فنان دمشقي أصيل، أحب التمثيل صغيراً، وساهم في الحركة المسرحية السورية ودعمها كثيراً، وبعد اعتزاله للفن تسعة عشر عاماً إبان مسرحية "العرس الشامي"، يعود من جديد، ويستقر على أدوار البيئة الشامية التي بدأ منها.

الفنان "غسان اللبني" هو من نتحدث عنه؛ التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 أيلول 2014، فاستهل كلامه بالحديث عن بداياته؛ يقول:

الأستاذ "غسان اللبني" فنان بالفطرة، ممثل جيدٌ؛ لكنه مغمور بسبب مغادرته الوسط الفني فترة طويلة، وهو ممثل جيد ذو مستوى مهم، لكنه يحتاج الآن إلى فرص أكبر، وعلى الصعيد الإنساني وبالمجتمع السوري يعتبر ناشطاً حقيقياً لدعم وتحقيق التكافل الاجتماعي، وهو شخص ودود ومتفانٍ للغير ويُؤْثر صاحب الحاجة على نفسه، وأتمنى أن نقف معه بقدر وقوفه إلى جانب الناس

«بدأت التمثيل منذ الصغر أوائل سبعينيات القرن الماضي؛ في مرحلة عمرية صغيرة، وقد اختارني الفنان الراحل "محمود أوتانية" للظهور ضمن حفلة أقيمت في مدرسة، وكانت المشاهد التمثيلية التي أديتها في ذلك اليوم أول ظهور لي على خشبة المسرح وأمام الجمهور، وفي عام 1972 عملت ضمن برنامج تلفزيوني أسبوعي اسمه "نادي الأطفال" مع الفنان الراحل "عبد الله النشواتي" والفنانين "ظفير القطان"، و"هدى شعراوي"، وقد كان عمري آنذاك 12 عاماً، ومن ثم انتقلت إلى المسرح مع الراحل "محمود أوتانية"؛ حيث عملنا ضمن مسرح العمال –اتحاد عمال القنيطرة- مسرحية "المفتش العام"، وفي عام 1986 قدمنا "حارة الشحادين"، ومن ثم مسرحية "تحت الغربال" – تأليف "أحمد قبلاوي" و"عبدالرزاق الذهبي"، وإخراج "فايز عقيل" بالاشتراك مع الفنانين "محمود أوتانية"، الراحل "عيد العبد"، و"وفاء طعمة"، وأعتبر هذا العمل من أهم أعمالي الفنية، لأنه يتعرض إلى الفساد الاجتماعي، الأمر الذي لم يكن مطروقاً حينها.

من مسرحية "عرس شامي"

قدمت مهرجاناً فنياً في سينما "راميتا" مع المغنية "إنعام الصالح" وكوكبة من المطربين، منهم "مازن الصواف"، فكان حفلاً فنياً تخللته مشاهد تمثيلية، وفي عام 1987 قدمت مسرحية "عرس شامي" مع الفنانين: "سامية الجزائري، حسن دكاك، هدى شعراوي، صبحي الرفاعي، عبد الكافي أحمد"، وإخراج المخرج المصري "محمود حمدي"، وهي من إنتاجي الخاص؛ وقد تشجعت وأنتجت هذه المسرحية بمساعدة المسرح القومي، إيماناً مني بضرورة رؤية مسرح سوري رفيع المستوى ضمن المسرح التجاري؛ ولكن ولأسباب مالية توقف العرض، حيث لم يعد لدي القدرة على تحمل نفقات الإنتاج، رغم أن شباك التذاكر كان دائم النفاذ في كل عرض، مع العلم أن سفراء وهيئات دبلوماسية كانت تأتي لحضور العرض، وتعد هذه المسرحية نقطة انطلاقٍ أساسية للعمل الشامي "أيام شامية"، حيث إن معظم العراضات والفرق التي شاركت في هذه المسرحية تم استدعاؤها للمشاركة ضمن "أيام شامية" من قبل صديقي المخرج "بسام الملا"».

وتابع "اللبني" حديثه متعرضاً إلى اعتزاله للتمثيل؛ حيث قال:

مسلسل الزعيم

«أهم أسباب اعتزالي توقف العرض المسرحي "العرس الشامي"، الذي أخذ الضجة الكبيرة ونسبة المشاهدة العالية التي دل عليها نفاذ تذاكر العرض، إلا أن متطلبات الإنتاج الكثيرة كأجور الممثلين أدى لانتهاء الميزانية المخصصة للعمل؛ ما حال دون إكماله، وعدم المقدرة في ذلك الوقت على تصوير هذه المسرحية تلفزيونياً لتسويقها، وإرسال نسخ إلى دول أوروبية؛ كاليونان التي طلبت نسخة مصورة من العرض، وقد أنتج لي هذا التوقف خيبة أمل كبيرة، فآثرت الابتعاد وعدم الاحتكاك مع المحترفين في مضمار التمثيل، وخاصةً الذين رفضوا التعاون للاستمرار في العرض، فبقيت معتزلاً نحو تسعة عشر عاماً».

