أبدعت نقوشاً وزخارف تحاكي الماضي الجميل، حيث تميزت بخفة الرسم الذي خرج عن المألوف ليروي قصة الأصالة بطابعه الشرقي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 كانون الأول 2014، السيدة "ورود إبراهيم" التي حدثتنا عن بداياتها في مهنة "العجمي" بالقول: ‹‹أنا من عشاق هذه المهنة التي بدأت عندي كهواية منذ عدة سنوات، لما لها من روعة وأصالة وتعريف بتراثنا العربي الأصيل الذي أتمنى أن لا يندثر، إضافة إلى أنها قد أصبحت الآن مصدراً ومورداً للرزق، وأنا بصدد تعليم هذا التراث للأجيال القادمة بإقامة ورشات خاصة للمهن اليدوية للحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار، لكونها تتطلب الدقة في تصميم الزخارف والكثير من الصبر، وقد بدأت هذه الورشات بعدد قليل من السيدات في البداية، أما الآن فلدينا حرفيات متمرسات يقمن بالتعريف بهوية تراثنا الوطني والحس بالانتماء إليه، وباعتقادي هي تقوم بتعريف الدول الغربية إلى أصالتنا التي نفخر بها، وأنا أقوم بتفعيل هذه المهنة عن طريق عمل معارض لشراء هذه اللوحات الفنية البديعة؛ وأسعارها تناسب جميع الطبقات الاجتماعية، وأنا أجدها تستهوي الكثيرين من الأشخاص الذين يفخرون بتراثهم العريق››.

وتضيف: ‹‹هذه الحرفة تتميز بروعة التصميم الساحر وخليط الألوان غاية في الجمال والدقة اللا متناهية الممزوجة بعبق التاريخ الذي لا ينضب، فهي تعد من المهن المرتبطة بالتراث لأنها تتمتع بالإبداع بالزخارف، والنقوش البديعة التي تطورت على يد الدمشقيين لتصبح زخرفة نافرة بعد أن استقدموها من بلاد فارس "القيشاني"، وأنا أستخدم عدة عناصر فيها "الزنك، السبيداج، الغراء" ولهم ريشة معينة للرسم، كما نستخدم الخشب العربي، وحالياً "اللاتيه" الذي يكون له عدة قياسات ونضع عليه مادة "الدرش" لحفظه من الرطوبة والحرارة ولسهولة العمل بها، ثم نضع الشاش عليه ويليها طبع الزخارف.

ورود إبراهيم

كما يجب استخدام أداة خاصة لتكون الحواف متطابقة، ومن المهم تواجد الألوان الفضية والذهبية فيها، أما في الوسط فيكون مزيج الألوان الزيتية أو المائية كالأخضر، الأصفر، والألوان الرئيسية كـ"الكحلي والخمري" وهو ما يكسبها جمالية فنية مميزة، وبعد الانتهاء من اللوحة تترك يومين على الأقل حتى تجف وتثبت الألوان فيها، ثم يصبح من الممكن تركيبها على الجدار أو في السقف للتمتع بألوانها البديعة البراقة، وهي أغلب الأحيان تستخدم في المجالس الشعبية وقاعات الاستقبالات، وتعود تسمية "العجمي" للخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" الذي طلب الحرفيين من بلاد العجم لزخرفة "الجامع الأموي"، ويقال أيضاً بسبب امتزاج الفن المغربي والتركي والعربي والفارسي فيها، وتتميز بجودة التصميم، والدقة في التداخل والتشابك بالألوان والزخارف والأشكال الهندسية والرسومات النباتية المميزة التي تعطي الطابع الشرقي››.

كما التقينا "علاء الحايك" الذي حدثنا عن رأيه بـ"ورود" قائلاً: ‹‹من خلال أنامل "ورود" التي ترسم اللوحات المميزة، فأنت لا تستطيع إلا أن تقف مذهولاً أمام هذه الإبداعات الفنية التي تجذبك ألوانها البديعة كلما نظرت إليها؛ فيداها الذهبيتان تفننتا بإبداعها، وأنا أجد "ورود" إنسانة تعنى بالعمل وتملك أهدافاً سامية من خلال تصميمها على الحفاظ على تراثنا من الاندثار، وتقديم كل ما بوسعها لتدعيم الهوية الوطنية بلوحات تحكي عراقة الماضي لحاضر يكتب مستقبلاً مشرقاً››.

العجمي

الجدير بالذكر، أن "ورود إبراهيم" خريجة جامعة "دمشق"، قسم الآثار. وهي من مؤسسي مشروع جمعية "أبناء سورية الأم"، مديرة لعدة مواقع سورية وبعثات وطنية "القريتين،عمريت"، وهي مديرة المتحف الوطني للآثار الكلاسيكية حالياً، ولها عدة مشاركات في معارض داخل وخارج البلد.

علاء الحايك