«لا أسمع الموسيقا عندما أرسم، فصوت ضربة الريشة على اللوحة التي أرسمها هي موسيقاي المعهودة، فهذه الموسيقا النابعة من داخلي ومن أحاسيسي أعبر بها فوق الورق أو القماش لتخرج لوحة تشكيلية، لا أعرف معناها لكنها تجسد ما في داخلي».

هذا ما قالته الفنانة "إيمان الواسطي" لموقع eSyria أثناء لقائنا معها في صالة "فري هاند" للفنون التشكيلية بدمشق، فهي إحدى المشاركين بالمعرض المشترك لمجموعة من الفنانين السوريين، الذي أقيم بتاريخ 01/07/2008.

قابلنا الفنانة "الواسطي" محدثتنا عن مسيرتها الفنية منذ بدايتها إلى الآن: نشأت بمدرسة اليوسفية الابتدائية بحي الأمين، وكنت دائماً أشارك مع زملائي بكافة الأنشطة بالمدرسة منها إعداد مجلات الحائط في المدرسة بالإضافة إلى التمثيل، أما هواية الرسم فبدأت تتبلور لدي منذ انتقالي إلى المرحلة الإعدادية، فكانت الفكرة في بادئ الأمر تتمحور على شكل رسوماتٍ صغيرة تعبر عن الطبيعة أو ما شابه، وكنت أرسم باستخدام الرصاص، من بعدها انتقلت إلى استخدام الألوان الباستيلية "الهادئة".

وأضافت: وفي المرحلة الثانوية ودخولي المدرسة الفنية للبنات، ازدادت خبرتي وأصبح لدي إمكانية "الحرق" على النحاس والخشب، بالإضافة إلى رسم لوحات كبيرة بطريقة الحرق واستخدام الألوان الباستيلية معها، ومن خلال هذه اللوحات والأعمال شاركت بالعديد من المعارض وأنا امتلك الآن عدداً كبيراً من اللوحات التي تتمتع بجمالية وقيمة فنية معينة.

  • في بداية اللقاء تحدثت لنا عن انقطاعك عن الرسم فترة كبيرة، ما السبب؟ أجابت: في الحقيقة ليست هواية الرسم الوحيدة التي انقطعت عنها فلقد انقطعت عن الدراسة الجامعية أيضاً فكنت أدرس الحقوق بجامعة بيروت العربية، ولأسباب الحرب الأهلية في لبنان وإقبالي على الزواج ثم إنجابي الأطفال لم استطع الاستمرار بالدراسة الجامعية والرسم، لكن هواية الرسم بقيت بداخلي حتى كبر أولادي فقررت أن أعود إليها وأبدأ بالعمل على تطوير فني من جديد، عندها ذهبت إلى "دار السيد" واجتمعت مع الفنان "وضاح السيد" الذي ساعدني وأضاف إلي الكثير من الأفكار والمواضيع العلمية الفنية التي كنت أجهلها فعلاً، فقد علمني من أنواع الفنون الكثير، حيث بدأت بالعمل على تطوير نفسي وخلق الأسلوب الجديد الخاص بي في مجال الرسم، فتتوج هذا الجهد بمشاركتي في معرض تشكيلي بالمركز الثقافي الروسي بدمشق سنة 2007م، ومشاركتي بعرض ثلاث لوحات من أعمالي في صالة "فري هاند" في هذا العام 2008م.

  • من أين تستوحين أفكارك المرسومة؟

  • أسرة الفنانة إيمان الواسطي

    من خلال تأملي للواقع في مرسمي لفتراتٍ طويلة أخرج بأفكارٍ ورؤى تتجسد في لوحاتي عن طريق إعطائي الحرية ليدي والريشة بالسير على الفراغ الأبيض للوحة للوصول إلى الهاجس الداخلي لي، وأكثر رسوماتي مشغولة بأسلوب "الأكرليك" وهو عبارة عن مجموعة من ألوان بسيطة وسلسة، وفي لوحة أخرى اتبعت طريقة الأحبار بالرسم وهي طريقة خاصة بي.

  • ما هو طموحك الآن، وفي المستقبل؟
  • طموحي كبير وليس له نهاية، فلقد واجهت مشكلة كبيرة وأنا أبحث عن مركز تشكيلي يقدم دورات فنية للنساء المحبات للرسم والفن التشكيلي اللواتي قطعن سناً معينة، من هنا أطمح أن أكون أول امرأة تفتتح هذا المعهد أو المركز في دمشق.

    أما بالنسبة لطموحي الآخر فأتمنى أن أقدم كل خواطري وكتاباتي إلى جمهور القراء على شكل رواية أو مجموعة قصص متتالية، وأنا الآن متابعة لكل النشاطات الثقافية والفنية القائمة في دمشق فهي الغذاء الروحي والنفسي لي.

    وأضافت: على كل امرأة سورية فنانة كانت أم كاتبة أم ربة منزل أن تبحث عن الجانب الإبداعي بداخلها وتخرجه إلى الواقع عن طريق الأدوات التي تمتلكها مهما كانت ظروفها صعبة أو حياتها معقدة "فالأمل لا يعطي إلا الأمل".

    وعن حياتها الأسرية تحدثت: أنا ربة منزل متزوجة لدي شاب وابنتان، ابني "ملهم صيداوي" طالب حقوق في جامعة دمشق- السنة الرابعة وهو الذي يشبهني في حبه لهواية الرسم وتعلقه بها، أما ابنتي "ماسة" فهي طالبة أدب إنكليزي في كلية الآداب السنة الأخيرة، كذلك ابنتي "منانا" طالبة في قسم الإعلام بجامعة دمشق السنة الأخيرة.

    يذكر أن الفنانة "إيمان الواسطي": من مواليد دمشق، ترعرعت بهذه المدينة واكتسبت منها الكثير من المعاني الحياتية والواقعية التعبيرية التي ظهرت بلوحاتها المرسومة.