جالت كتاباتها أرجاء العالم، وخطّت أناملها قصصاً ورواياتٍ للأطفال واليافعين، بهدف نشر ثقافة النفع والتعليم، فكانت كتاباتها تحاكي اهتمامات ومتطلبات الطفل، وقدمت دورات تدريبية مصوّرة بالفيديو لكتّاب مبتدئين عبر منصة إلكترونية، وترجمت كلماتها إلى عدة لغات؛ فحصدت العديد من الجوائز الأدبية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 29 أيلول 2020 مع الروائية المغتربة "ماريا دعدوش" المقيمة في مدينة "سان دييغو" في "الولايات المتحدة الأمريكية" لتحدثنا عن مسيرتها الأدبية، فقالت: «على الرغم من شغفي القديم للكتابة لكن لا يمكنني أن أدعي أني كتبت شيئاً ذا قيمةٍ في طفولتي، فأنا أعدُّ أنّ أول شيء قيم كتبته كان بعض اللوحات الدرامية لمسلسل "مرايا" الكوميدي.

قررت المنصة بالتعاون مع منظمة "USaid" العالمية تقديم مئة قصة علمية للأطفال مجاناً باللغة العربية، واختار صاحب المنصة أن يدرب كتاباً لم يكتبوا قصصاً من قبل، ويؤلفون له تلك القصص، وهذا ما دعاه إلى المساهمة في تمويل تلك الورشات التي كانت بالنسبة لي تجربة رائعة ومهمة أن أتعامل مع أشخاص معظمهم لم يكتب قصصاً من قبل، ولا يجمعهم إلا شيء واحد هو شغفهم بكتاب الطفل، وأثمرت تلك الورشات أن جميع الطلاب دون استثناء نشروا بعد ذلك قصصاً كثيرة لدى منصة "عصافير"، وبعضهم نشر مع أهم دور النشر في الوطن العربي

أما بدايات كتاباتي للأطفال فكانت عبارة عن (اينميشن) كتبته لمحطة "سبيستون"، كما قمت بتأسيس مجلة "فلة" التي كانت موجهة للمراهقات، لم أكن في تلك المرحلة قد درست شيئاً عن الكتابة الإبداعية، لكن مخزوني الثقافي المتراكم من مطالعاتي أيام الطفولة مع الأمومة كان لهما دور كبير في تألق وتميز مجلة "فلة" في دول "الخليج العربي"، ومع بداية الحرب السورية توزعت إقامتي بين "سورية"، و"الولايات المتحدة الأمريكية"، وهذا ما ساعدني على دراسة الكتابة الإبداعية في جامعة "كاليفورنيا" مع التركيز على قصص الصغار واليافعين».

الروائية "ماريا دعدوش" أثناء توقيع أحد منشوراتها

وعن كتاباتها قالت: «من خلال قصصي ورواياتي أحاكي اهتمامات الطفل لا رغبة الجمهور، فالطفل في زمننا هذا تغيرت اهتماماته وأولوياته، وخصوصاً في زمن الثورة التكنولوجية، فلا بد للكاتب من اختيار أدوات تحاكي واقعه ومتطلباته الجديدة، وبالنسبة لي فقد كتبت العديد من القصص عن الطاقة المستدامة والمتجددة، الروبوت، والذكاء الاصطناعي، لعل الأفكار التي أطرحها في مؤلفاتي تصبح خطط الغد وتفاجئنا الأجيال القادمة بابتكاراتها، كما أن لدي مؤلفات موجهة للطفل العربي باللغة العربية، وأخرى موجهة للطفل الغربي باللغة الإنكليزية، وخصوصاً أن كتب الأطفال تقوم على دعائم مشتركة بين الأطفال عبر العالم من حيث الشخصية ذات المواصفات الطفولية، والسرد المقتضب السهل المنساب المملوء بالحركة والمرح والحبكة السريعة المشوقة، أو حبكات لا تخلو من الدهشة، بالإضافة إلى أنني من خلال كتاباتي حاولت نشر ثقافة النفع والتعلم، فكل قصة أكتبها يجب أن تحمل مقولة مختلفة وجديدة، بهدف مساعدة الأطفال على التفكير خارج المساحة المتعارف عليها والتحرر من القيود بما لا يخالف العقائد ولا التقاليد لكل مجتمع».

وعن منصة "عصافير" الإلكترونية قالت: «قررت المنصة بالتعاون مع منظمة "USaid" العالمية تقديم مئة قصة علمية للأطفال مجاناً باللغة العربية، واختار صاحب المنصة أن يدرب كتاباً لم يكتبوا قصصاً من قبل، ويؤلفون له تلك القصص، وهذا ما دعاه إلى المساهمة في تمويل تلك الورشات التي كانت بالنسبة لي تجربة رائعة ومهمة أن أتعامل مع أشخاص معظمهم لم يكتب قصصاً من قبل، ولا يجمعهم إلا شيء واحد هو شغفهم بكتاب الطفل، وأثمرت تلك الورشات أن جميع الطلاب دون استثناء نشروا بعد ذلك قصصاً كثيرة لدى منصة "عصافير"، وبعضهم نشر مع أهم دور النشر في الوطن العربي».

من قصصها

الأديب "أحمد عادل إدلبي" قال عن كتاباتها: «سعت الروائية "ماريا دعدوش" من خلال كتاباتها للاهتمام بالقصص العلمية الواقعية التي تنمي قدرات الطفل لفهم الكثير من الأشياء العلمية المفيدة للإنسان التي ابتكرها العباقرة لخدمة البشرية، حيث قدمتها للأطفال بأسلوبها الأدبي السردي الملفت والمبسط، والذي يتناسب مع إمكانيات وقدرات الطفل الفكرية، كما أنها وظفتها بقصصها ورواياتها الأدبية التي اعتمدت فيها على عنصر التشويق والتجديد والواقعية بطرحها للأطفال، فهذه المعلومات تعد مألوفة لدى الكبار إلا أنها جديدة وجادة وواقعية بالنسبة للأجيال المتعاقبة، بالإضافة إلى أنها استطاعت تقديم وعرض أفكارها بأسلوب ممتع وفعال يتناسب مع ما يطمح إليه الأطفال إلى حد كبير، وخصوصاً أن الكتابة للأطفال تتطلب من الكاتب جهداً بالغاً ليقدم المعلومة بطريقة ممتعة وجذابة لتدفعهم للمتابعة في قراءة القصة والمعلومات العلمية بآن واحد، كما أن الرسومات الجذابة كان لها دور بالغ في إظهار وتدرج أحداث القصة وهدفها بأسلوب سلس من شأنه أن يمهد للطفل سبل الوصول إلى ما ترمي إليه الحكاية، فكانت الرسومات معبرة عن فحوى القصص بطريقة مبهرة للطفل».

الجدير بالذكر أنّ الروائية "ماريا دعدوش" مواليد "دمشق" عام 1970، لديها قرابة خمسين كتاباً منشوراً منها: "جزيرة التسريحات الواقفة"، قصة "مذكرات ضفدع كان أميراً"، و"مذكرات فتى مريخي"، وحازت على عدة جوائز منها: جائزة "كتارا" للرواية العربية عام 2018 عن رواية "كوكب اللا معقول"، جائزة "شومان" لرواية الخيال العلمي عام 2019 عن رواية "أريد عيوناً ذهبية"، جائزة "خليفة التربوية" عام 2020، وجائزة "الملتقى العربي للناشرين" بالعام نفسه.

من منشوراتها