لم يكن يعلم أن الصورة التي التقطها في أحد أزقة "بيروت" الضيقة ستصبح حديث الساعة وواحدة من أهم الصور الإنسانية في العالم المنتشرة على كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

فعلى الرغم من صغر سنّه إلّا أنه أصبح واحداً من أبرز المصورين الفوتوغرافيين في مدينة "دمشق"، حيث تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 أيار 2016، عن أبرز محطاته بالقول: «ولدت في "دمشق" عام 1996، ونلت الشهادة الثانوية الأدبية عام 2014، وبدأت التصوير عام 2013، حيث تعلمت على كاميرات تصوير الفيديو في البداية على يد الأستاذ "عاطف المسكي"، ونلت منه معرفة كبيرة في هذا المجال، إضافة إلى بحثي في الإنترنت وتعلمي منه أيضاً حول دروس وأنواع الكاميرات وكسب أكبر قدر ممكن من الخبرة.

شاركت بعدة أعمال وثائقية تابعة لقناة الكوثر ووزارة السياحة وعدد من المؤسسات المختلفة، ومنها الوثائقي الديني "ركب الأحرار"، لأختص بعد ذلك كله في التصوير الفوتوغرافي لما يحمله هذا الفن من ذوق ورقي ورونق خاص، وأتقنت البرامج الخاصة بذلك، لأنضم بعدها إلى فريق "دمشق الآن" التطوعي الإعلامي المختص بنقل أحداث مدينتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فأصبحت المصور الخاص بالفريق، فاكتسبت خبرة كبيرة في تصوير "البورتريه" و"اللاندسكيب" مع اختلاف الأماكن والحالات

في نهاية عام 2013 دخلت المجال العملي بعد دعوة والدي الإعلامي "رفيق لطف" للعمل معه كمساعد مصور في قناة "الكوثر" الفضائية بـ"دمشق"، وتعلمت من المخرج "عبد المنعم عرنوس" فنون التصوير، وانتقلت عام 2014 للعمل في مجال التصوير الحربي الذي عشقته وتعلقت به من دون خوف أو تردد، وأنجزت أعمالاً ومقاطع درامية قصيرة لبعض الأصدقاء الطلاب، فأصبحت لي شخصيتي كمصور مستقل حينها».

دمشق بعدسته

ويتابع: «شاركت بعدة أعمال وثائقية تابعة لقناة الكوثر ووزارة السياحة وعدد من المؤسسات المختلفة، ومنها الوثائقي الديني "ركب الأحرار"، لأختص بعد ذلك كله في التصوير الفوتوغرافي لما يحمله هذا الفن من ذوق ورقي ورونق خاص، وأتقنت البرامج الخاصة بذلك، لأنضم بعدها إلى فريق "دمشق الآن" التطوعي الإعلامي المختص بنقل أحداث مدينتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فأصبحت المصور الخاص بالفريق، فاكتسبت خبرة كبيرة في تصوير "البورتريه" و"اللاندسكيب" مع اختلاف الأماكن والحالات».

ويروي "علي" قصة الصورة الشهيرة بالقول: «كنت خارج فندق إقامتي في منطقة "عين المريسة" في "بيروت" حين مرّ لاجئ سوري وعلى كتفه طفلته؛ حيث كان يحمل مجموعة أقلام حبر زرقاء؛ لذا قمت بالاختباء وراء شجرة والتقطت له الصورة خشية أن يراني وينزعج من هذا الفعل، وبعدها مرّ بجانبي مبتسماً ومرّت القصة إلى حين عودتي إلى المنزل، فنشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن للأسف من دون شعار كي لا أظهر استثماري لهذه المشاعر الإنسانية؛ إلا أن الصدى أصبح عظيماً وكبيراً على مستوى العالم، وليس فقط في الوطن العربي على صعيد الإعلام الإلكتروني، وبعد ذلك أقيمت لصاحب الصورة حملة بحث من قبل مجموعات شبابية في "بيروت"، فلما وجدوه قدم له أحد المواطنين الأوروبيين حملة تبرع جمع خلالها خمسة آلاف دولار خلال شهر واحد، وبدأت الحملة تتوسع حتى تمكن اللاجئ "عبد الرحمن" من تأسيس ثلاثة محال يعمل بها 15 لاجئاً سورياً، وعاد أبناؤه إلى المدرسة من جديد».

الصورة التي حازت اهتمام مواقع التواصل

المصور "علي حسن" تحدث عن معرفته بصديقه المبدع وليس المصور فقط على حد وصفه، وقال: «تمكن "علي" بوقت قصير من إثبات نفسه في مجال التصوير، وترك بصمة مهمة في هذا المجال، لكون هذه البصمة تحمل بعداً إنسانياً كبيراً ومعنى إيجابياً دائماً؛ فلكل صورة يلتقطها قصة ورواية ورسالة يوصلها من خلال عدسته من دون كتابة حرف واحد، خصوصاً صورة اللاجئ الشهيرة التي أعادت معنى الأمل على الرغم من المعاناة إلى كثيرين من الناس، ولا ننسى أن أغلب صوره التي تحمل بعداً إنسانياً كبيراً لا تحوي أي شعار فيه اسمه لأن الهدف الذي يعمل من أجله أكبر من مجرد ترويج لشخص، بل هو ترويج لأفكار ومعتقدات وعادات صحيحة قلّما نجدها في هذا المجال تحديداً».

المصور علي حسن