«من فارس الفرسان إلى أمير الشجعان، نبلغك السلام، جئناك وجاؤوك من كل مكان، لنهنئك بالعرس الرنان، ونهديك كتاب الرحمن ونلبسك لباس العرسان على سنة النبي "العدنان" عليه الصلاة والسلام، والختام إلى أن توقع لنا هذا البيان والسلام»، هذه هي الرسالة التي يسلهما السيد "يحيى حماده" الملقب "أبو محروس" إلى العريس عند زفافه وقبل إعطائه لباسه.

موقع eSyria التقى السيد "أبو محروس" في مكتبه الكائن بمنطقة "دوما" في "ريف دمشق" بتاريخ 17/8/2008، وكان قد حدثنا عن العراضة بقوله: «تعتبر العراضه حالياً من الفلكلور الشعبي المتوارث عبر أزمان متتالية، وما تزال قائمة إلى يومنا هذا، فلم تكن مهنة، وكانت موضوعاً تلقائياً شعبياً وُجد منذ زمن العثمانيين فالوالي كان يستقبل بعراضة من كل أهالي المنطقة أو المدينة التي حط فيها، وكانت العراضة تستخدم للترحيب بثوار الغوطة في "ريف دمشق" إبان الاحتلال الفرنسي، وأتت تسمية العراضة من المبدأ العرضي للصوت والحركة اللذين يدخلان الفرح والسرور لقلوب المتفرجين، ولم تأت من منطلق الأغنية ذات اللهجة العريضة».

أنا أسعى إلى تطوير العراضة لتشمل إدخال ألحان وأغان وألبسة تراثية شعبية تمثل كل الدول العربية، ونأمل من الجهات الحكومية أن تساعدنا على تنظيم مهنة العراضة لأنها أصبحت من تراثنا اليومي، وعلى الأجيال القادمة الاهتمام فيها وتطويرها لأنها تمثل وجه سورية العربي الأصيل، وأنا من الأشخاص الذين سوف يعلمون أبنائهم هذا الفن الجميل

السيد "يحيى حماده" من مواليد "دوما" 1975، متزوج، وأب لطفل اسمه "الحارث" اختار أن يكون صاحب عراضة بعد "السبع كارات" التي عمل بها، فقد عمل كميكانيكي للدرجات النارية، وبعد تحسن أحواله عمل في مجال التعهدات، ثم عمل في مجال بيع "الأنتيكا" (الأثاث القديم) إلا أن موضوع إنشائه للعراضة كان يراوده من تارةٍ إلى أخرى، وعن ذلك يقول: «أذكر جدتي رحمها الله عندما كانت تغني أغنية (بوبو الصغير قلي يا بابا بدو حلاوة منفوشة بدو حلاوة منفوشة) كان عمري 6 سنوات حينها، وعندما كبرت بقيت هذه الأغنية أسمعها في ذهني إلى أن قررت أن أنشئ فرقة عراضة في مدينة "دوما" التي لم تكن تحوي على أي فرقة أبداً، وبعدها بدأت في الفكرة بتعلمي "الحقمات" بمساعدة بعض الأصدقاء، وهي عبارة عن "خيزرانة" يتم اللعب فيها بمشاركة "الحدمة" في اليد الأخرى، أما "الحدمة" فهي مجرد وسادة من الجلد والإسفنج المضغوط فيها مقبض لليد اليسار، ومن ثم تدربت وتعلمت على المبارزة بالسيف، الذي يمثل أساس تراثنا العربي».

صورة أحد العرسان وهو يزف بالعربة الرومانية.

عن إضافاته للعراضة قال: «بالإضافة إلى المبارزة بالسيف واستخدام الآلات النفخية في الزفة المصرية، تم إدخال "النبوت" وهي عصا طويلة يتم اللعب فيها، وأدخلت إلى العراضة اللعب بالنار فيوجد لاعب ينفخ النار ويطفيها بجسده ولسانه ويأكل الزجاج، وخرجت بفكرة مقتبسة من الدراما السورية التي تجسد الحارات الدمشقية وهي اللعب بالخنجر، فالكثير من الزبائن يطالبونا بعرض شيء من فتوة الحارات الدمشقية القديمة، وقمنا بإدخال فكرة "الحنتور" (العربة الرومانية) إلى العراضة "بدوما" والتي يتم زف العروسين فيها، في حين كان لإضافة "محمل الجمل" اللمسة الجميلة، والتي تبنى على أن يحمل الجمل صندوق يحوي لباس العريس الذي يمنح له بعد توقيع رسالة العهد التي تكلمنا عنها آنفاً، الرسالة مصنوعة من جلد غزال وريشة طير نسر ومحبرة قديمة».

ثم حدثنا السيد "أبو محروس" عن طموحه بقوله: «أنا أسعى إلى تطوير العراضة لتشمل إدخال ألحان وأغان وألبسة تراثية شعبية تمثل كل الدول العربية، ونأمل من الجهات الحكومية أن تساعدنا على تنظيم مهنة العراضة لأنها أصبحت من تراثنا اليومي، وعلى الأجيال القادمة الاهتمام فيها وتطويرها لأنها تمثل وجه سورية العربي الأصيل، وأنا من الأشخاص الذين سوف يعلمون أبنائهم هذا الفن الجميل».

صورة أبو محروس وأبنه الحارث
فرقة أبو محروس "سيف المحبة"