«الفنان "محمد المصري" "أبو فريد" من مواليد دمشق عام 1946، يملك سجلاً حافلاً بالأغاني النادرة والقديمة والوثائق للعديد من مبدعي الفن والغناء والسينما، نذر من عمره أكثر من نصف قرن لجمع تلك الوثائق، ولقبه الفنانون "بأبي فريد" نتيجة حبه وعشقه للموسيقار الخالد فريد الأطرش.

ورغم امتلاكه لثروة فنية كبيرة إلا أنه يملك دراجة هوائية يذهب إلى محله التجاري الذي سماه "بلبل الشرق" (نسبة للقب الموسيقار فريد الأطرش) لبيع أشرطة الكاسيت ويعود إلى منزله مساءً على تلك الدراجة الهوائية».

الفنان "محمد المصري" هو واحد من الفنانين القلائل المهتمين في مجال التوثيق الفني وجمع الأرشيف الغنائي والموسيقي والسينمائي، ولم يكتف بذلك بل اهتم بالآلات الموسيقية وخاصة التخت الشرقي كالعود والقانون والكمان والإيقاع وحياة شعراء الأغنية والفنانين، لذا فهو بحق مرجع لكل الباحثين والمهتمين في المجال الفني، والحقيقة أن أبو فريد بينه وبين أرشيفه الفني علاقة روحية فتراه يتمايل أمام الأفيشات السينمائية والاسطوانات وغيرها وكأنه نحلة جميلة تعانق الأزاهير لتنتج عسلاً، وهذا بالفعل ما نتج عنه أن أقام معرضاً في معهد شبيبة الأسد استعرض فيه أرشيفه الغني، ولهذا استحق التكريم من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من خلال برنامج "ابن البلد" الذي كان يقدمه الأستاذ "توفيق حلاق"

هذا ما تحدث به بتاريخ 16/8/2008 لموقع "eSyria" الفنان "محمد دايخ" وهو فنان شاب يعشق التراث العربي وتتلمذ على غناء القدود والموشحات والأدوار في فرقة "الأنغام العربية" التي يقودها الفنان "عدنان أبو الشامات"، وهو يقول: «الفنان "محمد المصري" هو واحد من الفنانين القلائل المهتمين في مجال التوثيق الفني وجمع الأرشيف الغنائي والموسيقي والسينمائي، ولم يكتف بذلك بل اهتم بالآلات الموسيقية وخاصة التخت الشرقي كالعود والقانون والكمان والإيقاع وحياة شعراء الأغنية والفنانين، لذا فهو بحق مرجع لكل الباحثين والمهتمين في المجال الفني، والحقيقة أن أبو فريد بينه وبين أرشيفه الفني علاقة روحية فتراه يتمايل أمام الأفيشات السينمائية والاسطوانات وغيرها وكأنه نحلة جميلة تعانق الأزاهير لتنتج عسلاً، وهذا بالفعل ما نتج عنه أن أقام معرضاً في معهد شبيبة الأسد استعرض فيه أرشيفه الغني، ولهذا استحق التكريم من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من خلال برنامج "ابن البلد" الذي كان يقدمه الأستاذ "توفيق حلاق"».

الفنان محمد دايخ

الفنان "محمد المصري" تحدث لموقع "eSyria" قائلاً: «بدأت هوايتي منذ أن كان عمري ست سنوات عندما كنت طالباً في المرحلة الابتدائية بمدرسة "عبد الملك في القنوات" حيث كنت أخرج من المدرسة متوجهاً إلى ساحة "المرجة" لأجد نفسي أمام محل "نوري الصناديقي" لبيع الأسطوانات القديمة والمختلفة للعديد من المطربين والمطربات أجلس بالقرب منه كي استمع إلى الطرب الأصيل والأغاني القديمة الحلوة منها السورية والمصرية واللبنانية استمع للسيدة "أم كلثوم" و"فريد الأطرش" و"اسمهان" و"عبد الوهاب"... حتى فوجئ بي صاحب المحل فقام بطردي من أمام محله لأكثر من مرة في البداية حتى استوعب موقفي فسمح لي بالبقاء والاستماع، وهكذا صرت أذهب يومياً إلى محل "الصناديقي" لينمو في داخلي بذور العشق الكبير للفن والحب في جمعه وتوثيقه.

