع المحتويات الثقافية للشعوب الأخرى، لكن هذه المنتديات قدمت فائدة كبيرة في انتشار وتصحيح وتقويم وتهذيب الإمكانيات الكتابية. كان هناك عمل مبني على الموهبة من قبل أساتذة كبار نذروا بعضاً من الوقت للتعليم والتصويب، وتشجيع من يجدونه واعداً أدبياً، وعلاقتي بالشبكة أتت عبر منتديات "منابر ثقافية" التي أديرها الآن، ومنتدى "أروقة الأدب" الذي أسسه نخبة من أدباء الوطن العربي، وقدموا من خلاله محتوى جاداً وجيداً، منهم الدكتور "محمد حسن السمان"، والدكتور "سلطان الحريري"، ولا أعتقد أن الشبكة تفيد في انتشار الكاتب، لأن جمهورها ليس مستعداً لتلقي مادة أدبية تزيد على السطرين، ولا يستطيع قراءتها أو تخصيص وقت لقراءتها لاحقاً، وإن فعل، فهو لا يبدي رأياً نقدياً أو تصويباً، وإنما يكتفي بالمجاملة المقتضبة المبنية عادةً على العلاقة الشخصية».

الأديب خالد أبو خالد

عن علاقتها بالتصوير الضوئي وأثره في نتاجاتها الأدبية، تقول: «التصوير الضوئي هواية، لكنها ليست بعيدة عن الكتابة؛ فهي كتابة بالضوء، وما لا تطيق الكلمات حمله تستطيع عدسة الكاميرا أن توثقه، وكثيراً ما تلهمني صورة ما التقطتها بنفسي، أو التقطها مصور آخر لرغبة في كتابة قصة، أو مشهد في رواية، الصورة تحتمل الكثير من الجوانب الثرية التي تغني الروح، وفي سبيل تطوير هوايتي هذه تابعت دورات إلكترونية في التصوير من خلال مواقع أجنبية، وقرأت كتباً بهذا المجال، لكن مشاركاتي كانت قليلة، منها مسابقة "قصائد ضوئية" بجريدة "الرياض" عام 2009، ومعرض "خوابي" للتصوير الضوئي 2015، بجامعة البعث».

أما عن نشاطاتها بمجال الترجمة، فتقول: «ترجمت إلى اللغة العربية موسوعة علمية موجهة إلى الأطفال ما بين 7-11 عاماً بعنوان: "لكل سؤال جواب"؛ وتتضمن 283 صفحة من المعلومات الغنية والمهمة لمصلحة دار "سوريانا" للطباعة والنشر والترجمة والتوزيع، وأقوم حالياً بترجمة رواية لكاتبة كويتية للغة الإنكليزية تحمل عنوان: "رسائل بدم القلب"، إضافة إلى الترجمات التي أقوم بها لمصلحة مجلة "خوابي" الإلكترونية وشبكة "منابر ثقافية"».

وتضيف عن نشاطاتها الإعلامية: «بداياتي كانت مع مجلة "سورية" المتخصصة بالصناعة "تكنولوجيا الصناعة"، وكان هذا بالموازاة مع رئاسة تحرير مجلة "منابر ثقافية" الإلكترونية، والعمل في مشروع "خوابي الثقافي السوري" من خلال مجلته الإلكترونية كمحررة، والعمل مع الفريق الميداني على أرض الواقع بمحافظتي "دمشق" و"حمص" من خلال نشاطاته المتعددة».

عن ضرورة صقل الهواية، تقول: «لا جرم أن الهواية لا تكفي من دون خبرات معرفية ومراكمة للعلوم، حيث يمكن للكاتب أن يتقدم، وقد يستمر لمدة، لكنه سيتوقف عند سقفه المعرفي الذي وصل إليه؛ الكتابة تحتاج إلى آفاق مفتوحة، ولا يمكن الوصول إليها إلا بالقراءة، وهذا ما أنصح به، فلكي تكتب كلمة، عليك أن تقرأ ألف كلمة».

وتختتم حديثها عن حكمتها بالحياة: «دائماً أقول: أن تصل متأخراً، خير من أن لا تصل أبداً، لا يكون الوقت متأخراً أبداً إذا كانت لدينا الإرادة».

أما الكاتب "محمد الحفري"، فقال: «إضافة إلى كونها مترجمة فهي برأيي من الأصوات النسائية التي يجب أن تصل، ذلك لأنها في نصها وكتاباتها مختلفة ومتفردة عن الآخرين، وهي لا تشتغل على نمط الكثيرات من الكاتبات المشغولات بالذات والجسد الأنثوي والوصف الذي يعيق الحركة الكتابية، أقول ذلك بعد قراءتي وبحيادية لروايتي "ذاكرة ميت" و"وطن في حقيبة القلب"، كانت مقنعة بكتابتها، وهذا الإقناع يجعل منها برأيي كاتبة غير عادية، بل هي المختلفة والاستثناء، وهذا ما ستؤكده الأيام، ويثبته المستقبل».

ويضيف الأديب "خالد أبو خالد": «أتوقع أن تعطي أكثر بكثير مما أعطت، بانطلاقتها هذه تؤسس لأدب بليغ وعامر بمجموع القيم التي تؤمن بها، وهي التي تتصدى لعوامل الموت والدمار».

يذكر أن الكاتبة والأديبة "ريم بدر الدين بزال" من مواليد "دمشق"، عام 1971.