آلة "الهارْب" من الآلات الموسيقية النادرة في العالم، ونحن هنا مع شابة سورية في مطلع عمرها تعزف على هذه الآلة الفريدة، إنها "رهف شيخاني" خريجة المعهد العالي للموسيقا في "دمشق".

موقع "eSyria" التقى مع "شيخاني" في المعهد العالي للموسيقا والتي حدثتنا بدورها عن حياتها الموسيقية وأهمية هذه الآلة وتواجدها في سورية بلد الموسيقيين والأدباء والشعراء.

أعتقد أن الموسيقيين في سورية لم يأخذوا دورهم الكافي، فيجب أن تكون هناك فرص أخرى وأن تكون هناك ظروف تساعدهم على الإبداع والعمل بهذا المجال الموسيقي المهم

هنا تقول "رهف" وهي تسرد لنا قصتها مع عالمها الموسيقي: «أنا أعيش في بيت موسيقي، فمنذ صغري أدرس في المعهد العربي للموسيقا وتخصصي بالهارب كانت فكرة صائبة برأيي لما لهذه الآلة من أهمية موسيقية كبيرة، فهي تحتضن بين أوتارها معزوفات راقية وهادئة، وخلال دراستي في كلية الفنون الجميلة بقسم الاتصالات البصرية ازداد إصراري على تعلم "الهارب" بقوة أكثر، ودراستي للاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة، ودراسة الموسيقا أرى لهما منبتاً فنياً واحداً تفرع إلى الاختصاص بهذين المجالين».

آلة "رهف" ترافق الموسيقى

تكمل "رهف" حديثها وهي تبتسم: «أحياناً نوعية ما أقدمه من عمل أو فكرة تدل أن هناك صلة بين عملي في الاتصالات البصرية والموسيقا، وأنهما يدعمان بعضهما البعض وطبعاً ليس بالضرورة أن كل من يدرس الفنون الجميلة يستطيع أن يختص بالموسيقا أو بالعكس، فأنا أحس أنني أبدع بجمعي لهذين النوعين من الفنون».

وعن العوامل التي ساعدتها لتصل إلى الدمج بين عالمها الموسيقي والفني تقول: «ربما الظروف ساعدتني كثيراً وكذلك بيئتي التي شجعتني للعزف على آلة "الهارب"، ولمعهد "صلحي الوادي" الفضل الكبير في وصولي إلى التمكن من العزف على هذه الآلة التي تشبه نوعاً ما البيانو، آلة تجعلك تحلق معها عندما تعزف».

أما عن آلة "الهارب" وأنواعها فتقول "شيخاني": «آلة "الهارب" لها أنواع عديدة ولها أشكال كثيرة شبيهة بالقانون، وآلتي من نوع الكلاسيك، وهي آلة قديمة كثيراً، كانت موجودة في هذه المنطقة وفي "مصر" تطور شكلها عبر العصور، والكلاسيك لها قياسات متعددة ولكل نوع منها إشارات تحويل معينة ومنها 45وتراً و47 وتراً، وأنا أتخيل أنها آلة فردية، وبالاستماع لصوتها فقط تشعر بأنك تحلق كما قلت سابقاً، موسيقاها توصلك لحالة عالية ولها خط وحس معين وفيها نوعية قطع جميلة ترحل بك إلى عالم موسيقي مميز عن الآلات الأخرى».

"رهف شيخاني" من العازفات السوريات اللواتي لهن مشاركات جميلة في تجربتها على المسرح، هنا وعن إحدى تجاربها في العزف مع قراءة الشعر تقول: «"شاعرات عربيات" كانت أمسية شعرية مميزة وتجربة أولى بالنسبة لي بالوقوف على المسرح والارتجال، ومرافقة الشعر كانت تجربة فريدة وجميلة أعطتني أشياء كثيرة، أحسست وقتها أن هناك بعداً آخر لهذه الآلة لم أكن قد اكتشفته بعد، وكنت لآخر لحظة مترددة في المشاركة بهذه الأمسية، ولكني أشعر بأني نجحت في هذه التجربة وأفادتني نوعاً ما وطورتني بنقاط معينة مهمة».

أما عن وضع الموسيقيين في سورية تقول: «أعتقد أن الموسيقيين في سورية لم يأخذوا دورهم الكافي، فيجب أن تكون هناك فرص أخرى وأن تكون هناك ظروف تساعدهم على الإبداع والعمل بهذا المجال الموسيقي المهم».

وعن حلم "رهف شيخاني" في المستقبل تقول: «حلمي في مجال عملي بالفنون الجميلة أن أعمل ولو نقطة صغيرة جداً بمستوى التذوق البصري، وأن أعمل على أن يكون هناك نوع من الجمهور يتذوق الإعلان ويتمتع بحس ونظرة جميلة يهدف إلى تطوير المستوى الإعلاني، أما في مجال الموسيقا أن أطور نفسي وأقدم أكثر من هذا العمل، وأتمنى لنا كموسيقيين أن يعمل كل واحد منا أكثر، وأن يقدر المستمع عزف الموسيقيين ليرتقوا أكثر، كما أرجو من الجهات المسؤولة أن يستوعبوا هذه المواهب ويشجعوها، وأن تكون هناك حفلات كثيرة يرغب بها الجمهور».