«تعتبر ميزة المركز الثقافي العربي في "أشرفية صحنايا" بانه ذي خصوصية في نشرالثقافة وانتقائه المحاضرين المتميزين، بالإضافة إلى عوامل متعددة لنشرها خارج المركز من خلال المكتبة التي تحتوي على اكثر من 2600 عنوان من الكتب التاريخية والادبية والدينينة والطبية، والأهم العلاقة القائمة بين أهالي البلدة والمركز والمساهمة في اختيار المحاضرين والأدباء والشعراء».

الحديث كان لأحد أهالي بلدة "الأشرفية" ومن أصدقاء المركز السيد "صالح نصر" وهو كاتب ومهتم بالثقافة لموقع eSyria بتاريخ 24/8/2009 والذي أضاف بالقول: «على الرغم من أن المراكز الثقافية تعيش هذه الأيام موجة من الخط البياني فبعضها ينداح نحو الأعلى وبعضها يهبط مع تواتر الفعاليات الثقافية، لكن الإقبال الثقافي في "الأشرفية" مميز ويكثر عادة في المحاضرات التي تتميز بحضورها الإنساني والاجتماعي والفكري، والتي من شأنها معالجة قضايا المجتمع والفكر، فكثير ما نلاحظ أن الأمسيات الموسيقية، ومحاضرات الطبية، يحضرها الكثير، وتقل في الأمسيات الأدبية، ويعود السبب في رأي إلى العزوف الثقافي السائد، وانتشار الفضائيات والانترنت وغيرها من وسائل الاتصال الداخلية والخارجية».

عندما يخصص لي محاضرة في مركز "الاشرفية" اشعر بسعادة لسببين الأول الكرم والحفاوة التي يمتازون بها أهل "الاشرفية"، والثانية الحضور المميز والحوارات والنقاشات التي تطغى على جو المحاضرة ما يزيدها جمالاً ومتعة من خلق علاقة بين الحضور والمحاضر، ويعود ذلك إلى شخصية رئيس المركز الثقافي الذي بدوره يدير الحوار بمركزية متقنة وبلغة رصينة، وأستطيع القول أنه من المراكز الثقافية المميزة حقاً

الأستاذ "فرحان الخطيب" مدير المركز الثقافي العربي "بأشرفية صحنايا" الذي بدأ قائلاً: «تتميز أهالي بلدة "الأشرفية" بحبهم للكرم والجود وللثقافة وهذا ما ساهم في نحاج المركز الثقافي فيها، ولقد حاولنا من خلال المركز أن نجعل العلاقة وطيدة ما بين المركز وبين المواطنين بكافة فعالياتهم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية من خلال أصدقاء المركز الذين يقترحون عناوين المحاضرات والنشاطات التي تقام، وهذا ما يساهم في تفعيل دور الثقافة في تنمية الوعي المجتمعي، وجعل الفضائيات في خدمتها بدل من الإبعاد عنها».

الكاتب صالح نصر

وعن الجهات المستهدفة في النشاطات الثقافية بين الأستاذ" الخطيب" بالقول: «هناك تنويع لنشاطات فكرية، وسياسية، وأدبية، بهدف تعويد الناس على القراءة وارتياد المكتبة التي تحتوي على أكثر من 2700 عنوان من الكتب القيمة في مكتبة المركز، وقد أقمنا تفاعل مع المنظمات الشعبية كالاتحاد النسائي والرياضي وشبيبة الثورة والجمعيات الأهلية حيث يتم التقاطع معهم في اعتماد النشاطات الثقافية المشتركة، علهّا تأتي بمنتج ثقافي يعمم على الجميع وخاصة وإننا في عصر الفضائيات والانترنت نبتعد قليلاً أو كثيراً عن دفء العلاقة بين الفرد الإنسان، والكتاب، وبوجه نظري أن الكتاب يبقى بمثابة الأم لإعطاء المعلومة الحقيقية الراسخة في ذهن المتلقي لأن استخلاصها جاء نتيجة جهد ومثابرة وليس بسهولة التي ينشدها المرء على شاشة كمبيوتر أو تلفزيون».

وعن الإقبال لحضور المحاضرات بين الأستاذ "فرحان الخطيب" بالقول: «عندما نضع خطة المركز الربعية نقوم بتوزيعها إلى كافة دوائر الرسمية، وقبل كل المحاضرة أو ندوة أو أي نشاط نقوم بالإعلان عنه قبل أسبوع من إقامته، مع محاولة نشر أخبار عنه في المفكرة الثقافية بالصحف الرسمية، وهناك بعض المحاضرين يأتي التلفزيون ويقوم بتغطية نشاطهم الثقافي، كما يتم الاتصال مع العديد ممن لا تصلهم إعلاناتنا، وهذا ما يجعل الحضور مميز في مركزنا والأهم حرص أهل "الأشرفية" على تحقيق التميز لمركزهم الثقافي الذي هو جزء من تاريخهم الاجتماعي والإنساني والفكري».

جانب من صالة العرض

الآنسة "عتاب خطار" أمينة المكتبة في المركز أوضحت قائلة: «لقد وضعنا في خططنا تسهيل عمليات الاستعارة للكتب ومكتبتنا تحتوي على أكثر من 2700 عنوان من الكتب النادرة والمرجعية، الأمر الذي جعل الإقبال على المركز، إذ تم تسجيل عدداً كبيراً من قراء الروايات العربية والعالمية، والكتب الطبية والفلسفية والسياسية والدينية، وتاريخية وتراجم والدراسات الأدبية والنقدية والشعرية وأدب الأطفال، إضافة للمعارض الفنية بأنواعها المختلفة التي تقام في صالة المركز، فقد عمل المركز على إحداث صالات عرض إلى جانب المكتبة لغاية تشجيعية فقد حدث إن أقيم العديد من العروض الفنية للفنانين تشكيليين».

وعن سؤالنا أستاذ الأدب في جامعة دمشق الدكتور" ماجد أبو ماضي" وهو أحد المحاضرين في المركز عبر الهاتف بين قائلاً: «عندما يخصص لي محاضرة في مركز "الاشرفية" اشعر بسعادة لسببين الأول الكرم والحفاوة التي يمتازون بها أهل "الاشرفية"، والثانية الحضور المميز والحوارات والنقاشات التي تطغى على جو المحاضرة ما يزيدها جمالاً ومتعة من خلق علاقة بين الحضور والمحاضر، ويعود ذلك إلى شخصية رئيس المركز الثقافي الذي بدوره يدير الحوار بمركزية متقنة وبلغة رصينة، وأستطيع القول أنه من المراكز الثقافية المميزة حقاً».

عتاب خطار امينة المكتبة

بقي أن نتساءل هل وجدت المراكز الثقافية لتبادل الثقافة بين أفراد المجتمع أم لتجسيدها ونشر وعي ثقافي جديد؟..

وهل نجاح المراكز يحتاج إلى معاناة من القائمين عليه، أم من المتلقي، أم من المحاضر التلقيني التقليدي ،في عصر الفضائيات ووسائل الاتصال المتعددة؟.. أسئلة عديدة تترك للمهتمين في تطوير الثقافة.