بدأ بفكرة وبتصميم هندسي وانتهى بالتنفيذ؛ متفوق بالرياضيات والرياضة ولديه القدرة على تطوير الأفكار، فاخترع فرجاراً خاصاً لرسم الإهليج* فحل مشكلة الكثيرين من الطلاب، واخترع آلة لجبل الإسمنت بالطاقة البشرية.

مدونة وطن "eSyria" زارت المهندس المدني "حسام صوقار" بتاريخ 22 شباط 2015، وعن بداياته قال: «كنت متفوقاً بمادة الرياضيات ونلت المرتبة الأولى على مستوى "سورية" لعام 1982، وسافرت عام 1983 مع منظمة الطلائع إلى مالطا، تابعت مسيرة تفوقي فاخترت كلية الهندسة المدنية، لأني رأيت فيها مجالاً للإبداع والعلم. في السنة الأولى درسنا خصائص الشكل الإهليجي ويسمى علمياً بالقطع الناقص، حيث كنا نستخدمه لرسم المناظير؛ وكان أغلبنا يجد صعوبة في رسمه، لأن الدقة يجب أن تكون عالية، فاستهوتني فكرة رسم هذا الشكل بدقة فاستخدمت إبرتين مثقوبتين من مكنة الخياطة لوالدتي وخيطاً لرسمه، وبطريقة ميكانيكية صممت فرجاراً يرسم الإهليج بدقة، وعرضت الفكرة على الدكتور المهندس المختص بالرسم الهندسي "جوزيف صيدناوي" فأثنى على الفكرة، وسجلت براءة اختراع الفرجار عام 1990.

تعد أحد الحلول المستخدمة في الأماكن التي لا تتوافر فيها الكهرباء، وأبعادها محسوبة بدقة حيث إن عرضها يبلغ 80 سنتيمتراً، لتتمكن من المرور عبر الأبواب، وقادرة أن تجبل كيساً بوزن (50 كيلوغراماً) من الإسمنت مع إضافة 30 كيلوغراماً من البحص والرمل إليه، وهذا متعارف عليه في سوق العمل، وطريقة عملها ممكنة للعامل العادي وسهلة التنظيف، وعملية الخلط أو الجبل تتم من خلال جر العربة أو دورانها

بدأتُ مسيرتي العملية بالتعرف على الجبالات وماكينات ضخ البيتون، فلاحظت أن هناك فجوة بين التكنولوجيا الآلية المتطورة، وبين الجبل اليدوي الذي يعتمد على القوة العضلية، لذا نكون أمام خيارين إما أن نجبل بطريقة يدوية وبمواصفات رديئة، أو نجبل بالطريقة الآلية التي تحتاج إمكانيات مادية ضخمة، فكرتُ بآلة ميكانيكية تعمل بالطاقة البشرية لتخدمني في أعمال الجبل الصغيرة والمتوسطة والأماكن التي لا تصل إليها الجبالات بسهولة ولا يتوافر فيها الكهرباء، واستفدت من بقايا قطع السيارات المتواجدة في سوق المستعمل لتصنيع آلتي، علماً أن التكلفة ستكون مرتفعة عند شراء قطع جديدة، وحيث تتميز القطع المستخدمة بطول عمرها العملي».

