موهبتها في فنّ "الريزن" وصناعتها للوحات فنية خلابة جعلا أعمالها الأكثر انتشاراً في "الإمارات العربية المتحدة"، حيث تمكنت من صنع تحفٍ فنية تضفي أناقةً على المحيط دون تكلّف، وبصمت بقوة في هذا المجال الصعب والدقيق.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع المهندسة "ناجية رمضان" بتاريخ 20 أيلول 2020، لتحدثنا عن دخولها عالم الفن، حيث قالت: «منذ صغري وأنا أعشق جميع أنواع الفنون، ولدي شغف بالتعلم المستمر.

توحي أعمالها بمزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي وجدت بيئة مناسبة مكنتها من الارتقاء بأعمالها لمستويات عالية من الإبداع أدت إلى نتاجات أصيلة وجديدة

ورثت موهبة الرسم والإبداع الفني من والدي الذي كان يمارس دوماً موهبته الفنية، واستوحيت من موهبته القدرة على تحويل أيّ قطعة عادية إلى عمل فني مبهر، فبدأت بالرسم على الورق بداية، ثم على الجدران، بعدها اتجهت إلى فن سكب الأكريليك، والآن أمارس فن "الريزن" الذي بدأت به لأول مرة عام 2019، حيث جربت لأول مرة صنع قطع فنية من "الريزن"، وواجهت العديد من الصعوبات ما جعلني أتعمق في هذا الفن وأدرس أساسياته وقواعده التي تقوم على عمليات حسابية دقيقة، وبعد أشهر قليلة فقط، استطعت أن أضع بصمتي في هذا العالم، وصنعت الصواني، اللوحات، الطاولات، والإكسسوارات الصغيرة».

من أعمالها

أما حول ماهية فن "الريزن" فقالت: «هو عبارة عن مادة شفافة تشبه الصمغ وتستخرج من شجر الصنوبر، وتأخذ شكل القالب الذي توضع فيه، وهي مادة غير قابلة للكسر ولا تتأثر بالحرارة، يصنع منه العديد من الأعمال بدءاً من الأكواب وانتهاءً بالأرضيات، ويمكن القول عن هذا الفن أنه بحر بالمعنى الحرفي، فكل يوم هناك الجديد لأتعلمه، وهو غير ممل وتُصنع منه القطع الفنية المميزة، التي لا تجدها في مكانٍ آخر».

واجهت صعوبات عديدة في طريقها نحو الاحتراف، وأضافت عن ذلك: «إنّ مادة "الريزن" والألوان المستخدمة معها أسعارها مرتفعة جداً، فإن لم يكن الفنان متمكناً جداً من هذا الفن فمن الممكن أن تحدث أخطاء أثناء التنفيذ ما يؤدي لهدر المادة أو رمي القطعة بأكملها في بعض الحالات، كما يقوم هذا الفن على خلط "الريزن" مع المقوي بنسب محددة، وذلك يعتمد على نوع "الريزن" وأي زيادة أو نقصان في الكميات سيؤدي ذلك إلى فشل الخليط وعدم تماسكه وتصلبه، لذلك لا بدّ من استخدام الميزان وقياس الكميات بدقة».

وتابعت القول: «فنُّ "الريزن" مشروع تجاري ناجح لأنّ القطع الناتجة منه مميزة، ولها استخدامات ووظائف متعددة، وعندما يعمل الفنان على مشاريعه التي تأخذ الكثير من الوقت والجهد بدافع الحب فهو يقدّر قيمة القطع الفنية التي يصنعها وجهده المبذول بها، لتصبح القضية هنا علاقة تعبير عن مكنونات النفس ورؤية الفنان الجمالية».

أما عن تجربتها في تسويق أعمالها فقالت: «اعتمدت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت معظم أعمالي على صفحات "الفيس بوك" و"الأنستغرام"، وكانت تجربة مميزة في التعامل مع الزبائن ومعرفة أساسيات العرض والطلب والتعرف على رغبات وحاجات السوق، كما عرضت بعض القطع في المعارض والمواقع الإلكترونية ما أعطاني القدرة على الانتشار والتسويق، وقد حققت شهرة معقولة جعلت من أعمالي مطلباً للمهتمين في عدد من دول العالم وليس "الإمارات"، و"سورية" فقط».

الإعلامية "نازك عيسى" حدثتنا عن عمل "ناجية" بالقول: «متفردة في قدراتها، حتى أنها تجعلنا نسبح مع كل لون وجانب، تمكنت في وقت قصير من تحقيق تميز واضح في أعمالها، وشكلت علامة فارقة في زمن قياسي فلمستها الفنية تضفي إضاءة على المواد وتجعل الأشياء الباهتة أو القديمة تستعيد رونقها وسحرها، تعتمد في خطوط ألوانها وانتقائها لإعمالها على الثراء في التعبير، كما تمتلك إيقاعاً مختلفاً عن غيرها من الفنانين المختصين بفن "الريزن"».

وأضافت: «توحي أعمالها بمزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي وجدت بيئة مناسبة مكنتها من الارتقاء بأعمالها لمستويات عالية من الإبداع أدت إلى نتاجات أصيلة وجديدة».

بقي أن نذكر أنّ المهندسة "ناجية رمضان" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1995 وتقيم في "الإمارات العربية المتحدة"، حاصلة على بكالوريوس في الهندسة المعمارية، وتدرس الماجستير في إدارة حفظ التراث الثقافي في جامعة "الشارقة" التي تعمل فيها كمساعد مدرس بقسم العمارة.