تجارب بدأها وشكلت جزءاً من شخصيته، فتمثل الطين والصلصال في أهم لوحاته، ثم اعتمد تجربة الزيت والشمع والنار، ليصل إلى الخط العربي في محاولة لإحيائه، الفنان "علي الكفري" يتحدث لموقع eDamascus عن تجربة شخصية طويلة بدأت منذ أوائل السبعينيات

فقال:

«البداية الفنية كفنان كانت مع الإنسان المناضل الفلسطيني الذي يتبنى قضية أمة، فكانت لوحاتي تجسد مواقف النضال وبعض المجازر الصهيونية في "قانا" و"غزة"، لكن الفن لم يخلق لقضية واحدة وشعب واحد خاصة أن مرحلة الإحباط وصلت ذروتها في المعارض التي تجذب الحضور الرسمي لكن رصيد الفنان يبقى فارغاً حتى في أموره المادية».

تأسر لوحات الفنان "علي الكفري" الناظر منذ أن يراها ولعل هذا هو السر في الإقبال الهائل على شراء لوحاته، فهي تتسم بطبيعة تراثية خالصة سهلة الاستدلال على الفنان الذي أبدعها، ورغم أنني من مواليد الأرجنتين إلا أنني أرى الوطن العربي في لوحاته ففي كل جزئية ترى موطناً وتراها تصب في بوتقةٍ واحدةٍ هي التراث

  • كيف كانت بدايتك مع التراث العربي والمرأة؟
  • التراث في أعماله

    ** لا يمكننا الفصل بين التراث العربي والمرأة لأنها جزء هام من تاريخ الأمة وحاضرها، البداية كانت مع الأواني الفخارية والتراث الدمشقي العريق من النحاسيات والفضيات بعد أن عشت فترة إحباط قاربت من العام، ورغم أن هذا النمط من الفن عاش معي منذ الطفولة عندما كنت أذهب إلى الحقول وأرسم ما أراه على كتبي التي أعتبرها معارض صغيرة، إلا أنني حاولت إضافة ما هو جديد لهذا الفن عن طريق البحث المستمر، فأضفت إليه الشمع والزيت بعد إسالته بالنار وكانت اللوحات المخرجة تركيبة جديدة في عالم الألوان لم يستطع أي فنان التوصل إليها فرسمت المرأة بتفاصيلها وأخذت المرأة الجزائرية حيزاً من عالم المرأة لدي لما تتميز به النساء القرويات الجزائريات من محافظة على التراث الذي بدأ من الأواني الفخارية كما يعرفه المؤرخون وصولاً إلى جسد المرأة.

    * حدثنا عن تجاربك الفنية؟

    ** أخذت التجربة التراثية حيزاً كبيراً من مسيرتي الفنية ومع إدخال الشمع شكلت مزيجاً من اللون والحس الفني العالي، ومع انتشار الصحافة الالكترونية وبقاء الصحف المكتوبة على أرصفة الطرقات حاولت أن أعطي للصحيفة بعداً فنياً من خلال تسخير الكتابات والرسومات في اللوحة فأضافت هذه الرسومات بعداً فنياً للوحة التي رسمتها بالألوان دون وجود أية آثار للنسخة الورقية وإنما عملية طباعة فنية لتنتج اللوحة الواحدة عشرات اللوحات الدقيقة من خلال الجزئيات والتفاصيل، التجربة الثالثة مع الخط العربي ومحاولة إحيائه في العمل الفني مع عدم تركيزي على نمط الخط وتفاصيله بل على الرؤية الفنية له من خلال التركيز على الآيات القرآنية وهو ما أعتبره أحد الأعمال التراثية التي أقوم بها.

    المرأة وشخصيتها الريفية

  • ماذا قدمت لك دراسة الماكياج في مصر على الصعيد الفني؟.
  • ** دراستي لقسم الماكياج في مصر لم تكن سوى فرصة تعلمت من خلالها بعض تقنيات السينما الأميركية التي لم تتوافر مقوماتها في بلادنا حتى الآن، لكنني حرصت على الالتصاق بكلية الفنون الجميلة من خلال أصدقائي، ولعلها أضافت مخزوناً معرفياً إلى تركيبة اللون في لوحاتي ليخرج متناسقاً وإلى التركيبة الجزئية للوحة لتتكون من الكثير من اللوحات التي تحمل عدة معانٍ لم أكن أفكر أن تظهر على ما هي عليه.

    رسوم فخارية

    عن التجربة الغنية للفنان "علي الكفري" تحدث الفنان "ماريو موصللي" فقال: «تأسر لوحات الفنان "علي الكفري" الناظر منذ أن يراها ولعل هذا هو السر في الإقبال الهائل على شراء لوحاته، فهي تتسم بطبيعة تراثية خالصة سهلة الاستدلال على الفنان الذي أبدعها، ورغم أنني من مواليد الأرجنتين إلا أنني أرى الوطن العربي في لوحاته ففي كل جزئية ترى موطناً وتراها تصب في بوتقةٍ واحدةٍ هي التراث».

    وتحدث الفنان "برصوم برصوما" عن التكوين الكلي للوحات الفنان فقال: «أصبح توجه الفنان التشكيلي العربي المعاصر، لتأكيد هوية فنية متميزة في منجزه الإبداعي الحديث، تشير إلى خصوصية المكان الذي ينتمي إليه هذا المنهج، والتاريخ العريق والأصيل الذي يستند إليه مبدعه ليشكل ظاهرة فنية لافتة، ففي لوحاته يكرس الفنان قوة التأثير ويمزجها في الذائقة الجمالية للمتلقي عربياً كان أم أجنبياً ذلك لأن الفنان التشكيلي الذي يعالجها في منجزه الإبداعي، يقوم بانتخاب عناصر ومفردات وأشكال معينة منها، ثم يعيد ترتيبها وتنظيمها وتصويرها في لوحة معبرة، مدروسة القطع والتكوين والمضمون والألوان».

    والفنان "علي الكفري" من مواليد فلسطين عام /1947/ نزح مع أهله إلى دمشق وتخرج في معهد إعداد المدرسين فيها، بدأ مسيرته الفنية منذ عام /1970/، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب والسوريين، والتشكيليين الفلسطينيين، عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، عمل في التلفزيون والصحافة والإخراج الفني لعدد من الصحف، شارك في جميع المعارض الرسمية لوزارة الثقافة ونقابة الفنون الجميلة، له معارض فردية ومشتركة في عدد كبير من الدول العربية والأجنبية: ألمانيا، اسبانيا، البرتغال، سويسرا، فرنسا، الاتحاد السوفييتي سابقاً، العراق، الجزائر، السعودية، الكويت، اليمن، الإمارات، بلغاريا، إيران، سورية.

    أعماله مقتناة في كل من: "المتحف الوطني دمشق"، "المتحف الوطني الرياض"، "المتحف الوطني الإيراني"، "القصر الملكي بالرياض"، ومقتنيات خاصة في سورية، لبنان، الأردن، الكويت، "أبوظبي"، المغرب، قطر، الجزائر، بلغاريا، ألمانيا، كندا، الأرجنتين، اليونان، تركيا، هولندا، الصين.