آلة جبل الإسمنت يدوياً

عن وصف الجبالة وطريقة عملها شرح لنا "صوقار": «هي عبارة عن خزان مصنوع من الحديد مصمم لاحتواء المواد المجبولة ومركبة على عربة لها دواليب لتسهيل عملية الدفع والدوران، من أهم ميزات الآلة هي تصميم الخلاط حيث تم توزيع شفرات الخلاط بطريقة مدروسة لتسهيل عملية الدوران لخلط المواد جيداً وباستخدام أمثلي للطاقة الحركية، أما فيما يخص التسويق فإن القطع المستعملة المتواجدة في السوق محدودة؛ لذا لا أستطيع أن ألبي حاجة السوق من الآلة، فثمن القطعة المستعملة 1000 ليرة سورية؛ وتكلفة الجديدة منها 50 ألف ليرة سورية، ولهذا كنت بحاجة إلى مستثمر، ولكن في ذلك الوقت لم يجد المستثمر جدوى اقتصادية من آلة ميكانيكية تعمل على الطاقة البشرية، نظراً لرخص مصادر الطاقة، حيث كانت أغلب الجبالات تعمل على المازوت، أما الآن فالوضع مختلف لارتفاع ثمن الطاقة وبالتالي هناك جدوى اقتصادية حالياً لتطويرها؛ وهذا ما أسعى إليه وأنتظره، وأعمل في الوقت الراهن على توفير الأمن الصناعي لتوفير الحماية للعامل وخاصة أن الجبالة تتألف من قطع متحركة، ويمكن تطويرها لتعمل بالطاقة الشمسية لكون معظم عمليات الصب تتم أثناء الصيف، لأن هناك فرطاً إشعاعياً صيفياً، والمظلة تسحب الطاقة الشمسية وتؤمن حماية العامل من أشعة الشمس».

التقينا المهندس المدني المخترع "هيثم علايا" وعبر عن رأيه بالآلة قائلاً: «تعد أحد الحلول المستخدمة في الأماكن التي لا تتوافر فيها الكهرباء، وأبعادها محسوبة بدقة حيث إن عرضها يبلغ 80 سنتيمتراً، لتتمكن من المرور عبر الأبواب، وقادرة أن تجبل كيساً بوزن (50 كيلوغراماً) من الإسمنت مع إضافة 30 كيلوغراماً من البحص والرمل إليه، وهذا متعارف عليه في سوق العمل، وطريقة عملها ممكنة للعامل العادي وسهلة التنظيف، وعملية الخلط أو الجبل تتم من خلال جر العربة أو دورانها».

شهادة المشاركة في معرض الباسل

المهندس "شادي سوزوك" خريج هندسة مدنية عام 2009 يمارس العمل الهندسي في مكتبه الخاص، محافظة "القنيطرة"، وعن عمل زميله "صوقار" قال: «اطلعت على الجبالة البيتونية العاملة بالطاقة البشرية أثناء عملنا في إحدى ورشات البناء، فأعجبتني طريقة عملها لعدة أسباب، أهمها: سهولة استخدامها وعدم حاجتها إلى أي مصدر للطاقة أو الوقود، وذلك ما يسمح العمل بها في المناطق البعيدة نسبياً عن المدينة، إضافة إلى إمكانية استخدامها في مجالات البناء المتعددة من طينة الجدران أو مونة البلاط أو صب أرضيات ولاستخدامها الأساسي في جبل البيتون لصب الأساسات والأعمدة والسقوف، وأهم ما لفت نظري سهولة ونظافة الاستخدام حيث لا تترك آثاراً تذكر في مكان الاستخدام مقارنة بالجبل اليدوي».

الأعمال التي نفذها "صوقار" على أرض الواقع هي: تصميم بناء بـمنطقة "كفرسوسة" من دون أعمدة، ومؤلف من طابق واحد ومستخدم كمطبعة حالياً، وقد فاز أيضاً بتصميم مجمع ثقافي عمالي في مدينة "لقنيطرة".

الإهليلج

وعن مشاركاته أضاف "صوقار" أنه شارك باختراع الفرجار في معرض "الباسل للإبداع والاختراع الأول" 2001-2002، وشارك بآلة الجبل في معرض "الباسل للإبداع والاختراع الحادي عشر"، ونال جائزة برونزية، وحاصل على درجة الماجستير 2006-2007.

يذكر أن "صوقار" خريج عام 1994، ونال أعلى مرتبة؛ وهي مهندس استشاري عام 2014، حقق نجاحات رياضية؛ وهو بطل الجمهورية برمي الكرة الحديدية والقرص لعدة سنوات من سنة 1995 حتى 2010.

*الإهليج: هو شكل هندسي شبه بيضوي أو ما يسمى بالقطع الناقص، وهو ينتج عن تقاطع مخروط مع مستوٍ.