كانت تمنياتي أن أتوجه للغناء وكلما استمعت إلى أغنية أحفظها وأرددها ولكن سرعان ما تسلل لداخلي التوثيق وجمع التراث الفني، وبدأت آخذ مصروفي من والدي وأشتري الأسطوانات منذ عام 1955 وأخفيها عن والدي وأخبئها في بيت خالتي، حتى جمعت عدداً كبيراً من الاسطوانات، بعض الأحيان أذهب بتلك الاسطوانات إلى المنزل لأستمع إليها، الأمر الذي دفع بالأهل إلى معرفة تلك الهواية، وضربني والدي ولكن أمام إصراري بعد أن مل وقنط مني قال لي: «لن أسالك بعد اليوم بما تفعل ربما تصبح مطرباً أو ملحناً يوما ما».

أبو فريد في محله التجاري

وبعد أن تفهم والدي ذلك بدأت استمع إلى هذه الاسطوانات وأعجب بها وبالغناء الأصيل الذي تحتويه وأجمع الأسطوانات وأذهب لدور السينما لأشاهد الأفلام السينمائية وبالأخص الأفلام الغنائية دون معارضة من الأهل وتطورت هوايتي فيما بعد إلى حفظ الأفلام والصور والأفيشات السينمائية القديمة والبروشورات السينمائية منذ عام 1935 وبعد، وبقيت أجمع الأغاني حتى أصبح عندي حوالي نصف مليون تسجيل للعديد من المطربين القدماء ومن ثم توقفت عن التسجيل عام 1980 مع انتهاء جيل العمالقة، حيث لم يعد بعد ذلك أي نشاط فني، بل أصبحت أهتم في التحقيقات الصحفية واللقاءات الإذاعية والتلفزيونية المحلية والعربية، لذا فأنا أعتبر أرشيفي الفني هو غذائي الروحي ومن دونه لا أستطيع العيش».

وأجاب عن سؤالنا حول مقتنياته قائلاً: «يتضمن المتحف التراث الغنائي والموسيقي والسينمائي القديم: أفيشات وبروشورات وصور أفلام السينما العربية منذ عام 1935 وما بعد، كتيبات صغيرة لأغاني الإذاعة وأغاني الأفلام السينمائية منذ عام 1930، صور وحياة المطربين والمطربات من سورية ومصر ولبنان منذ عام 1910، حياة الملحنين وأعمالهم الفنية من سورية ومصر ولبنان، حياة شعراء الأغاني وأعمالهم من سورية ومصر ولبنان، معلومات عن آلات التخت الشرقي من عود وكمان وناي وقانون وطبلة وحياة كبار عازفي التخت الشرقي من سورية ومصر ولبنان بالإضافة إلى التسجيلات للعديد من معزوفاتهم النادرة، حياة وأعمال المخرجين السينمائيين من سورية ومصر ولبنان، مجموعة أغاني الأفلام العربية الغنائية لعدد كبير من المطربين والمطربات، نشرة المناهج السورية منذ عام 1947 ومجلات الإذاعة السورية والإذاعات العربية منذ عام 1950، تسجيلات أغاني من التراث القديم للمطربين والمطربات منذ عام 1910، وتقدر بنصف مليون تسجيل من سورية ومصر ولبنان، اسطوانات التراث الغنائي مسجلة على أشرطة بكر من التراث الغنائي القديم، أفلام عربية غنائية قديمة مسجلة على أشرطة فيديو، المجلات الفنية والسينمائية القديمة منذ عام 1940 من سورية ومصر ولبنان، حياة الفنانين والفنانات وأعمالهم الفنية من سورية ومصر ولبنان، تسجيلات التراث الغنائي القديم بصوت جماعي لعدد من الفرق الموسيقية من سورية ومصر ولبنان».