كلنا نحلم بمستقبل ٍ أفضل ونسعى لتحقيق أحلامنا قد نشعر بالإحباط أمام ما يعترض طريقنا من عقباتٍ (يومية أو مرحلية، ذاتية أو موضوعية) ولكن هل نتوقف؟؟

إن الحياة مجموعة من التجارب الخاصة، أو المشتركة واستفادتنا من تجارب الآخرين تساعدنا في وضع خارطة طريقٍ للمستقبل هذا ما نسعى إلى تقديمه لكم من خلال موقع eDamascus

تجارب لشباب مثلنا عاشوا بيننا نجحوا في تحقيق أحلامهم (أو جزءا ًمنها على الأقل)، ويسعون إلى الأفضل

ماجد خبّاز: مواليد دمشق1982 م طالب في كلية الحقوق- جامعة دمشق(السنة الرابعة) قدم برنامج (أغلى شباب) على التلفزيون السوري مع مجموعة من الشباب أسس بمبادرةٍ خاصة المركز الإعلامي للشباب يعمل حالياً كمقدم برامج في أحدى المحطات التلفزيونية السورية الخاصة، ويحضر لتقديم برنامج للشباب على هذه المحطة.

تجربتي في الإعلام صدفة تحولت إلى حلم الحلم صار حقيقة:

دخلت إلى مجال الإعلام عن طريق الصدفة من مجلة الحائط في مدرسة "بدر الدين عابدين" كتبت فيها مقالة عن (الحرب على العراق قبل بدء الحرب بزمن) تلك المقالة كانت مدخلاً لعملي في صحيفة المسيرة(صادرة عن منظمة شبيبة الثورة) كتبت عن قضايا الشباب، واهتماماتهم، وأنجزت مجموعةً من التحقيقات الميدانية منها (عدم قدرة الشباب على الزواج حوّاء بين الجمال والذكاء )، لم أعرف رد فعل القرّاء على كتاباتي، إلى أن شاركت في أحد الملتقيات الإعلامية الشبابية، وفوجئت بالإعجاب بمقالاتي هناك من ظنّني أكبر سناً مما أنا عليه، وشكّل ذلك دفعةً كبيرةً لي إلى الأمام في مرحلةٍ لاحقة بدأت أحلم بتقديم برنامجٍ إذاعي، واعتقدت أن حلمي في تلك المرحلة غير قابلٍ للتحقيق، إلا أنني سعيت إلى تحقيقه كنت على اتصال يومي ببرامج الشباب على الإذاعات اللبنانية نظرتي لتلك البرامج كانت سلبية، ورغم ذلك كنت اتصل، وأشارك وأقدم آرائي التي هُجمت كثيراً عليها، واتهمت بسببها بالتطرف، وتمنيت أن يكون لي نفس المساحة المخصصة على الإذاعة لتلك البرامج، لكي أعالج نفس المواضيع المطروحة بطريقةٍ أفضل .

شاركت في العديد من مسابقات البرامج الإذاعية التي نظمتها(منظمة شبيبة الثورة)، وكنت أفوز بمراكز متقدمة، إلا أنني لم أحظ بالفرصة التي أردتها وهكذا لم أتوقف عن المحاولة إلى أن حظيت بفرصة المشاركة في مسابقة لتقديم برنامج شبابي على التلفزيون السوري تم اختياري بعد أسبوع من الاختبارات الجماعية: (لقدرتي على الارتجال، واهتمامي بآراء الشباب، واحترامي لها مهما كانت قسوتها)،ثم كانت تجربتي الأولى أمام الكاميرا خضعنا لاختباراتٍ صعبة استمرت 11 ساعة و كانت أول حلقة تابعتها و أنا أقف على المقعد لم أستطع الجلوس( عين على التلفزيون، وعين على أبي) تلقيت عدداً كبيراً من الاتصالات بعد عرضها حينها أدركت أن الحلم بدأ يتحقق، و بمرور الزمن وتتالي الحلقات اكتشفت عدداً من الأخطاء و عملت على تداركها.

مواضيع البرنامج كانت جريئة، ولاقت صدى طيب عند المشاهدين أكثر حلقة علقت في ذاكرتي موضوعها: زيارة لأقارب شهداء حرب تموز( العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006) التعزية كانت احتفالية بعرس لم أمنع نفسي من البكاء، وتعرضت للوم لأن الإعلامي يجب أن لا يظهر مشاعره.

