الابتسامة كانت عنوانهم الدائم. أما سرعة الاستجابة، والحرص على تقديم أفضل دعم، وفي أي وقت فكانت السمة الأبرز لعملهم:

"نور الشطّي، ديمة مصارع، كارولين كنج، ديمة أباظة، وزاهر عمرين"؛ أسماء يتذكرها الصحفيون السوريون جيداً، ممن واكبوا فعاليات احتفالية "دمشق" عاصمة الثقافة العربية/2008 بالتغطيات الصحفية.

شكلت تلك الأسماء قسم الاتصالات في الاحتفالية الذي قدّم على مدى عامٍ كامل كل ما يمكن أن يحتاجه الصحفي من دعمٍ ليقوم بتغطية صحفية متكاملة، كالبيانات الصحفية التي كانت تصلنا بشكلٍ منتظم قبل كل فعالية، وتأمين التذاكر المجانية اللازمة لحضور النشاطات، وخدمات النقل بالنسبة للفعاليات التي كانت تتم خارج مدينة "دمشق"، بالإضافة إلى تحديد مواعيد إجراء المقابلات مع الشخصيات التي استضافتها الاحتفالية على مدار العام، وتزويد الصحفيين بمجموعةٍ غنية من الصور التي كانت تأتينا في اليوم التالي مباشرة من كل فعالية، وغير ذلك من الخدمات التي قدّمها قسم الاتصالات للصحفيين...

ديمة مصارع في مكتبها في مجمع دمر الثقافي.

وتحت ضغط العمل الشديد، وبسبب اختلاف أمزجة الصحفيين، لم تخلُ العلاقة مع قسم الاتصالات من الشد والجذب، إلا أنهم استطاعوا أن يجعلوها أقرب إلى الود من الاختلاف، بل غلب على هذه العلاقة الكثير من الطابع الشخصي والإنساني، ففي الكثير من الأحيان كانوا يتصلون للاطمئنان على من يلاحظون غيابه عن تغطية الفعاليات، بغض النظر عمّا كان ينشر أو يبثّ أو يقال...

وتقديراً منّا لجهودهم التقى موقع "eSyria" بفريق الاتصالات في مقرهم الكائن بمجمع "دمّر" الثقافي، وبسبب ضغط العمل لديهم لم نتمكن من الحديث إلا مع "نور الشطي، وديمة مصارع، وديمة أباظة" مع تقديرنا لانشغال بقية أعضاء الفريق..

ديمة مصارع و نور الشطي في مكتبهما في مجمع دمر الثقافي.

"نور" أعطتنا فكرة شاملة عن عمل قسم الاتصالات في الاحتفالية منذ بدايات تأسيسه في مطلع العام /2008: «بدأتُ التجربة في تكوين قسم الاتصالات مع "لواء يازجي" وكنّا نتواصل في البداية مع عشرة صحفيين فقط، ثم أخذنا قوائم بأسماء الصحفيين المعتمدين من قبل وزارة الإعلام، كما اعتمدنا أيضاً على معارفنا الشخصية، ليكون لدينا قائمة موسعة بأسماء الصحفيين السوريين الذين واكبوا فعالياتنا منذ البداية، وشيئاً فشيئاً تضخم عملنا، لدرجة أننا أصبحنا بحاجة إلى دعم أكبر من أفراد آخرين، فانضم إلينا كل من: "زاهر عمرين، كارولين كنج، ديمة أباظة، وديمة مصارع" وهكذا تكوّن قسم الاتصالات في الاحتفالية بشكله المعروف لديكم.

"زاهر عمرين": كان مسؤولاً عن إعداد كل البيانات التي ترسل للصحفيين قبل كل فعالية، وذلك بالاعتماد على المعلومات التي كانت ترده من المبرمجين.

ديمة أباظة في مكتبها بمجمع دمر الثقافي.

"ديمة مصارع": كانت مسؤولة عن التواصل مع الصحافة الإلكترونية، وتقديم الدعم اللازم للصحفيين على أرض الحدث، بالإضافة إلى إرسال صور الفعاليات المختلفة للصحفيين.

"ديمة أباظة وكارولين كنج" كانتا مسؤولتين عن التواصل مع الإذاعات السورية، بالإضافة إلى عمل "ديمة أباظة" في أرشفة ما ينشر في الصحافة المطبوعة عن الاحتفالية.

"لواء يازجي": استلمت ملف الصحف الرسمية السورية، بالإضافة إلى عملها الأساسي في برمجة وتنسيق ملف العروض المحلية (مسرح، ورقص).

وأنا كنت مسؤولة عن التواصل مع الإعلام المتلفز في الاحتفالية..»

وأضافت "نور الشطي": «كنّا نقوم أيضاً بتخطيط وتنفيذ الحملات الإعلامية والإعلانية المرافقة لكل الفعاليات، وذلك بالتعاون مع بقية فريق الاحتفالية، ولم يكن عملنا مكتبياً بقدر ما كان ميدانياً،

وقائماً على فكرة إقامة علاقات دائمة ومستمرة مع الصحفيين تلبي كل احتياجات الإعلام الذي يواكب الاحتفالية، بدءاً من التنسيق للتغطيات الصحفية، وصولاً إلى أرشفة كل ما ينشر عنها..»..

وعن علاقتهم بالصحفيين قالت "نور": «اتسمت هذه العلاقة بالإيجابية عموماً، رغم بعض الخلافات وسوء الفهم تحت ضغط العمل الشديد، إلا أنها في النهاية كانت جيدة، وطغى عليها البعد الإنساني أكثر من الصفة الرسمية، وخلال تجربة عامٍ كامل كسبنا الكثير منهم كأصدقاء على المستوى الشخصي..»

