كل شيء تغير إلا الإنسان،فما زال طيبا كريما محبا للخير .... هذا ما أكده السيد محمد حسين الزعبي مختار حي الاستقلال في مدينة الحجر الأسود بمحافظة ريف دمشق لموقع esyria .

يضيف السيد أبو فادي قائلاً لن تصدق،وربما الأمر أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع فقد تضاعف عدد سكان الحجر الأسود خلال أربعة عقود أكثر من ثلاثمائة وخمسين مرة حيث لم يكن يتجاوز عدد السكان حتى منتصف الستينات من القرن الماضي أكثر من ألف شخص كحد أقصى ليصبح الآن حوالي ثلاثمائة وخمسين ألف نسمة .

وتأكيدا على ذلك أحب أن ألفت الانتباه إلى أنني في ذلك الوقت أي قبل أربعين عاما كنت أعرف جميع القاطنين في الحجر الأسود رغم يفاعة سني آنذاك، فعدد المنازل كان لا يتعدى أصابع اليدين وأغلبها من اللبن / الطين / لكنني الآن وأنا المختار الحي بأكمله لا أعرف إلا عددا محدودا من الناس معرفة شخصية رغم أنني مولود في الحجر الأسود، وعلى فكرة يضيف السيد أبو فادي أنه وحتى عام 1985 لم يكن في منطقة الحجر الأسود إلا مختار واحد في حين أصبح عددهم الآن عشرة مخاتير ؟؟

طبعا ستسأل ويتساءل غيرك عن سر هذا التزايد الهائل في عدد السكان بل ربما يكون التزايد الأكثر ندرة على مستوى العالم وأقول ببساطة ووضوح - يتابع المختار- أن السبب في ذلك هو قدوم أعداد كبيرة جدا من أهلنا في الجولان المحتل وفلسطين المحتلة بعد نكسة حزيران عام / 1967 / ناهيك عن القادمين من الريف السوري من شماله لجنوبه ومن غربه لشرقه .... ليشكلوا لوحة فسيفسائية غاية في الجمال ؟!

نهضة كبيرة

لكن كيف تغير كل شيء.... ؟؟؟ يوضح أبو فادي فيقول : في منتصف الستينات من القرن الماضي لم يكن في الحجر الأسود أي مصدر لمياه الشرب سوى ما يمر فيه من فروع لنهر بردى،فكنا نشرب منها ونسقي مزروعاتنا ومواشينا، أما الكهرباء فكانت غائبة عنا ولم يكن ينعم بها إلا أحد الأثرياء حيث كأن يمتلك محولة خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية فيما كنا نحن نقضي الليالي على ضوء الشموع أو الفانوس ؟! أما الطرق المعبدة فلم يكن لها من وجود،أما الآن فقد تغير الوضع دون مبالغة مئة وثمانين درجة فالطرقات المعبدة والكهرباء والمياه والهاتف كلها خدمات أصبحت بمتناول الكل وملموسة للجميع !!

المختار أشار إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أن مجال الرؤية لأي إنسان كأن يغطي دائرة قطرها نحو ثلاثة كيلومترات بمعنى أنه يستطيع الرؤية لمسافة عدة كيلومترات حيث كانت الأرض عبارة عن حقول للقمح والشعير وغيرها من الحبوب لكنها الآن عبارة عن كتل إسمنتية تضم آلاف الأبنية السكنية.

ولئن كانت البنية التحتية لمدينة الحجر الأسود قد تغيرت /180/درجة كما قال المختار ألم يتغير الإنسان ؟ يؤكد أبو فادي الزعبي أن الإنسان بقي كما هو طيبا كريما متعاونا ؟؟ ؟!.

لكن بالمقابل ماذا تغير من الصورة التي رسمت في أذهاننا عن المختار وعن كونه قائدا يسير وراءه أبناء البلد وهو محور السهرات الليلية أيام زمان، وأن كلمته هي الحاسمة في كل القضايا (يحل ويربط فيها كما يقال).... يقول المختار أبو فادي الحقيقة أن المختار أصبح هذه الأيام كأي إنسان عادي وعبارة عن موظف لا أكثر ولا أقل يقدم المعلومة الموثقة لهذه الجهة أو تلك، لكنه أضحى أكثر إلماما بتطورات العصر فيستخدمها في عمله حيث أصبحنا نستخدم الحاسوب في عملنا ليكون العمل أكثر سرعة ودقة ولذلك يتقاضى المختار أجوراً رمزية عن الخدمات التي يقدمها،على عكس أيام زمان،حيث كان يعمل بلا مقابل .