بدأت مشوارها كمذيعة في "القناة الثانية" في "التلفزيون العربي السوري" عام /2000/ لكونها تحمل إجازة في اللغة الانكليزية من "جامعة دمشق"، وكانت خطواتها الأولى في إعداد تقارير ميدانية ثم برامج منوعة وثقافية إلى أن دخلت الحلبة السياسية كمذيعة للأخبار والبرامج السياسية

موقع "eSyria" حاور المذيعة "رشا الكسار" في التلفزيون السوري يوم الخميس 26/12/2008 والبداية كانت بالترحيب.

أشكر موقع "eSyria" مرة ثانية وأتمنى لكم أيضاً النجاح الدائم في عملكم ورصدكم لنبض المجتمع السوري في جميع المجالات

*نرحب بك في موقعنا، ولأن المذيعة غنية عن التعريف بالنسبة للمشاهد من حيث الحضور على الشاشة، ولكن نريد أن نعرف من هي "رشا" قبل أن تصبح في الإعلام؟

المذيعة والإعلامية" رشا الكسار "

**«أشكر موقع "eSyria" على الاهتمام بالاعلاميين، وهذه مسألة هامة، فمن الضروري أن يعرف الجمهور الجانب الآخر من حياة الإعلامي خاصة بيئة العمل وكيف يصنع رسالته ومدى تفاعله مع الأحداث وتقديمها على الشاشة، أما بالنسبة للسؤال فإني أحمل إجازة في "الأدب الانكليزي من جامعة دمشق" وأنا من مواليد "دمشق"– "حي الشاغور"، من أسرة مثقفة حيث يعمل والدي في مجال المحاماة، وأنا متزوجة، وأعمل في التلفزيون السوري منذ ثماني سنوات وقد حققت خلال هذه الفترة الكثير مما كنت أصبو إليه وخاصة في قسم الأخبار الذي أحبه أكثر من باقي الأقسام لأن الأجواء هنا جيدة وأرى نفسي على تواصل مباشر مع الجمهور عبر نشرات الأخبار وتغطية الأحداث».

*السيدة "الكسار"، إذا بدأت مشوارك الاذاعي منذ عام 2002 ماذا تخبريننا عن هذه المرحلة؟

في " منظومة الأخبار "

** «البداية كانت من "القناة الثانية" لكوني أحمل إجازة في "الأدب الانكليزي"، وتم التركيز على إعداد تقارير ميدانية في مجالات عدة، ثم علمت في تقديم البرامج المنوعة والثقافية وبرنامج "مع الطلبة" وبرامج الأطفال حتى العام 2006، وخلال هذه الفترة زادت خبرتي الاعلامية وبدأت أتجه نحو البرامج السياسة وعالم السياسة والمواقف وتفاعلات الأحداث، هذا العالم الواسع الذي يتطلب قدرات هائلة وثقافة عالية ومتابعة دائمة للأحداث، وهو ما سعيت إليه عبر اهتمامي الكبير والدائم لهذا المجال».

*فكيف تحولت هذه الرغبة إلى حقيقة ملموسة ووصلت إلى هذا القسم؟

تحضير واهتمام بأدق التفاصيل

**«جاء نقلي من "القناة الثانية" إلى "قسم الأخبار" بعد إدراك الإدارة لقدرتي في الحوارات الثقافية التي تتقاطع بشكل أو بآخر مع السياسة، وهنا تحقق ما كنت أريده، وبدأتُ عملي في الأخبار بادئ الأمر كقارئة للتقارير ثم تدرجت إلى التقديم من خلال برنامج "الصحافة" إلى أن وصل الأمر إلى قراءة مواجيز إخبارية ونشرات إخبارية لاحقاً، وما أزال أقدم النشرات ومنها نشرة الثامنة والنصف الرئيسية، ووجدت متعة كبيرة في تقديمها وصناعتها مع الزملاء في التحرير، كما أقدم برنامج "في صحف الغرب" وهو على "القناة الثانية" يتحدث عن قضايا منطقة "الشرق الأوسط" في الصحافة الغربية والإعلام الغربي عامة، وهناك برنامج "صحيفة متلفزة" وهو برنامج جديد أقوم بتقديمه على شاشة "القناة الأولى" في التلفزيون».

