«خضت في مسألة البحث والتوثيق إلى أن جسدت معظم التاريخ والتراث الفلسطيني من لباس وعادات وتقاليد في لوحاتي التي أرسمها.

وكان لأغلب الدول العربية والأوروبية التي زرتها مجموعة من اللوحات التي تجسدها من كل النواحي الاجتماعية والمعيشية باللمسة جمالية غير صارخة ترصدها بدقة وتجريد دون تأثير عاطفي، ولهذا أسعى إلى تجميع كل لوحاتها وتنسيقها لتصبح تاريخاً يوثق كل الدول التي تجولت بها».

أنا إنسان موجود في هذا العالم مثل أي إنسانٍ آخر، ولكن من الممكن أن أختلف بتفكيري وصفاتي فالإنسانية مبنية على الاختلاف من شخص إلى آخر، وهذا التفكير ليس إلا تعبير عن مضموني الداخلي الذي أخرجه على أي لوحة من أجل أن يراها المتلقي بطريقة غير ناطقة بالحرف بال بالألوان

هذا ما قاله الفنان التشكيلي "علي الكفري" لموقع eSyria عند زيارتنا لمعرضه بتاريخ 19/11/2008، في صالة "السيد" "بدمشق"، حيث حدثنا عن تجربته الفنية: «أنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم "المكياج" في القاهرة، إذ أرسلت بناء على ترشيح من وزارة الثقافة للنقص الذي كان موجوداً في هذا المجال لكوني حصلت على أفضل علامة في فحص القبول لدخول كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" وقتها، فكان لي تجربة طويلة مع الفن وخصوصاً الرسم التشكيلي الذي نتج منه رسم 3000 آلاف لوحة على مدار 38 سنة وزعتها في كل أنحاء العالم، ونتيجة لذلك يصبح لدى الفنان تجربة كبيرة ومخزون ثقافي هائل لا يكفيه بأن يرسمه على لوحة صغيرة، فبمجرد وضع ريشته على لوحة يستطيع أن يرسم أي نوع من الرسومات مهما كانت دون صعوبة، ويمكن تسمية هذا بـ"التفجر الفكري" الذي يسمح لك بالرسم في أي وقت بالإضافة إلى أنه يساعدك على استنباط الفكرة من الحالة التي تشاهدها أمامك، وفي الحقيقة انعكس هذا المخزون على عمل لوحاتي من خلال تقديمها بشكلٍ جداري كبير لا يسمح لجدران المعرض أن تستوعبها أحياناً، ما أضطرني إلى عرض اللوحات متوسطة الحجم فقط».

وبالنسبة للألوان التي ينتقيها أضاف: «ألواني في أغلب اللوحات مقتبسة من الألوان المستخدمة في إخراج الصحف لحبي لها وإحساسي بأنها لا تدخل في نطاق الألوان الصارخة أو الهادئة التي يستخدمها الرسامون فهي بينهما، ويمكن أن أسمي الألوان التي استخدمها بالألوان الثقيلة، إلا أن هذه التقنية اعتمدتها من خلال بحثي الطويل الذي لم يأت من عبث بل نتج من خلال تجربة شخصية مقتبسة من طريقة رسم الإغريق والرومان وفناني عصر النهضة الحديث».

وأضاف: «أنا إنسان موجود في هذا العالم مثل أي إنسانٍ آخر، ولكن من الممكن أن أختلف بتفكيري وصفاتي فالإنسانية مبنية على الاختلاف من شخص إلى آخر، وهذا التفكير ليس إلا تعبير عن مضموني الداخلي الذي أخرجه على أي لوحة من أجل أن يراها المتلقي بطريقة غير ناطقة بالحرف بال بالألوان».

الفنان التشكيلي "علي الكفري"

وعن حياته الفنية داخل الأسرة أضاف: «أسرتي تفتخر بفني جداً، إذ لدي ابنة كانت ترسم منذ المرحلة الابتدائية وعندما كبرت فضلت دخول قسم اللغة الإنكليزية في جامعة "دمشق" على دخول كلية الفنون الجميلة لأنها تعتبر الفن هواية لا يحتاج الفنان لكي يدرسها إلا إذا تخصص بها، وهي الآن تقوم بالرسم كهواية فقط لأنها مقتنعة بذلك ولا يمكنني أن أتدخل بحياتها أبداً».

"علي الكفري" من مواليد 1947 "فلسطين" نزح مع أسرته إلى "دمشق" التي طالما أحبها واعتبرها وطناً له وحاضناً لأعماله منذ بداية تكوين شخصيته الفنية إلى أن جسدها بكثير من اللوحات المعروضة في أهم المعارض العالمية.