جمع ما بين التعليم والاختراع والصحافة، رغبته بتطوير عمله دفعت به إلى دراسة هندسة "تكنولوجيا الطباعة"، وكان أول من أعاد تدوير نفايات مادة "الستيروبور" الضارة بالبيئة.

يُعلم طلابه أن الإعلام يتطلب صفاء العدسة، ونزاهة القلم، وصدق اللسان، وهو فن صناعة الحرف وصياغة الكلمة، كما يؤمن بأن الحفاظ على البيئة مسؤوليتنا جميعاً؛ هذا ما استهل به الدكتور "نزار بشير جديد" حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 كانون الأول 2015، وعن بدايته يقول: «أبصرت عيناي النور عام 1949 في منطقة "الحفة" بمحافظة "اللاذقية"، وبين أزقتها قضيت أجمل أيام الطفولة، ومن مدارسها نهلت علومي الأولى، وحصلت على الشهادة الثانوية عام 1969، حيث عملت مدرّساً لكل من مادة "الرياضيات"، و"الفيزياء"، و"الموسيقا" لطلاب المرحلة الإعدادية، وبعدها انتقلت لدراسة "الطب" في جامعة "حلب" إلى أن تم إيفادي إلى "كوريا" لإكمال دراستي، حيث اخترت دراسة هندسة "تكنولوجيا الطباعة"، وكنت أول طالب عربي آنذاك يدرس ذلك الاختصاص في الجامعة، وأثناء دراستي عملت مراسلاً لدى صحيفة "جيل الثورة" في "كوريا" و"الصين"، وعبر منظمة اتحاد الطلبة عينت رئيس مكتب "التقانة والإعلام" في كلا البلدين».

أبصرت عيناي النور عام 1949 في منطقة "الحفة" بمحافظة "اللاذقية"، وبين أزقتها قضيت أجمل أيام الطفولة، ومن مدارسها نهلت علومي الأولى، وحصلت على الشهادة الثانوية عام 1969، حيث عملت مدرّساً لكل من مادة "الرياضيات"، و"الفيزياء"، و"الموسيقا" لطلاب المرحلة الإعدادية، وبعدها انتقلت لدراسة "الطب" في جامعة "حلب" إلى أن تم إيفادي إلى "كوريا" لإكمال دراستي، حيث اخترت دراسة هندسة "تكنولوجيا الطباعة"، وكنت أول طالب عربي آنذاك يدرس ذلك الاختصاص في الجامعة، وأثناء دراستي عملت مراسلاً لدى صحيفة "جيل الثورة" في "كوريا" و"الصين"، وعبر منظمة اتحاد الطلبة عينت رئيس مكتب "التقانة والإعلام" في كلا البلدين

وعن مسيرته في مجال الاختراع يضيف "جديد": «ظهرت لدي ميول الاختراع في سن مبكرة؛ فكنت أعمل على تركيب مواد كيميائية وأفاعلها مع بعضها، وكانت تلقى إعجاب المدرّسين والمقربين، لكن البداية الحقيقية كانت في الثالث الثانوي عندما قمت بإجراء تجربة مستخدماً قشر البرتقال، وأضفت إليه حمض الآزوت، ونتيجة التفاعل حصلت على غاز "النتروجين" No2؛ الذي يطلق عليه الغاز "المضحك".

نماذج من إعادة تدوير مادة الستيروبور

ولطالما شغل الهمّ البيئي حيزاً كبيراً من تفكيري، وأنا أؤمن بأن الحفاظ على البيئة ليس مرتبطاً بجهة معينة إنما هي مسؤولية جماعية؛ ولذلك كنت أول من أطلق فكرة إعادة تدوير مادة "الستيروبور" بقصد تخليص البيئة من بعض الملوثات وإعادة استخدامها لتعود بالفائدة؛ كانت البداية بدافع الفضول عند رؤية عمال البناء يستخدمون مادة "الستيروبور" وهي مادة اكتشفت في غابات أفريقيا، وعادة ما توضع مع الأجهزة الكهربائية لحمايتها، أو في صناديق الخضار والفواكه؛ حيث يستخدمونها بعد تذويبها بمادة البنزين لسد ثغرات الجدران.

