بحكم دراسته وملامسته لمعاناة مراجعي عيادة طب الأسنان؛ قدم الدكتور "عبد الوهاب العطا الله" محقنة هيدروليكية تخفف 8 كغ من الضغط على فك المريض من أصل 10كغ يستخدمها الطبيب، فتحافظ بذلك على الأنسجة، وتخفف من 50 إلى 100% من الألم.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 13 نيسان 2015، عيادة الدكتور "العطا لله" والتقت "قاسم الحمصي" من أهالي حي "المزرعة"، فقال عما خبره أثناء المعالجة: «استطاع الدكتور "عبد الوهاب" أن يطور محقنة التخدير التقليدية بطريقة جوهرية، وهي المستخدمة في تطبيقات طب الأسنان منذ أكثر من مئة عام بشكلها التقليدي، فالتخدير من دون رؤية الإبرة والإحساس بوخزها وإجراء العلاجات السنية بيسر ومن دون ألم؛ أمرٌ بالغ الأهمية، فقد كانت إبرة التخدير في طب الأسنان وما تزال مصدر قلق وخوف وأحد أسباب المعاناة للمرضى صغاراً كانوا أم كباراً، وقد تسبب حالة من الكسل الممزوج بالخوف لدى المرضى، فلا يلتزمون بمواعيدهم مع الأطباء».

إن الطريق الصحيح نحو خلق بنية تحتية للاختراع يفترض إقرار حوافز تشجيعية للمخترعين وطلبة الجامعات والدراسات العليا، تماماً كما يحصل في تشجيع الرياضيين وغيرهم، وقد يصلح في هذا الجانب شراء بعض الاختراعات ذات الجدوى الاقتصادية ومنها على وجه الخصوص تلك التي يمكن تصنيعها وتسويقها

الدكتور "عبد الوهاب" بدأ حديثه عن الاختراع بالقول: «بدأت فكرة الاختراع عام 1972 حين كنت طالباً في السنة الثالثة بكلية طب الأسنان، فحصلت من الجامعة على جهاز "راسم اهتزاز" تشجيعاً لأبحاثي، وبعد 26 عاماً من الأبحاث استطعت في عام 1997 أن أحصل على براءة اختراع "قياس النبض السني" وقد بدأ اهتمامي مذ ذاك الحين يتناقص تدريجياً، إلى أن وصلت إلى مرحلة وضع العراقيل حالياً، فالبحث الذي اخترعته لم يستثمر من قبل أي جهة حكومية أو خاصة، وإن استثمر فمن شأنه أن يدخل إيرادات مادية عالية للدولة، ويؤمن فرص عمل كبيرة للشباب، ويجعل "سورية" رائدة في هذا الاختراع، فتكلفة الإنتاج قليلة جداً إذا استثمر من قبل جهة ما».

الدكتور يحيى العبودي

ويتابع: «إن أهم مزايا المحقنة الهيدروليكية، هو تخفيف ألم الحقن المصاحب لعملية التخدير ما بين 50 إلى 100%، وذلك عن طريق التحكم بسرعة حقن المخدر، كما تستطيع أن تنشر المادة المخدرة ببطء وتتجنب تمزيق الأنسجة بسبب الحقن السريع، إضافة إلى مسكة القلم أثناء إدخال المحقنة وهو ما يسهل على الطبيب التحكم باتجاه المحقنة وسهولة وصولها إلى المنطقة المراد الوصول إليها.

وتتكون المحقنة الجديدة من جزئين: خارجي وداخلي، ويمثل الجزء الخارجي هيكل المحقنة الرئيس، وهو عبارة عن جسم اسطواني يُثبت عليه غطاء خلفي يحمل المكبس اليدوي المستخدم لدفع المخدر، وهذا الاختراع مسجل في المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية في سويسرا "wipo"».

المحقنة الهيدروليكية

وحول نظرته إلى حال الاختراعات والمخترعين في "سورية" يقول الدكتور "عطالله": «إن الطريق الصحيح نحو خلق بنية تحتية للاختراع يفترض إقرار حوافز تشجيعية للمخترعين وطلبة الجامعات والدراسات العليا، تماماً كما يحصل في تشجيع الرياضيين وغيرهم، وقد يصلح في هذا الجانب شراء بعض الاختراعات ذات الجدوى الاقتصادية ومنها على وجه الخصوص تلك التي يمكن تصنيعها وتسويقها».

طبيب الأسنان "يحيى العبودي" قال عن اختراع الدكتور "عطا لله": «لم ينتظر الدكتور المخترع "عبد الوهاب" مستثمراً ليحول اختراعه إلى منتج، فقام هو باستثماره في عيادته، حيث تستخدم المحقنة لمرة واحدة لتجنب أي نوع من التلوث، ولا يحتاج الحقن في قبة الحنك أو الرباط إلى كامل قوة الطبيب؛ وهو ما يحافظ على قبة الحنك واللثة من الرض الرباطي، فالمحقنة تحتاج إلى قوة مقدارها 2.5كغ، بينما تبلغ قوة الطبيب عند الحقن الرباطي أو قبة الحنك حوالي 10كغ، واستخدام هذه القوة يتسبب حتماً بتمزيق الأنسجة؛ وهو ما يؤدي إلى ألم يدوم أحياناً لعدة أيام بعد الحقن، أما استخدام الضغط المناسب فإنه يؤدي إلى انتشار المادة المخدرة بهدوء ومن دون ألم أو تمزيق للأنسجة».