«اعتبر الموسيقا شيئاً مرتبطاً بالإنسان، فهي الكائن الأوحد التي تشكل جزءاً من روحه، فالذي يعزف الموسيقا ويتذوقها يعيش في عالم إنساني خاصٍ جداً، كما يقول العازف العالمي "بيتهوفن" «إن من يفهم الموسيقا ويعيشها، يعيش في عالم يفوق عالم البشر»،

انطلاقاً من هذا المبدأ كانت الموسيقا جزءاً من رسالتي التربوية التي بدأتها بإنشاء مركز لتعليم الموسيقا في مدينة "صحنايا" في "ريف دمشق"، آملاً في أن أصحح ولو جزءاً بسيطاً من نظرة المجتمع غير المنصفة للفن والفنانين».

هذا ما قاله لموقع eSyria السيد "أيمن إسحاق" الذي افتتح مركزاً لتعليم الموسيقا في "صحنايا"، فأثرى هذه المدينة وأضاف لها الكثير، وقال: منذ صغري وأنا اسمع الموسيقا وأتذوقها، وخصوصاً الكلاسيكية منها، بالإضافة إلى سماعي الفن العربي الأصيل الذي يثبت أصالة وعراقة بلادنا العربية ويؤكد دورنا المهم بالتأثير في كل ثقافات العالم المختلفة.

وعن مركزه الموسيقي حدثنا: افتتحت هذا المركز من أجل نشر الفكر الفني في هذه المدينة التي لا تحوي مركزاً آخر، ونقوم في هذا المركز بتعليم الموسيقا الأكاديمية الراقية معتمدين في ذلك على مناهج تعليمية علمية مدروسة مثل منهج "شربل روحانا" وبعض المناهج الأخرى، ولتوفير التدريس الأكاديمي الصحيح، استقطبت أساتذة المركز من خريجيّ المعهد العالي للموسيقا، ليدرّسوا في المركز ويدرّبوا على أغلب الآلات الموسيقية المرغوب بها في هذه المدينة، وهي: العود، والكمان، والغيتار، والبيانو، بالإضافة إلى آلة "الأورغ"- الكيبورد الكهربائية.

وبالمجمل أعتبر نفسي قد نجحت بعض الشيء في خلق وتصحيح صورة ذهنية عن الفن بشكلٍ عام، ولو على مستوى هذه المدينة الصغيرة، فتجربتي كانت عبارة عن نقطة مضيئة وشمعة أشعلها في عالم الموسيقا الراقية التي تليق بتاريخ بلدي.

  • هل أثر اهتمامك الموسيقي على أسرتك؟
  • ** نعم، مع أن زوجتي تعمل كمساعدة مهندس في وحدة مياه مدينة "صحنايا" إلا أنها تعزف على آلة "الغيتار" يومياً وبشكل مستمر، فهذه الآلة من هواياتها المحببة، وبالنسبة لابني الأكبر "داهش" الذي يقوم بأداء خدمة العلم حالياً، فهو شاب مميز وطموح، يتكلم الانكليزية بشكل ٍ طليق ويتكلم الروسية التي تعلمها في "أوكرانيا" عندما ذهب لدراسة الطب هناك، يعزف على كل الآلات الموسيقية التي ندرسها بالمركز، وفي عامي 1999-2000 حقق ريادة على مستوى القطر بعزف الموسيقا، ومثّل سورية في مؤتمر الطفولة العربي العشرين في الأردن، وفاز بعدة مسابقات لعزف الموسيقا على مستوى العالم العربي.

    أما أخوه الأوسط "أغيد"، فيعزف على آلة "الكيبورد" وعلى "الغيتار" ولقد أخذ ريادة على مستوى القطر في ذلك، بالإضافة إلى انه مثّل سورية في مصر بعدة أنشطة فنية، فنال وقتها وسام العازفين المميزين من وزارة الثقافة المصرية سلمه إياه الفنان الكبير "عادل إمام"، وهو الآن في الثانوية العامة.

    وبالنسبة لأصغرهم سناً فهو "ريم ماريو" في الصف السادس الابتدائي، يجيد اللغة الانكليزية بشكلٍ جيد بالإضافة إلى أنه يعزف على آلة "الكيبورد" ومن طموحه دخول المعهد العالي للموسيقا.

    وأضاف: إلا أن هذا النجاح العلمي والفني لأولادي، يعود الفضل فيه إلى اهتمام زوجتي التي كان لها الدور الأساسي في إرساء قواعد التعليم الصحيح في زرع بذور الإبداع لديهم.

    * "أيمن إسحاق" من هو؟

    ** أنا من مواليد مدينة "صحنايا" عام 1962 تخرجت في المعهد العالي للعلوم السياسية في عام 1985، وعملت بعدها كمدرس للتربية القومية، وأنا حالياً أعمل مديراً لمدرسة "صحنايا" المحدثة الأولى للحلقة الثانية، وفي عام 1998 افتتحت مركز "صحنايا" لتعليم الموسيقا واللغات.

    وفي نهاية اللقاء أضاف: سوف أكمل مسيرتي في تحقيق رسالتي الهادفة إلى إرساء قواعد المجتمع الفني الراقي الذي يحترم كل أنواع الفنون، ويجب ألا ينظر إليها من منظور الترفيه أو المتعة فقط، لأنها الكيان الأوحد لذاتنا وإنسانيتنا.