"الخال" كما يلقبه أصدقاؤه من مواليد "دمشق" عام 1968، خريج ثانوية صناعية ثم برمجة كومبيوتر مع أول شركة عربية للبرمجة "NCR" عام 1986، مدير عدة معارض ألبسة في "الكويت" من العام 1992 حتى 2001، حيث عاد إلى بلده لينشط في حقل الرحلات التعريفية للبيئة السورية حتى عام 2011، ويتابع مع "مجلس الشباب السوري" ثم يؤسس "مجموعة ساعد" التطوعية عام 2014، وينطلق معها في عملها إلى كل "سورية".

كانت أولى المبادرات المجتمعية عام 2009 مع حملة "لنغسل التعب عن بردى"، يتحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 آذار 2015، عن تلك الحملة قائلاً: «حتى ذلك الوقت لم تكن هناك ثقافة سورية تطوعية تخص المجتمع الأهلي من دون رعاية أو تدخل من قبل الدولة السورية، ما أردناه وقتها أن ننتقل بهذه الثقافة إلى النقطة الأهم والأكثر احتياجاً ونجمع بين البيئة ممثلة بنهر "بردى" العزيز على كل سوري وليس الدمشقي فقط، وفكرة العمل التطوعي نفسها في الحقل المجتمعي وهو الشباب هنا، يومها بعيد إطلاق فكرة الحملة كان عدد الراغبين بالمشاركة قد فاق 600 متطوع في أيام قليلة لنبدأ تنظيف حوالي 6كم من مجرى النهر في منطقة "الحديقة البيئية" لتتابع في العام التالي نفس الحملة تعزيل 6كم أيضاً في منطقة أخرى، مع عدد متطوعين بلغ وقتها أكثر من ألف ومئة متطوع».

إنه رجل يحترم العمل ويقدسه ويرتبط مع محيطه بوشائج الحب والصداقة والعطاء

ساعدت هذه الحملة على خلخلة الكثير من قناعات الوعي السائد والجدل حول دور المجتمع المدني في بيئاته وحواضره، وأطلق في العام نفسه (2009) حملة تشجير لمنطقة "رخلة" في "قطنا" أثمرت عن زراعة خمسة آلاف شجرة لتكمل هذه الحملة في العام التالي بنفس الوتيرة وتزرع سبعة آلاف شجرة في نفس المنطقة، يقول في الفكرة وتنفيذها: «كتتمة في الخروج من ثوب الاتكال والانطلاق إلى الربط بين الإنسان والمكان والبيئة بما يحقق حضوراً متكاملاً للعمل الأهلي التطوعي، يومها بادرت جهات مهتمة لدعمنا في تحركنا نحو منطقة عرفت تاريخياً بأنها منطقة غابات وكان لزاماً أن تستعيد ألقها الأخضر».

مع الفنان دريد لحام

مع بدء الأزمة في "سورية" كان لا بد من إضافة عناصر جديدة إلى نهج العمل التطوعي، ووقتها أشرف الرجل على ملتقى الحوار الوطني في عدة محافظات سورية مستقطبة أكثر من 1200 طالب جامعي، ومن ثم كان مشرفاً على جلسات مناقشة الدستور الجديد، ومع تصاعد الوضع المأساوي في البلاد انتقل إلى خط المساعدات والإغاثة عبر مجموعة نشاطات غطت "دمشق" كلها؛ كان أبرزها مبادرة "لبينا النداء" لدعم مبادرة أهل الشام في "دمشق"؛ التي قدمت أكثر من 12 ألف سلة غذائية بالتعاون مع عدة جهات حكومية وأهلية.

مع تأسيس مجموعة "ساعد" التطوعية بدأت المبادرات تأخذ طابعاً مختلفاً، يقول "عصام": «مع مطلع شهر رمضان عام 2012 أطلقنا مبادرة "خسا الجوع" التي غطت مدينة "دمشق" منطلقين من منطقة قريبة من سوق "الحميدية"، وقد شارك فيها آلاف المتطوعين من مجموعتنا ومجموعات أخرى، أقمنا المطابخ وسط السوق، لكل دوره الذي يعمل به، كمية هائلة من المحبة تدفقت أمام أعين المستغربين ماذا نفعل في وقت كان التوتر فيه سيد الموقف في المدينة؟ إلا أننا أكملنا وساهمنا لتعود الابتسامة وقتها إلى "دمشق" وأهلها، ومع العيد أكملنا توزيع أكثر من 1200 هدية للأطفال في قصر "العظم"».

في بازار خيري في دمشق

مع عديد النشاطات وآخرها المشاركة الفاعلة في حملة "دفانا محبتنا" التي ساعدت أكثر من ثلاثين ألف عائلة سورية داخل وخارج البلاد، بدأ التفكير بالانطلاق إلى نمط جديد لا يقوم على نمط تقديم المساعدات بل على نمط المشاركة بالإنتاج، يقول "عصام": «لا تحتاج الفكرة إلى كثير من الشرح، فبدلاً من الاعتماد على المساعدات، لماذا لا نخلق فرص عمل؟ هذه هي الفكرة القادمة التي نعمل الآن على دراستها لوضعها موضع التنفيذ في قادم الأيام، اليد العاملة كثيرة، والمتبرعون متواجدون، وخاصة المغتربون السوريون الذين نوجه لهم هنا كثير الشكر لما قدموه لإنجاح كل ما قمنا به، والأعمال المقترحة ستكون موجهة للشرائح الأكثر تضرراً وقدرة على العمل، والإنتاج لهم ولغيرهم من المتضررين مع الاهتمام الأكيد بالنساء والأطفال».

من نتائج هذه الحملات الأهم إعادة التواصل بين شرائح من السوريين المغتربين والوطن الأم، يقول المغترب "فراس كيكي" (في "دبي") عن علاقته مع "عصام": «منذ الأيام الأولى لحملة "خسا الجوع" في الجامع الأموي تواصلت معه، وما لفتني رفضه تسلّم أية مبالغ نقدية، وإصراره على أن تؤمن المواد الغذائية عن طريق المتبرع أو أحد أقربائه، وهكذا كان الحال في حملة "دفانا محبتنا"، أكثر ما أحببته في هذه الحملة؛ إعادة الشعور بأن "السوري للسوري" يسانده ويقف إلى جانبه، شعور كنا قد افتقدناه في السنوات الأربع الماضية، ولكن بهمة أشخاص كـ"عصام" وفريقه استطعنا تنفس بعض الهواء السوري النقي الذي اشتقنا لتنفسه وعاد السوريون ليثبتوا أن "سورية" فعلاً بخير».

المغترب فراس الكيكي

المتطوع "فادي عاصي" من عناصر العمل في جمعية "ساعد" التطوعية يقول عن علاقة العمل مع "عصام": «إنه رجل يحترم العمل ويقدسه ويرتبط مع محيطه بوشائج الحب والصداقة والعطاء».

ونختم مع المتطوع "طارق سليم" الذي شارك في "دفانا محبتنا" بقوله: «ميزة "عصام حبال" أنه يريك النجاح حيث لا تتوقع وجوده، وينقلك إلى عالم دافئ مملوء بالقيم الإنسانية السورية الحقيقية، إنه رجل ناجح بكل معنى الكلمة».