"نور الشطي" خريجة كلية الآداب – جامعة "دمشق"- قسم المكتبات والمعلومات، وسبق لها العمل لمدة ثمانية سنوات في مجال الدراسات الإحصائية والإعلانية، انضمت إلى فريق العمل في الاحتفالية منذ شهر "أيّار"/2007 م، وأضافت لها هذه التجربة الكثير على الصعيد الشخصي، وعن ذلك قالت: «إن فترة عملي في الاحتفالية تعادل كل سنوات عملي السابقة، حيث اكتسبت المزيد من الخبرة في مجال عملي السابق، بالإضافة إلى مهاراتٍ جديدة في مجال التواصل مع الأشخاص، وإنجاز المهام المختلفة في الوقت المحدد. وأهم ما في تجربة العمل في الاحتفالية الهامش الكبير من الإبداع في ابتكار الحلول المختلفة للمشاكل التي كنّا نصادفها، لم يكن الأمر بهذه السهولة، وربما أثّر على حياتنا الشخصية، إلا أننا خرجنا بحصيلةٍ مهمة في نهاية المطاف تجعلنا نشعر بالأسف لانقضاء وقت الاحتفالية، رغم ضغط العمل الشديد والمتواصل الذي كنّا نعاني منه...»

وعن أجمل ذكرياتها عن الاحتفالية ختمت "نور" حديثها إلينا بالقول: «أجمل ما في الاحتفالية أنها مكنتنا من الإطلاع على تجارب جديدة بالنسبة لنا. ليس على الصعيد العملي فقط، وإنما على الصعيد الشخصي، حيث استمتعنا بالكثير من الفعاليات مثلنا مثل الناس العاديين من خارج فريق عمل الاحتفالية، هذا بالإضافة إلى الأشخاص الذين لم نحلم يوماً بأن نلتقي بهم وإذا بنا نجتمع بهم في إطار عملنا، وليس كمعجبين بفنهم فقط.. لقد كانت حقاً أياماً جميلة..»

ونبقى في إطار الذكريات حيث أكملنا حديثنا مع "ديمة مصارع" من قسم الاتصالات في الاحتفالية، "ديمة": خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة "دمشق"- قسم الإعلام، كان لها تجربة سابقة في العمل الصحفي كمراسلة في قناة "الحرّة" الفضائية، وعن ذكرياتها في الاحتفالية قالت: «كان لنا ذكريات جميلة مع كل فريق الاحتفالية، ومع الصحفيين الذين ربطتنا بهم صداقات على المستوى الشخصي، رغم بعض الخلافات التي كانت تحدث بين الفترة والأخرى، كما تعرفنا على العديد من الشخصيات الهامة والفنانين الذي شكل التعاون معهم إضافة لنا على الصعيد المهني والحياتي..»

ومن أجمل الذكريات: «اللحظات التي قدّمت بها ثاني حفلات "النساء تغني: كريمة صقلي".. كانت لحظات مربكة، لكنها لم تكن غريبة عني باعتباري كنت مراسلة لقناة تلفزيونية، إلا أنها أغرتني بالمتابعة في هذا المجال بعد انتهاء الاحتفالية..»، وختمت "ديمة مصارع" حديثها بالقول: «كانت تجربة العمل في الاحتفالية تجربة غنية بالنسبة لنا، تعلمنا من خلالها الكثير، وتطوّرت طريقة تفكيرنا،

على الصعيد الشخصي، أصبحت أكثر قوةً، وأعدت اكتشاف طاقاتي الداخلية..»

إن غنى تجربة العمل في احتفالية "دمشق" ليس نابعاً فقط من التخصص، وإنما إمكانية استيعاب المبادرات الفردية، واستثمار قدرات أعضاء الفريق إلى الحد الأقصى، وهذا يتفق مع تجربة "ديمة أباظة" في العمل في الاحتفالية، حيث لم تكن فقط إحدى أعضاء فريق الاتصالات، وإنما عملت ضمن فريق العلاقات العامة أيضاً، وترجمت عرضين مسرحيين من اللغة الإنكليزية..

"ديمة أباظة": خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة "دمشق"- قسم الأدب الإنكليزي، وطالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية- قسم الدراسات المسرحية- السنة الرابعة، بدأت عملها في الاحتفالية كمرافقة لفرقة السيدة " فيروز" التي قدّمت العرض المسرحي "صح النوم" ضمن فعاليات احتفالية "دمشق" عاصمة الثقافة العربية/2008، ثم تابعت عملها في قسمي الاتصالات والعلاقات العامة على مدار العام، وعن ذكرياتها عن احتفالية "دمشق" قالت:

«أجمل ذكرياتي عن الاحتفالية كانت في حفل "زياد الرحباني" الأول، حيث أدى خلل في الكهرباء إلى تأخير الحفل، فطلبوا مني الصعود إلى المنصة من أجل الاعتذار من الجمهور، ولن أنسى هذا المشهد في حياتي، الجموع التي كانت تنتظر "زياد" من أمامي، والأوركسترا الضخمة من خلفي.. لقد كانت لحظاتٍ لا تنسى..»

"ديمة أباظة" لم تعرف على مدار العام وقتاً محدداً للعمل، شأنها في ذلك شأن جميع رفاقها من أعضاء فريق احتفالية "دمشق"، ونجاح أي حدث كان كفيلاً بنسيان التعب: «وكأن شيئاً لم يكن..»

بكلمات "ديمة أباظة" أنهينا حديثنا حول فريق الاتصالات في الاحتفالية، الذين نحمل لهم في قلوبنا كل التقدير.. سواءً الذين التقينا بهم، أم أولئك الذين لم تسعفنا الظروف بلقائهم..

"نور الشطي، ديمة مصارع، كارولين كنج، ديمة أباظة، زاهر عمرين": شكراً لكم جميعاً..