لم تتوقف المسيرة الفنية لمنتج "العرس الشامي"، فقد عاد بعد غياب دام نحو عقدين من الزمن، وكانت للعودة قصة متميزة كما قال: «بعد قرار الاعتزال وعودتي إلى الحياة مع أصدقائي ورفاقي، عدت إلى التمثيل بالإحراج، حيث كان لي صديق منتج له علاقة بشركة "تهامى" السعودية، وفي تلك الفترة كانت الشركة تحضر لعمل درامي باسم "الواهمون"، وبالمصادفة كا أحد أصدقائي قد أحضر لي عدداً من مجلة "صوت العرب"، موجود فيها مقابلة لي، وأحد الأصدقاء انتبه إلى هذا اللقاء، وصمم على الاحتفاظ بنسخة مصورة منه، ووصلت هذه النسخة إلى الصديق المنتج، الذي طلب بإلحاح مشاركتي في مسلسل "الواهمون" بدور قاضٍ، في البداية رفضت الدور وأخبرته أن لي عملي وتجارتي، لكنه وبعد وضعي تحت الأمر الواقع وإحراجي قبلت هذا الدور وعدت من خلاله بعد الغياب، ومع العودة إلى التمثيل بدأت الأدوار تتهافت علي من كل حدب وصوب فمن دور القاضي إلى المحامي والدكتور، إضافة إلى المشاركة في مسلسل "صور عائلية" للمخرج "غازي ابراهيم"».

غسان اللبني

ومن خلال عودته إلى التمثيل تعرف "اللبني" إلى عائلة "الملا" من خلال مسلسل الأطفال "مايا" للمخرج "بشار الملا"، الذي لعب فيه دور بائع خضار متجول؛ كما أوضح "اللبني": «كان لأطفالي أدوار في مسلسل "مايا" للمخرج "بشار الملا"، وبطبيعة الحال حينما كنت آخذ أولادي إلى موقع التصوير التقيت مخرج العمل، وألح علي أن أمثل دور بائع خضار متجول، في البداية ترددت؛ ولكن بعد أدائي المشهد الأول أصبح لتلك الشخصية -المقرر لها فقط ثمانية مشاهد- خمس وعشرون مشهداً، وأثناء عمليات مونتاج هذا العمل شاهد المخرج "بسام الملا" مشاهدي فيه وطريقة أدائي للشخصية، وباعتباره صاحب تاريخ طويل في العمل الشامي، وجد أن لصوتي وأدائي المكان المناسب في البيئة الشامية، فاختارني لأداء شخصية "أبو مرزوق" في مسلسل باب الحارة، إذ إنَّ الفنان القدير "محمد الشماط" كان مسافراً إلى أميركا، وحينما عاد رأيت من المناسب أن أعتذر عن الشخصية لصاحبها الأساسي ضمن الأجزاء السابقة، واستمرت صداقتي مع "آل الملا"، فكان لي النصيب بالمشاركة في الجزء الخامس من باب الحارة بشخصية "أبو شاكر"؛ التي تحمل في طياتها الشر، والتي بمضمونها بعيدة كل البعد عن شخصيتي، وبعد "باب الحارة" شاركت في مسلسل "الزعيم" بشخصية "أبو محجوب" حارس الخان ومتعدد الكارات، الذي يعمل ضمن صنعات مختلفة لتأمين لقمة العيش لأبنائه، وآخر عمل لي كان "حمام شامي" الذي صور العام الماضي في الإمارات العربية المتحدة، من إخراج "مؤمن الملا"».

كما التقت مدونة وطن المخرج "بشار الملا"، فحدثنا عن "اللبني" بالقول: «الأستاذ "غسان اللبني" فنان بالفطرة، ممثل جيدٌ؛ لكنه مغمور بسبب مغادرته الوسط الفني فترة طويلة، وهو ممثل جيد ذو مستوى مهم، لكنه يحتاج الآن إلى فرص أكبر، وعلى الصعيد الإنساني وبالمجتمع السوري يعتبر ناشطاً حقيقياً لدعم وتحقيق التكافل الاجتماعي، وهو شخص ودود ومتفانٍ للغير ويُؤْثر صاحب الحاجة على نفسه، وأتمنى أن نقف معه بقدر وقوفه إلى جانب الناس».

يذكر أن الفنان من مواليد "دمشق"؛ حي "الشريبيشات" عام 1959، متزوج؛ وله من الأولاد بنت وثلاثة شباب، في رصيده ثمانية مسلسلات تلفزيونية، ونحو خمس عشرة مسرحية.