من دمشق القديمة أطلت لتقول بفخرٍ "بيت جدي هو قصر النرجس وقد أصبح الآن مركزاً سياحياً يرتاده الكثيرون" عملتْ في التدريس وتحمل ليسانس باللغة العربية من جامعة دمشق ودكتوراه من القاهرة كان موضوعها «الناشئ الأكبر»، عملتْ موجهة للغة العربية في الإمارات ومدرسة أيضاً والآن هي متفرغة للقراءة وكتابة الشعر..

إنها الدكتورة الأديبة نائلة الإمام التي أصدرت مجموعتين شعريتين الأولى بعنوان (لمن؟) والثانية (لا أتكلم مع الفراغ) وعن سبب اختيارها لهذا العنوان تقول: لأن بعض الشعراء اليوم يتكلمون مع أنفسهم ولا أحد يفهم عليهم شيئاً، وهو كذلك إشارة إلى بيت من الشعر قاله الشاعر الكبير نزار قباني عندما كان يصف شعراء الحداثة:

يتكلمون مع الفراغ فما هم

عجمٌ إذا نطقوا ولا أعراب

التقتها eAleppo في المهرجان الأدبي الذي أقامه المركز الثقافي العربي في مدينة هنانو بحلب وعنه تقول: "أنا سعيدة للغاية بمشاركتي ولفت انتباهي هذا المركز الرائع ببنائه وبنشاطه وحبه للأدب وتشجيعه للأدباء الشباب وجوِّه الراقي، وأتوقع لهذا المركز نجاحاً باهراً بسبب إخلاص العاملين ومحبتهم للأدب، كما أتمنى أن يعود لحلب مجدها الأدبي أيام سيف الدولة والمتنبي وأبي فراس".

وعن رحلتها مع الشعر تقول الدكتورة نائلة: كنت شاعرةَ دار المعلمات ولقيت تشجيعاً كبيراً من معلماتي، وأحب الشعر كثيراً وأقرأه وأنا مفتونة بكل أنواعه وألوانه موزوناً وبدون وزن، والمتنبي شاعري المفضل حيث لا أجد شاعراً يمكن أن يدانيه، وأراه معاصراً أكثر من شعرائنا المعاصرين، أما عن الحركة الأدبية اليوم تقول: للأسف نشاهد انصرافاً كاملاً عن النشاط الأدبي ونلاحظ بأن الفن والقنوات الهابطة هي السائدة، وذلك لأن الشعر العربي اليوم غريب عن جمهوره وهذا عائدٌ بشكل أساسي إلى الشعراء الذين يتكلمون مع أنفسهم ولا أحد يفهم عليهم شيئاً.

ومن الحوادث الطريفة التي مرت الأديبة نائلة بها تقول: أعلنت مؤسسة الاتحاد للثقافة والنشر عن إقامة مسابقة بمناسبة مرور ربع قرن على قيام اتحاد الإمارات وشارك فيها عدد كبير من شعراء الوطن العربي، وكان لدي قصيدة تتحدث عن الإمارات عنوانها «أغنية للإمارات» فأرسلتها وكنت أعرف بأنني لن أفوز، ثم سافرت في إجازة لأرض الوطن وبعد عودتي ذكرت لي طالباتي بأن اسمي قد نشر جريدة الاتحاد الإماراتية، وعندما اطلعت عليها فوجئت بفوزي بإحدى جوائز المسابقة وبعنوان يقول (جائزة تبحث عن صاحبتها!) وقد تم تلحينها وغنائها في عيد الإمارات ويقول مطلعها:

لو كانت تسعفني الكلمات

وتضوعُ كزهرك في الساحات

غنيت لوجهك أغنيةً

تتردد ساحرة النغمات..

ومن قصائدها اختارت لنا الدكتورة الشاعرة الإمام قصيدةً بدأتها بالقول: إلى الماجدة القطرية التي رأيتها على الانترنت تندفع نحو شمعون بيريز وتعانقه وتهديه من مشغولات الدوحة الشعبية في جولته الأخيرة على الأسواق الخليجية محملاً ويا للأسف بالتحايا والهدايا، وعنوان القصيدة (أنا وقانا والانترنت):

أرأيتِها.. وتأملتك لا تصدق ما ترى

وتطلعت نحوي تمتم ذاهلة

عربية هذي تُرى أم قينةٌ مستعربة؟

بدوية هذي اللعينة يا تُرى

أم من حثالات الحضر؟

بنت الهوى قد باعها نخاسها

ما أغنى عنه ماله ولا كسب..