للإبداع حالات كثيرة، منها ما يحدث أثناء تعرض الإنسان لمواقف تفرض عليه ذلك، ومنها ما يأتي بعد التحصيل العلمي الخاص بالمبدعين، فالكثير من الموسيقيين مثلاً يبدعون في أعمالهم بعد نهاية تحصليهم العلمي الخاص بدارسة الموسيقا، وفي الواقع إن الإنسان المبدع تتكون عنده حالات الإبداع الجاد بعد التراكمات التي يتعرض لها.

ومن الأشخاص الذين أبدعوا دون تعليم الشاب "فراس نمورة" الذي أتقن العزف على ثلاث آلات موسيقية دون التعلم في أي معهد أو مدرسة موسيقية، وبتاريخ 15/3/2009، التقى موقع esyria الشاب "فراس"، الذي حدثنا عن تجربته بقوله: «منذ المرحلة الابتدائية أحب سماع الموسيقا الشرقية، وخصوصاً تقسيمات الفنان "فريد الأطرش"، لذلك كنت أحاول تقليد الفنان "فريد" عندما يعزف على العود، ولحسن الحظ فوالدي كان يمتلك هذه الآلة لأنه مولع بها منذ الصغر، وبعد فترةٍ من الزمن لاحظ والدي هذا الاهتمام فزودني بالمبادئ الرئيسية للعزف، وخلال سنتين بدأت عزف ألحاناً غير أكاديمية لكنها موزونة وفيها الحس الموسيقي».

منذ المرحلة الابتدائية أحب سماع الموسيقا الشرقية، وخصوصاً تقسيمات الفنان "فريد الأطرش"، لذلك كنت أحاول تقليد الفنان "فريد" عندما يعزف على العود، ولحسن الحظ فوالدي كان يمتلك هذه الآلة لأنه مولع بها منذ الصغر، وبعد فترةٍ من الزمن لاحظ والدي هذا الاهتمام فزودني بالمبادئ الرئيسية للعزف، وخلال سنتين بدأت عزف ألحاناً غير أكاديمية لكنها موزونة وفيها الحس الموسيقي

ثم أضاف: «وبسبب الأوضاع المادية الصعبة لم أستطع دخول المعاهد الموسيقية من أجل التعلم رغم قلة تكاليفها، وبعدما نلت الثانوية العامة لم أستطع الدخول إلى المعهد العالي للموسيقا بسبب مسألة السن الذي أدركني عندما تقدمت إليه، عندها تخليت عن فكرة الدراسة الأكاديمية ودخلت سوق العمل فتوظفت في إحدى الشركات الخاصة ووفقني الله بذلك، ومن خلال الرحلات التي كانت تقوم بها الشركة تعلمت العزف على "الغيتار"، وقتها تعرفت على أحد الطلاب في المعهد العالي للموسيقا، وقرر مساعدتي من خلال تقديم النوتات الموسيقية لأنه من غير الطبيعي وغير العلمي أن أبقى أعزف ما أسمعه فقط، وبفضل مساعدته الكبيرة أصبحت أملك القدرة على فك رموز النوتة الموسيقية وتطبيقها عزفاً، وهو ما شجعني على الاستمرار في هوايتي التي طالما أحببتها وسوف استمر بها رغم كل الأوضاع الصعبة»

الشاب "فراس نمورة"

وعن عزفه على "البيانو" أضاف: «زوجة خالي رحمها الله كانت عازفة على البيانو، وعند ذهابي إلى بيت خالي وأنا صغير، كنت أنتهز الفرصة من أجل العزف حتى لاحظتْ اهتمامي الكبير بالآلة، فقررت إعطائي الدروس، وبعد البدء بشهرين، انتقلت إلى رحمته تعالى، ما انعكس على نفسيتي سلباً وقررت وقتها ترك الموسيقا نهائياً، فلاحظ خالي تأثري الشديد فأتى إلي وأصر على أن أكمل في الجانب الموسيقي لأن زوجته كانت قد أوصت بإعطائي البيانو عند موتها، إضافة إلى قولها "هذه الآلة ليست قطعة من ديكور المنزل ويجب العزف عليها دائماً من أجل أن تبقى حية"، وبالفعل قررت الاستمرارية في عزف البيانو والعود والغيتار، وأصبحت أقرأ النوتة الموسيقية بشكل كامل وبحرفية موسيقية جيدة، وخلال السنة الماضية تقدمت إلى نقابة الفنانين وقبلت بصفة متمرن بهدف الحصول على رخصة أستطيع من خلالها افتتاح معهد لتدريب الموسيقا لمن ليس لهم القدرة على التعلم من الناحية المادية، فسوف أعلم هؤلاء الشبان والشابات دون مقابل مادي».

وهو يعزف على "الغيتار"
دوزان الآلة ضروري قبل العزف