*السيدة "الكسار" أشرت في بداية الحوار إلى أنك تحملين إجازة في "الأدب الانكليزي"، إلى أي حد تساعدك اللغة الانكليزية في عملك؟

**«كما تعلم، اللغة الأجنبية وخاصة الانكليزية ضرورية في العمل الإعلامي وفي جميع مجالات حياتنا ونلمس ذلك في سفراتنا الخارجية، وعندما بدأت من "القناة الثانية" كان دور اللغة الانكليزية واضحاً في مجال عملي، لذلك أشدد على ضرورة امتلاك الإعلامي للغة الأجنبية وحتى أكثر من لغة وعدم الاكتفاء باللغة العربية فقط، فهي لغتنا ونعتز بها، ولكن التواصل مع الآخرين يحتاج الآن إلى اللغة الانكليزية، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالإعلام؟ لأن اللغة هي الجسر للاتصال مع الآخرين».

  • نعلم أنك أجريت العديد من اللقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية العربية والعالمية هل تحدثينا عن هذه المحطات؟
  • **«هناك محطات كثيرة آخرها حوار مع الرئيس الكرواتي "ستيبان ميسيتش" الذي زار سورية قبل أيام، ولكن أهم الأحداث التي قمت بتغطيتها هما "القمة العربية في دمشق" و"القمة الرباعية السورية الفرنسية اللبنانية القطرية في دمشق" خلال الصيف الماضي، إذ كانت التغطية على الهواء مباشرة ً في القمة العربية لجهة وصول القادة المشاركين فيها إلى "دمشق" وأعمال القمة وكلمة السيد الرئيس "بشار الأسد" وكلمات الوفود المشاركة والمؤتمر الصحفي، حيث كنت في "الاستديو" أحاور الزملاء في مواقع العمل إضافة إلى حوارات متعددة مع مجموعة من الضيوف والباحثين ورجال السياسة والفكر عن "القمة" وأعمالها ولم أشعر بالتعب أبداً بل كنت في غاية الحيوية رغم هذا النشاط المكثف، وتكرر المشهد ذاته في القمة الرباعية في "دمشق" أيضاً والتي جاءت بعد "القمة العربية" بأشهر، يضاف إلى ذلك قيامي بتغطية مؤتمر المرأة العربية في مدينة "أبو ظبي" في دولة "الإمارات العربية المتحدة" بمشاركة السيدة "أسماء الأسد" عقيلة السيد رئيس الجمهورية، وقدمت رسائل عن المؤتمر لنشرات الأخبار».

  • هل ولد هذا التألق والنجاح في مثل هذه الأحداث نوعاً من المنافسة بينك وبين الزملاء المذيعين والمذيعات؟
  • **«من الطبيعي أن يكون هناك منافسة في مفاصل العمل، ولكن أن تكون منافسة شريفة وصحية، أما إذا خرجت عن هذا الإطار تصبح إساءة وتكون نتائجها كارثية ومدمرة، وبالنسبة لسؤالك فإن نجاحي في تغطية الأحداث التي ذكرتها كانت من جهة خطوة على طريق الزملاء الذين سبقونا في المهنة وحققوا نجاحات للتلفزيون السوري في مثل هذه المناسبات، ومن جهة أخرى كان هذا النجاح تعبيراً عن منافسة شريفة مع باقي الزملاء الذين أخذوا فرصتهم لتغطية الأحداث، وأتمنى لجميع الزملاء والزميلات النجاح دائماً، ولا بد من التركيز على مسألة مهمة هي أن النجاح في أي عمل تلفزيوني هي حصيلة جهود مشتركة من المذيع أو المذيعة إلى المعد والمخرج والفني وغير ذلك، وهذا يعكس بيئة التعاون التي يجب أن تتعمق في عملنا خاصة في مجال الأخبار لأن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه».

