احتل الطبيب "رائد بدران" ركناً مهماً في قلوب الناس لما يقدمه من خدمات جليلة ويساعدهم على تجاوز أمراضهم وأزماتهم المادية بمبالغ رمزية، وعندما دخلت بلاده في أزمتها كان الطبيب والإنسان لكل موجوع.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الثاني 2015، التقت الدكتور "رائد بدران"؛ الذي حدثنا عن بداياته بالقول: «درست في مدارس الأشرفية، وبعد الثانوية العامة سافرت إلى "رومانيا" لدراسة الطب عام 1985، حيث تخرجت سنة 1992 وعدت إلى "سورية" لدراسة اختصاص التخدير، وفي عام 2003 عملت على إنشاء مركز طبي خاص إيماناً مني بنجاح الفكر المؤسساتي وتلبية لحاجة البلدة لعدم وجود مستشفى قريب منها، في البداية كانت الإمكانيات قليلة، وكنت الطبيب الوحيد في المركز، وفي عام 2005 حصلنا على الترخيص، وكنا ثالث مركز طبي خاص مرخص في "سورية"، وكان هدفنا منذ تأسيس المركز تقديم الخدمة الطبية المميزة للمواطن حسب إمكانياته، بعدها عملت على توسيع العيادة لتتحول إلى مركز طبي، ودعيت بعض الأطباء للعمل معي كل حسب اختصاصه لأن طبيباً واحداً في العيادة لا يمكن أن يعالج كل المرضى خاصة بعد أن وقعت الأزمة وبات أهلنا بحاجة ماسة إلى رعاية الصحية والعون».

الدكتور "رائد" ثري بأخلاقه وإنسانيته، وقد قدم للبلدة خدمات كثيرة أهمها إنشاء مركز طبي يقدم الخدمات الطبية لكافة الأهالي من دون الحاجة إلى الذهاب للعاصمة، وبمعاينات أقل من أي مركز خاص آخر، وأحياناً تكون المعاينات مجانية لبعض الأسر الفقيرة وغير الميسورة، إضافة إلى تقديمه المساعدات الإنسانية للأسر المحتاجة، وإقامة الندوات حول تقديم الإسعافات الأولية لأي مريض

وحول ما يقدمه للمرضى يتابع بالقول: «عملت على افتتاح المركز الطبي ضمن بيئتي وبين أهلي لأقدم الخدمة الطبية حسب إمكانياتهم المادية، وتطورنا بسرعة بسبب ما يمر به بلدنا، فقمت ببيع بعض ما أملك من سيارات وشقق لإكمال مشروع المركز وتهيئته بالكامل استعداداً لأي حالة طارئة، ومنذ بداية الأزمة كان قرارنا أن نقدم الخدمة الطبية والإسعافية المجانية لكل الوافدين إلى البلدة وجرحى الجيش، وأخذ معاينة رمزية من باقي المرضى بالاختلاف عن أي مركز خاص آخر، كما عملت على افتتاح صالة ضمن المركز للتدريب والمحاضرات وإقامة الندوات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة وجمعية تنظيم الأسرة حول الإسعافات الأولية والدعم النفسي للمهجرين، والدعم النفسي الإسعافي للمرشدين النفسيين في المدارس».

الدكتور محمد أبو عمشة

وككل شخص هو بحاجة إلى المال حتى يقوم بأعباء الحياة بعد أن كبرت عائلته، وهذا ما جعله يفكر بانفتاح حتى يستمر في العيش الكريم، ويتابع مهمته الإنسانية، حيث قال: «كان الوضع العام مقبولاً، غير أن الغلاء أصابنا جميعاً في الصميم، ولدى كل فرد منا ظروفه الخاصة وحياته التي تتطلب المال، حاولت بكل طاقتي الموازنة بين كل ذلك، واستعنت ببيانات وإحصاءات قامت بها منظمات وجمعيات أهلية للوصول إلى كل محتاج، وبنفس الوقت كنت حريصاً على أن أنال الجزء اليسير من حقي لكي أستمر، خاصة بعد أن بات معي عدد من الأطباء والعاملين الذين يعانون ما أعاني، لذلك ما زلنا على الطريق الصحيح في تقديم الخدمات الطبية اللازمة».

كما أوضح الدكتور "محمد أبو عمشة" اختصاصي بالجراحة العظمية عن معرفته وعلاقته بالدكتور "رائد بدران"، حيث قال: «أكثر ما يميز الدكتور "رائد" اللطف والتواصل مع جميع الأطباء بعيداً عن لغة المال التي تحكم في أحيان كثيرة عملنا كأطباء، أما كطبيب فقد استطاع خلال سنوات عمله أن يكتسب محبة الناس من حوله لما يقدمه من خدمات طبية كثيرة على الرغم من الإمكانيات المادية المتواضعة، فقد عملت معه منذ مدة وكان كل هدفه واهتمامه تقديم الخدمة الطبية المميزة لأهالي بلدة "صحنايا والأشرفية" وما تضمه من آلاف المهجرين نتيجة الأحداث، وفي أي وقت كان وعلى مدار الساعة، وبمعاينات رمزية ومجانية حسب وضع المرضى؛ إيماناً منه بأن مهنة الطب إنسانية وليست مادية».

بين الأدوية

أما "سائدة عماشة" وهي من سكان البلدة، فقد حدثتنا عن الدكتور "رائد" بالقول: «الدكتور "رائد" ثري بأخلاقه وإنسانيته، وقد قدم للبلدة خدمات كثيرة أهمها إنشاء مركز طبي يقدم الخدمات الطبية لكافة الأهالي من دون الحاجة إلى الذهاب للعاصمة، وبمعاينات أقل من أي مركز خاص آخر، وأحياناً تكون المعاينات مجانية لبعض الأسر الفقيرة وغير الميسورة، إضافة إلى تقديمه المساعدات الإنسانية للأسر المحتاجة، وإقامة الندوات حول تقديم الإسعافات الأولية لأي مريض».

الجدير بالذكر، أن الدكتور "رائد بدران" من مواليد 1967، "أشرفية صحنايا"، متزوج ولديه ولدان.