الابتسامة هي مفتاح القلوب المغلقة، فهي سر النجاح في دفع الكثيرين للتكلم عمّا يبهجهم أو يحزنهم، خاصة عندما يكون معيار التميّز في العمل هو جعل الناس يتحدثون ويعبرون عن أنفسهم أمام ميكرفون الإذاعة..

"فابي" من إذاعة "أرابيسك" تعرف هذا السر جيداً لذلك فإن الابتسامة لا تفارق وجهها، عبر مسيرة عملها كمعدة تقارير إذاعيّة، وليست الابتسامة هي السر الوحيد وإنما الحركة الدائمة في سبيل الحصول على المعلومة، ومواكبة نبض الناس ورصد ردود أفعالهم ..

فكرة الإعلام الإلكتروني جيدة جداً، هذا النوع من الإعلام يحترم وقت المتلقي وخياراته، لا يفرض عليه شيء، ويتيح له الحصول على المعلومة بأسهل طريقة ممكنة، فضلاً عن آفاق لا متناهية من التواصل والاكتشاف، إنه في النهاية سمة العصر..

«بنت بسيطة، محبّة وشغوفة» بهذه الكلمات المقرونة بالابتسامة عرفتنا "فابيين أنطون بريقع" عن نفسها عندما التقى بها موقع "eSyria" في مقهى الروضة يوم 22/8/2008 بينما كانت تستطلع آراء الناس لبرنامج "زيرو بيسك" حول صحة مقولةٍ سائدة في أعرافنا التربوية:«هل العصا فعلاً مخلوقة من الجنة؟»، بدأنا الحديث بسؤالٍ عن علاقة علم النفس بالإعلام، باعتبار أن "فابي" مازالت تدرس علم النفس؟

«إن تقنيات التواصل الحديثة بمجملها مبنية على علم النفس، حيث يقدّم هذا العلم الإرشاد اللازم في تحقيق أفضل سبل الاتصال مع الناس بناءاً على فهم طريقة تفكيرهم وآليات سلوكهم، والملم بعلم النفس يمكن أن يعطي مبررات لكل سلوك، وبالتالي لا تكون أحكامه متسرعة، وهذا برأيي أهم مافي الموضوع..».

وعن اختيارها للعمل في الإذاعة قالت: «علاقتي بالإذاعة هي علاقة غرامٍ قديم بالمعنى الحقيقي للكلمة ورثتها عن جدّتي، فمنذ طفولتي المبكرة اعتدت سماع "الراديو" الذي كان وسيلة التواصل الأهم مع المحيط الخارجي بالنسبة لجيلنا والأجيال التي سبقتنا، حافظت على هذه العلاقة رغم كثرة وسائل الاتصال الحديثة وتنوعها، إلى أن وجدت نفسي ذات يوم أعمل في الإذاعة، حيث بدأت القصة بكوني أعد بحثاً للكلية حول مدى تقبل الناس لفكرة الإرشاد النفسي، واستعنت بإذاعة "أرابيسك" لتوجيه هذا السؤال للناس عبر برنامجهم "زيروبيسك"، لأجد نفسي بعد فترة قصيرة من طاقم العمل في هذه الإذاعة كمعدّة تقارير إذاعيّة..»

ماهو برأيك الدور الذي يمكن أن تقوم به الإذاعة اليوم في وقتٍ أصبح فيه التلفزيون وسيلة التلقي الأولى؟: «التلفزيون وسيلة بصرية يحتاج فيها المتلقي للتركيز الشديد وربما التفرغ، في حين أن الإذاعة تتيح لك شروط أبسط للتلقي، ويمكنك أن تفعل أي شيء وأنت تسمع، وهذا السر في نجاح "الراديو" في توصيل كل الرسائل الممكنة للمتلقي دون أن تأخذ من وقته الكثير، أو بمعنى أصح دون أن تشغله عن القيام بمهام الحياة اليومية..»

ولكن ألا ترين أن الإذاعة اليوم يقتصر دورها على الترفيه فقط؟: «لا أظن ذلك، فآخر شيء يمكن أن أفكر فيه أن الإذاعة هي وسيلة ترفيه فقط، وإن كان ما تقوله صحيحاً فما المانع من أن يكون هذا الترفيه مدروساً وموجهاً، وهنا أعود إلى علم النفس الذي تعلمت منه أن النهوض بالإنسان يكون من خلال التركيز على مكامن القوة في نفسيته، هذا من وجهة نظري ما يجب أن تركز عليه الإذاعة حتى في الترفيه، التركيز على الأشياء المطوّرة التي يمكن أن تدعم الإنسان..»

ما الذي أضافته الإذاعة ل"فابي"؟: «أضافت لي الكثير.. أهم مافي الموضوع الخبرة في التواصل مع الناس بشرائحهم المختلفة، وهذا الأمر في غاية الأهميّة، تعلمت أن لكل إنسان مفتاحه، والمفتاح الأهم هو الابتسامة.. عندما تعمل كمراسل ليس المطلوب منك فقط أن تحصل على المعلومة بأي ثمن، وإنما الأهم أن تتعلم كيفية الحصول على هذه المعلومة.. أن تعطي من وقتك ماهو كافي لكي يفهم الناس ماذا تريد منهم؟ وهنا تكون النتيجة إيجابية على الغالب..»

ماذا قدّمت خلال عام من عملك في إذاعة "أرابيسك"؟: « قدّمت العديد من التقارير الإذاعية، أهما بالنسبة لي كان مع د. "عزمي بشارة" ولقاءمع الفنان"عابد عازرية" وغيرهم من الشخصيات الذين شكل اللقاء بهم محطة هامة في حياتي على الصعيد الشخصي والمهني، بالإضافة إلى تغطية مهرجان القاهرة السينمائي حيث كنّا الإذاعة السورية الوحيدة التي ساهمت في تغطيته، ومهرجان الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، كما كان برنامج "ليالي الأوبرا" مع د."نبيل اللو" مديرعام دار الأسد للثقافة والفنون عن إصدارات الدار الموسيقية من أهم البرامج التي قمت بإعدادها وتقديمها..»

وما هو مكمن الصعوبة ومصدر المتعة في هذه المهنة؟: « في هذه المهنة تأتي الصعوبات بالتوازي مع المتعة التي يشعر بها العاملون في المجال الإعلامي.. تكمن الصعوبة في عدم إمكانية التوقف، الحصول على المعلومة ومواكبة التطورات تبقى هاجسنا الدائم، حتى وإن كان ذلك على حساب حياتنا الشخصية، أما المتعة فلا حدود لها، هي متعة الاكتشاف الدائم، أنا شخصياً أشعر بالمتعة عندما أرى الناس مستمتعين، فعندما أرصد أصداء حدث ما يمكن وصفه بالناجح، أشعر بالسعادة عندما يعبر لي الجمهور المستهدف عن سعادته، كذلك الأمر بالنسبة للجهات المنظمة.. أي أن حياتنا كإعلاميين مرتبطة بالناس بالمعنى الحقيقي وهي امتداد لهم..»

بما أنك تتحدثين لموقع إلكتروني.. ماهو رأيك بالإعلام الإلكتروني كوسيلة للتواصل والتلقي؟: «فكرة الإعلام الإلكتروني جيدة جداً، هذا النوع من الإعلام يحترم وقت المتلقي وخياراته، لا يفرض عليه شيء، ويتيح له الحصول على المعلومة بأسهل طريقة ممكنة، فضلاً عن آفاق لا متناهية من التواصل والاكتشاف، إنه في النهاية سمة العصر..».