بعد /33/ سنة من مزاولة المهنة في بلدة "جرمانا" يرى الدكتور "إحسان عز الدين":

«الشعبية التي حصلت عليها تطلبت مني الكثير من الجهد والصبر والسهر والالتزام، وهي نتيجة سنين من الثبات في النهج وصدق العلاقة بين الطبيب ومرضاه ومجتمعه».

الشعبية التي حصلت عليها تطلبت مني الكثير من الجهد والصبر والسهر والالتزام، وهي نتيجة سنين من الثبات في النهج وصدق العلاقة بين الطبيب ومرضاه ومجتمعه

ولد الدكتور "إحسان عز الدين" في مدينة "السويداء" عام /1943/ ، درس الطب في جامعة "دمشق" وحصل على شهادة الدكتوراه في الطب البشري اختصاص داخلية وأطفال.

عن البدايات يقول الدكتور:

«كانت الصعوبة تكمن في الانتقال من حياة الدراسة إلى الحياة العملية: حيث لديك عيادة خاصة والمطلوب منك في هذه المرحلة توظيف كل ما تعلمته وما حصلت عليه من خبرة لصالح المريض والطبيب معاً».

منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها الدكتور"إحسان عز الدين" مزاولة المهنة، اعتمد معاينة رمزية قدرها /25/ ليرة سورية فقط ورغم تغير وتبدل ظروف الحياة وتطورها إلا أنه لازال مصرا على هذا المبلغ، رغم بعض المشاكل التي أثارها الموضوع ولكنه حسم في النهاية لصالحه فيقول:

«كان هناك أخذ ورد مع النقابة ولكنهم تفهموا في النهاية الموضوع ووجدوه غير قائم على المغالاة والمزايدة، بل نابع من رغبة حقيقية في مساعدة شريحة كنت أكثر الناس التصاقا بها وأكثر معرفة بأوضاعها النفسية والاجتماعية والمادية».

وعن مدى أهمية معرفة الطبيب لظروف المجتمع الذي يعمل به يخبرنا الدكتور "إحسان":

«على الطبيب أن يعي الظروف المادية التي يجد نفسه محاطا بها داخل المجتمع الذي سيمارس فيه المهنة، فعليه أن يراعي الظروف المادية والوعي الصحي والعلمي والاجتماعي لهذا المجتمع ومن حسن حظي أني بدأت ممارسة المهنة في مجتمع أعرفه ويعرفني جيدا، أعرف ظروفه ومستواه الفكري والمادي والاجتماعي مما سهل علي الدخول في كيانه بثقة وسهولة حتى غدوت محط ثقة لديه على المستوى المهني والإنساني».

تقول السيدة "إيمان العلي" أنها تعودت منذ سنوات إن تحضر أطفالها إلى عيادة الدكتور "إحسان":

«أشعر براحة نفسية كبيرة عندما يكون التشخيص على يد الدكتور "إحسان" وجاء هذا بناء على تجربة طويلة أمدتني بالثقة بأن هذا هو المكان الذي اخرج منه وأنا مطمئنة على أطفالي».

كما يقول السيد "جابر البني":

«إضافة إلى خبرة الدكتور التي لا شك بها إلا أن الموضوع بات نفسيا قائما على ثقة بروح هذا الإنسان، ربما ذلك ناتج عن بشاشة وجهه والاطمئنان المرسوم دائما على وجهه وبساطة المكان».

ذاع صيته الدكتور "إحسان" حتى بات يقصده المرضى من كافة المحافظات السورية (القامشلي والسويداء وحمص وحلب..)، وبات المخلص عندما يتسلل اليأس إلى روح المريض بعد محاولات شفاء طويلة باءت بالفشل.

وهنا يحدثنا الدكتور عن الظروف التي ساهمت في كسب هذه الخبرة:

«ربما كانت الصعوبات التي واجهناها في بداية العمل هي السبب، حيث ومع افتقار البلد إلى العيادات التخصصية ودور الأشعة والمخابر يجد الطبيب نفسه أمام خيار الاعتماد على جهده الشخصي في تشخيص المرض بالاعتماد على ثقة وتعاون متبادل بين الطبيب ومريضه تلعب دورا مهما في عملية الشفاء».

يواظب الدكتور على متابعة الندوات العلمية والمؤتمرات التخصصية كما يخبرنا ويحرص على قراءة كل ما هو جديد في مهنة الطب لأنه يعتبر ذلك من واجبه وحق مرضاه عليه،

كما يصف علاقته بالمهنة، بالعشق الأزلي .

ويسر لنا الدكتور في نهاية حديثنا معه بأنه لا يطلب أكثر من راحة الضمير وهو ينام كل يوم قرير العين لأنه يثق تماما انه بذل كل ما بوسعه في سبيل المهنة والمجتمع.