وبعد إجراء عدة تجارب تمكنت من استخدام المادة بعدة مجالات؛ حيث توصلت للاستفادة منها في تلميع وتغليف الورق مهما كان نوعه؛ وهذا يحافظ عليه من التلف، كما تم استخدامه في صنع أحبار الطباعة على "الخشب، والمعدن، والجلد". أما في مجال العزل فقد أثبت فعالية كبيرة؛ حيث تم صنع ألياف تفيد في عزل مواد التبريد والحماية من الإشعاعات، كما وظف في صناعة الألياف الضوئية المستخدمة في مجال الاتصالات، والشعيرات الضوئية الموجودة بالعملة والطباعات السرية والأمنية، وقد قمت بصناعتها وتجربتها في كلية العلوم، وكانت النتائج رائعة. كما قمت باستخدامها لتزيين جدران المنازل وصنع المواد اللاصقة، إضافة إلى عدة مجالات أخرى، ومازال لدي أفكار كثيرة أسعى إلى تحقيقها».

المهندس سامر الحافظ

أما في مجال الإعلام فقد كان له باع طويل بدأ منذ أن كان طالباً في كوريا، وعن تجربته يتابع قائلاً: «أثناء دراستي خارج البلد عملت مراسلاً صحفياً إلى جانب دراستي، وبعد عودتي إلى البلد وبالتعاون مع بعض الزملاء الإعلاميين قمنا بتأسيس قسم الصحافة في جامعة "دمشق"، حيث عملت مدرّساً في الكلية منذ عام 1978 حتى 2005، وخلال تلك المدة شاركت إلى جانب مهنة التدريس بالإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وشدني العمل الإعلامي؛ وهو ما قادني إلى المساهمة بتطويره من خلال تأليف بعض الكتب، أهمها: (نظريات الاتصال وتطبيقاتها، الإعلام المقروء بين الصحافة الورقية والإلكترونية، والفنون التطبيقية في الطباعة والتصوير، وأسس العمل الإنتاجي في المطابع)، وغيرها. وأنا من المؤمنين بأن للإعلام دوراً فعالاً في المجتمع؛ من خلال تحميله رسائل قادرة على التغيير إذا ما وجهت بطريقة وأسلوب مناسبين».

المهندس "سامر الحافظ" مدير المعلوماتية بوزارة الاقتصاد، وعضو لجنة السلامة المهنية والبيئية، يقول: «نحن في وزارة الاقتصاد أصدرنا قراراً بتكوين لجنة مهمتها ربط الاختراع والإبداع بمجال الاستثمار؛ ومن خلال هذه اللجنة دعينا الدكتور "نزار جديد" كمخترع للمشاركة، حيث قدم اختراعه عن تحويل مادة "الستيروبور" التي تعد من الملوثات البيئية، والتي انتشرت مؤخراً بكثرة؛ حيث اكتشف الدكتور "نزار" طريقة لتحويلها إلى مواد قابلة للاستثمار كوقود، أو تشكيل خيوط متعددة الاستخدام في مجال العزل وأحبار الطباعة وديكورات المنازل، حيث لاقى العرض إعجاباً وقبولاً كبيرين من اللجنة، ومن خلال معرفتي بالدكتور "نزار" وجدت به الرجل الذي يحمل الهمّ البيئي على عاتقه، الهادئ، القادر على إيصال فكرته وإقناع الآخرين بها، وأرى أن مشروعه البيئي رائد، ويجب أن يلقى الدعم من الجهات المعنية».

من الجدير ذكره، أن الدكتور "نزار جديد" متزوج وله أربعة أولاد، يشغل حالياً رئيس قسم الإعلام في "معهد الشام العالي"، من المهتمين بمجال الرسم التشكيلي، شارك بعدة معارض للفنانين التشكيليين، وتشغل إحدى لوحاته مكاناً في المتحف الوطني في "كوريا"، إضافة إلى هواية التصوير الفوتوغرافي، كما يتقن العزف على أكثر من آلة موسيقية؛ كالناي والأوكورديون. وهو محاضر ومشارك في العديد من الفعاليات الثقافية، والتوعوية خصوصاً في المجال البيئي.