«رغم أنني لم أكمل دراستي العلمية، إلا أن مساعدة وتشجيع والدي ورب العمل لي، ساهم في بناء مؤسسة أحلامي التي كنت أطمح إلى أن أراها يوماً ما.

بدأت القصة بعملي في معمل السيد "صلاح مارديني" للأنسجة، ومن هذا العمل تعلمت كل شيء وتوفقت وأصبح لدي معمل لصناعة "الجوارب"».

في المدرسة كان مستواي العلمي متدنياً بعض الشيء، وبعد أن حصلت على الشهادة الإعدادية، قررت التفرغ للعمل بمساعدة والدي الذي قال لي: «يجب أن تفلح في عملك، وتتخذ من النجاح هدفك

هذا ما قاله الشاب "بسيم علي بك" لموقع eSyria بعد لقائنا معه في منشأته الصناعية الصغيرة التي أنشأها رغم صغر سنه ورغم كل الصعاب التي واجهته.

خط الإنتاج في المعمل

26 عاماً ويملك معملاًَ في حي القدم، وعند زيارتنا للمعمل حدثنا عن قصته بتاريخ 14/10/2008،

«في المدرسة كان مستواي العلمي متدنياً بعض الشيء، وبعد أن حصلت على الشهادة الإعدادية، قررت التفرغ للعمل بمساعدة والدي الذي قال لي: «يجب أن تفلح في عملك، وتتخذ من النجاح هدفك»، وضعت هذه الكلمات كأساسٍ ومبدأ لي وعملت عليها في الماضي وسأستمر بالعمل عليها في المستقبل، فبحث حتى وجدت عملاً عند السيد "صلاح مارديني" الذي علمني كل تفاصيل المهنة تقريباً، وأصبحت خبير بصيانة ماكينات صناعة النسيجيات- ماركة sdm الأجنبية، ثم أصبحت أملك خبرة كبيرة حتى في إدارة المشاغل، حينها قررت أن أعمل بمفردي، وقمت بافتتاح محل صغير لي بمنطقة "باب شرقي" عملت به بمفردي بوجود ماكينتين sdm كنت قد أصلحتهما عند السيد "مارديني" فأعارني الماكينتين لحين نجاحي بالمشروع، وبعد فترة اشتريت منه الماكينتين بمساعدة والدي الذي دفع ثمن واحدة وأنا دفعت ثمن الأخرى، عندها بدأ مردود هذا المحل يكبر، وأصبح لي بعض الزبائن في أسواق دمشق الصغيرة، إلا أن مشاركتي للسيد "سامر فزع" في الشغل انعكست على عملي بشكل إيجابي فعندما شاركني بماكينتين جديدتين بالإضافة إلى خبرته الكبيرة بالعمل والإنتاج، ثم وسعنا عملنا إلى أن استأجرنا هذا المعمل الحالي في منطقة "القدم" "بدمشق"، وأصبح لدينا أربع ماكينات ودرزة وحبكة وعاملين، وبعد محاولة ناجحة في تصديري لكمية من الإنتاج إلى دولة عربية، ربحت مبلغاً جيداً سمح لي بشراء خمس ماكينات جديدة ومكبس ورشة، لذلك أصبحت أطلب عمالاً أكثر ومن الجنسين، وانتهجت نهج رب عملي السابق في تعليمي لأصول المهنة للعمال الموجودين لدي من أجل أن أفتح الطريق لهم لكي يصنعوا لنفسهم حياة مهنية جيدة وناجحة مثل الذي صنعته لنفسي، اتبعت فيها مبدأ السعي الدائم للتطوير حتى أصبح لدي حوالى عشرين عاملاً وعامله و12 ماكينة رئيسية، وكل أنواع الماكينات الفرعية المسؤولة عن إنتاج "الجوارب" بشكلها النهائي، في حين وسعت عملي الآن ليشمل إنتاج كل أعمال "القطنيات" تقريباً، بماركتين مسجلتين لدى وزارة الصناعة، أولهما ماركة "البسيم" للأسواق الداخلية، و"جاكسون" للأسواق الخارجية وخصوصاً الأوربية منها، وأنا الآن أطمح إلى افتتاح عشرين معملاً ليس لي بل إلى العمال الذين يعملون عندي، فأتمنى أن يخوضوا نفس التجربة في تحقيق حلمهم لينجحوا في عملهم وهم يستحقون ذلك، أما على مستواي الشخصي فالشهادة العلمية ما تزال تنقصني، فمهما كان لدى الإنسان من أموال يبقى ناقصاً إن لم يكن لديه شهادة علمية يفتخر بها أمام أبنائه، وأنا مصمم على أن أتقدم إلى الثانوية العامة، عندما يتسنى لي الوقت الضروري الذي يسمح لي بذلك، وإن لم أحصل على هذا الوقت فسوف أعتني بابني الحالي "محمد" جيداً إلى أن يحقق ما عجز والده عن تحقيقه».

الشاب "بسيم علي بك"
أحد العمال في الورشة