    *المذيعة "الكسار"، ما أهمية الدورات في تأهيل الإعلامي ونجاحه في العمل؟

    **«لا شك أن مسألة التأهيل ضرورية جداً حيث يطلع المذيع أو الإعلامي على طرائق جديدة للعمل، ولاحظت ذلك من خلال اتباعي لدورات في مجال التقديم والحوار، مثل الدورة التدريبية التي خضعنا لها عند بداية العمل في "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" وتضمنت برنامجاً مكثفاً حول كيفية إدارة الحوارات واللقاءات مع المسؤولين والندوات، ثم اتبعنا دورة في "إذاعة دمشق" وكانت مفيدة جداً، ثم دورة من قبل محطة "BBC" البريطانية وكانت الدورة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في أواخر العام /2006/ بإشراف خبراء من المحطة البريطانية الذين لهم الفضل الكبير في نجاحنا حيث وضعوا الأسس المتينة لآليات العمل من كيفية التحضير للحوارات وإدارتها وطرح الأسئلة والوصول إلى نتائج مفيدة، وكيفية التعامل مع الخبر العاجل وتطوراته والأحداث المفاجئة والتغطية المباشرة والميدانية والندوات التي تتعدد فيها الضيوف والمحاور، وإضافة إلى هذه الدورات فالمتابعة الشخصية للأحداث وحب المذيع للعمل والتخصص في مجال ما أكثر من غيره من المجالات، وسعيه للتجديد والإبداع وهي مسائل أساسية، ومن هنا يمكن ملاحظة الفرق بين مذيع وآخر، والأمر بات يرتبط أيضاً بمدى مشاهدة الجمهور للبرنامج الذي تقدمه المذيعة أو المذيع وبالتالي يتعلق نجاح البرنامج واستمراره بالمذيعة أو المذيع نفسه، فمن غير المعقول أن تجري مذيعة المنوعات حواراً مع شخصية سياسية مثلا ً أو أن يعلق مذيع متخصص في البرامج الدينية على مباراة لكرة القدم، لذلك من الضروري التركيز على هذه المسألة أي مسألة التخصص والتعمق في ذلك لأنها جوهر تطور المذيع ونجاحه».

  • هناك فرق بين مذيعة وأخرى في موضوع تحية المشاهد، هل برأيك يعكس ذلك شخصيتها واحترامها للجمهور؟
  • **« طالما أن المذيعة تدخل جميع البيوت عبر الشاشة فإن تحية الجمهور مسألة ضرورية وتختلف الطريقة من شخص لآخر، ولكن من جهتي أفضل عبارات منها "أسعد الله أوقاتكم بكل خير" و" مساء الخير" و"أهلاً ومرحبا بكم" وأؤكد أن طريقة التحية تجعل المشاهد يتابع النشرة أو لا يتابعها، فمن الضروري أن تكون التحية نابعة من القلب ونحترم الجمهور ونخاطبه بالمحبة والكلمات الجميلة».

    *السيدة "الكسار"، بدأنا نلاحظ في الآونة الأخيرة، تقديم المذيع والمذيعة معاً لمقدمات التقارير في نشرات الأخبار السورية، هل ترين أن هذا الأسلوب جيد أم أنه تقليد لقنوات أخرى؟

    **«هي خطوة نحو تغيير الطريقة القديمة التي كانت تعتمد على قراءة خبر أو مقدمة تقرير للمذيع وآخر للمذيعة وهكذا، وهذا يؤدي إلى إضعاف الفكرة خاصة في مقدمات التقارير، أما الأسلوب الجديد الذي يتبعه بعض رؤساء التحرير في نشراتنا يجعل المقدمة شائقة بحيث تتضمن أكثر من فكرة أو معلومة يقدم المذيع مثلاً الشق الأول للموضوع وتكمل المذيعة الشق الثاني وفق صياغة مناسبة رشيقة يشارك فيها المذيع والمذيعة مع رئيس التحرير، وهذا الأسلوب يشد انتباه المشاهد بشكل كبير».

    *المذيعة "رشا الكسار" نشكرك في نهاية هذا الحديث ونتمنى لك التقدم والنجاح وأن نراك في مواقع متقدمة في الإعلام السوري.

    **«أشكر موقع "eSyria" مرة ثانية وأتمنى لكم أيضاً النجاح الدائم في عملكم ورصدكم لنبض المجتمع السوري في جميع المجالات».