كنت أشتاق للتواصل مع الناس بعدما توقيف البرنامج لظروفٍ استثنائية(وهي حرب تمّوز). تركت برنامج أغلى شباب لفضاءٍ أكبر.. بعد تركي البرنامج كرمت في إحدى حلقاته، وكان ذلك أهم تكريمٍ لي سأذكر ما حييت، وأذكر حينها خصَصوا لي عشر دقائق للحديث كضيف وهذه بالنسبة لي كانت تعادل عمراً بأكمله

ماذا عن برامج الشباب في التلفزيون السوري، والإعلام العربي بشكلٍ عام؟

التلفزيون السوري(شأنه في ذلك شأن المحطات العربية الأخرى) يهتم بالشأن العام، والأطفال، والمرأة، إلا أن اهتمامه أقل بالشباب، أول برنامج يتحدث عن الشباب (بالمعنى الحقيقي) قدمه التلفزيون السوري، هو برنامج (أغلى شباب)، على الرغم من وجود كوادر مهمة وقادرة على تقديم أشياء تعجز عنها محطات عربية كثيرة

بصورةٍ عامة لا يوجد برامج تلفزيونية عربية تهتم بالشباب بشكل حقيقي المحطات العربية تهتم بالتسلية على حساب القضايا الجوهرية للشباب، ربما السبب في ذلك هو الشعور بالعجز عن تقديم حلول حقيقية لمشاكلهم، وبالتالي التسلية هي البديل، يوجد فهم خاطئ لعقلية الشباب التوليفة الحقيقية هي ( المتعة و الفائدة).

ما رأيك ببرامج تلفزيون الواقع؟

لو طلبتَ مني المشاركة في أحد هذه البرامج لن أتردد ( بعد التأكد من ماهيَة البرنامج)، لكن الخطأ عادة يكون في توظيف الفكرة، و ليس في الفكرة بحد ذاتها على سبيل المثال أنا ضد برنامج( ستار أكاديمي) والبرامج التي على شاكلته، لأنني أرفض أن أكون فأر تجارب هناك استغلال خاطئ لمواهب الشباب( هم يستغلون حاجتك لإبراز موهبتك، ويأخذوك إلى مكان آخر بعيد عن هدفك، والغاية مادَية ) فنتابع هذه البرامج بدافع الفضول (وهذا أمر طبيعي و غريزة إنسانية)، أضف إلى ذلك أن في نهاية هذه البرامج حلم شخص واحد يتحقق وهذا ما اعتبره لعب بغرائز الشباب لتحقيق فوائد مادية وحسب.

ما هو أكثر شيء يشغل بال شبابنا من وجهة نظرك؟

شبابنا ليس سطحي أو هامشي ولكن يفرض عليه اهتمامات غريبة عن قيمه من خلال الإعلام(كتكريس الاهتمام بالجنس) القاسم المشترك بين اهتمامات الشباب على تنوعهم وفائدة المجتمع أن يكون كل منَا إنسان صالح في هذه الحياة والسلوكيات الشاذة تأتي من خلال التأثر بمؤثرات خارجية أو نتيجة إحباطات تدفع الشاب للتغطية على واقعٍ يرفضه، ويشعر بالعجز تجاهه، وبالتالي يفعل ما يفعله مكابرةً أو هروباً من الواقع، بينما يكون في داخله حزيناً جداً.

ما هي وسيلة الإعلام الأقدر على مخاطبة الشباب برأيك؟

التلفزيون والإنترنت باعتبارهما أكثر انتشاراً فضلاً عن سهولة إيصال المعلومة بالنسبة لهاتين الوسيلتين، أما الإذاعة (باعتبارها وسيلة تواصل عبر حاسة السمع) فهي تترك فراغاً بالنسبة لبقية الحواس مما يؤدي إلى انخفاض التركيز في حين أن الانترنت مثلاً يستأثر بحواسك كاملةً، وهناك تجارب حالياً تسمح لمتلقي الانترنت باستخدام حاستي الشم و اللمس.

تحدثت لي عن مبادرة خاصة بالإعلام الشبابي سبق لك وأطلقتها ما هي تفاصيل هذه المبادرة؟

أطلقت المبادرة مع مجموعة كبيرة من الصحفيين الشباب قررنا إنشاء جريدة، ثم عدلنا عن الفكرة بسبب عدم قدرتنا المادية على الاستمرار، فكان الانطلاق بموقع الكتروني، واعتماد مبدأ التطوير الذاتي للصحفيين الشباب، وبمساعدة عددٍ من الأكاديميين الذين تطوَعوا لهذا الغرض(دورات مجَانية للصحفيين الشباب).. تعرض الموقع للتدمير أربع مرات بفعل ( الهكرز: مدمري مواقع الانترنت) آخرها تم تدميره بشكلٍ كامل مع أرشيفه مما دفعنا للتوقف بسبب عجزنا التقني عن معالجة الموضوع.

أسست المشروع مع علاء الدين عبَاسي و معتصم بلبيسي، و خصَصنا له 85% من دخلنا الشهري، واستقطبنا إعلانات من عدَة فعاليَات اقتصادية، وتوقفنا كما قلت لأننا نحتاج إمكانيات تقنية أكبر للمشروع، وطموحنا تقديم برنامج مصوَر موجه للشباب عبر الإنترنت في بثٍ مباشر

ما هي مشاريعك المستقبلية و أحلامك القادمة؟

المشاريع المستقبلية: برنامج ( حكي شباب) على أحد المحطات السورية الخاصة ورغم الجدل الذي أثاره العنوان، فإن الغاية منه إثبات أن كلام الشباب ليس مجرد ثرثرة و إنما في غاية الأهمية.

حلمي الأكبر: هو الدخول إلى قلب كل شاب و فتاة... طرح همومهم... والتفاعل مع أفرحهم وأحزانهم، و توصيل صوتهم من خلال الفرصة التي توفرت لي كإعلامي شاب.