شقّت طريقها بين المتاعب والصعوبات لتثبت موهبتها وبصمتها في عالم الأزياء والموضة، بعد أن تلمست خطوط الإبداع منذ صغرها، فعملت على بناء حلمها الذي وصل اليوم إلى واحدٍ من أهم دور الازياء في "دبي".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع مصممة الأزياء "غالية الفهد" بتاريخ 28 حزيران 2020 لتحدثنا عن بدايتها فقالت: «بدأت التفكير بتصميم الأزياء عندما كنت أحادث والدتي بتصاميم ملابس الدمية "باربي" وبعدها في حصص الفيزياء حين كنت أرسم فساتين ووجوه فتيات مع إكسسوارات.

كل فقرة في عملي لها متعة خاصة، لكن أسعد اللحظات عندما أنتهي من فستان زفاف وترتديه العروس ويبدأ من حوالها بكاء الفرح، وسماع الزغاريد

وكانت البداية العملية بعد تأسيسي دار "دانة" للأفراح لتصميم الأزياء في مدينة "دبي" عام 2004، وبعد انتهائي من دراستي الجامعية في مجال إدارة الأعمال، وجدت صعوبة بابتكار أي تصميم، فانتقلت إلى دراسة الأزياء عام 2006، وكان بداية الإبداع وتصاميمي التي عُرفت بها، بعدها قمت بتوسيع دار التصميم وتغيير اسمه من دار "دانة" للأفراح إلى "غالية الفهد" لتصميم الأزياء».

الفنانة ميخائيل تلبس من تصميم الفهد

وأضافت "غالية": «أستلهم أفكاري من كل شيء حولي، وأستوحي التصاميم من الطبيعة؛ من أغنية، زهرة، أو من ضوء الشمس، وأجمل ما في عملنا أنَ اقتراحات الزبائن أحياناً تقود الموضة إلى أبعاد جديدة، ومن أصعب التحديات والصعوبات التي واجهتني هي أزمة "كورونا" التي بسببها أُلغيت أغلب أعراس زبائن الدار، لكن هذه الأزمة جعلتني أقوم بمبادرة فريدة من نوعها، حيث قمت بتأجير فساتين الزفاف بقيمة بسيطة، وهي قيمة تنظيف الفستان 500 درهم إماراتي لدعم العرائس المتضررين من "كورونا"، وقمنا فقط بجلسة تصوير بالفستان الأبيض، ما أحدث ضجة إعلامية في "الإمارات" حول المبادرة لِما كان فيها من جبران خواطر لكثيرين.

الموضة بالنسبة لي هي النفس الذي أتنفسه، أما الجزء الأكثر متعة خلال يومي، فهو اختيار الموديل ونوع القماش ثم القص والخياطة وإضافة التطريز إلى أن أرى الفستان ترتديه صاحبته، وأنا أعتمد دوماً التنوع في الخامات، فكُل موديل وكل جسم يناسبه خامة مُعينة، وبالتالي يختلف السعر من خامة إلى أخرى، ومن تصميم إلى آخر، فالتنوع يخلق الإبداع، والإبداع يجذب أعداداً أكبر من الزبائن من مختلف الدول والثقافات والميزانيات، وهذا هو سبب شهرة داري على مستوى العالم».

الفنانة ملص تلبس من تصميم الفهد

وعن متعة العمل تقول: «كل فقرة في عملي لها متعة خاصة، لكن أسعد اللحظات عندما أنتهي من فستان زفاف وترتديه العروس ويبدأ من حوالها بكاء الفرح، وسماع الزغاريد».

وفي ما يتعلق بالزبائن تقول: «كل فتاة تهوى الأناقة من عمر 4 سنوات إلى عمر 70 سنة، زبائني من مختلف الأعمار، وكلهم هاويات للتصاميم الراقية المميزة، ويبتعدون عن الموديلات الجاهزة التي تملأ الأسواق، أقوم برسم الموديل على "مانيكان" مشابه لجسم الزبونة، وأُريها كيف من المتوقع أن يكون، وأقوم بالرسم مع الشرح حتى أستطيع إيصال الأفكار، بالإضافة إلى قياسات وتدريبات توضح الموديل، وفي النهاية بناء الثقة على مدى 16 عاماً لم يكن سهلاً لولا أننا أصحاب مصداقية في العمل».

مع العارضات

وتابعت أيضاً: «آخر مجموعة اسميتها "fairytale" 2020 collection" وهي عدة موديلات من فساتين الـ"haute couture" بقصات مختلفة وألوان براقة كأنها حلم منسي لأحد الجنيات، وتميزت بقصات ونقشات تطريز من الكريستال والريش، كما تميزت أيضاً بمجموعة الإكسسوارات المميزة وثلاثة فساتين زفاف، أحدهم ارتديته أنا.

أقول لكل شابة داخلها مصممة أزياء، ولديها حس الموضة والفاشن والحس الإبداعي وأفكار جديدة وغريبة ومتنوعة: لا تدفنيها، أخرجيها للعلن وتحدثي عن إبداعاتك ودعي الجميع يتحدث عنها».

الفنانة "سوسن ميخائيل" إحدى زبائنها، قالت عنها: «"غالية الفهد" صديقتي، التقيت بها عندما قمت بالتصوير عندها بدار التصميم، وارتديت من تصاميمها وأعجبت بها كثيراً.

"غالية" شخص مبدع، واهتمامها بالتفاصيل ميّز تصاميمها، ولا ينقصها شيء لتكون من كبار المصممين، أتمنى لها التوفيق والمزيد من النجاح».

أما الفنانة "أمية ملص" فقالت :«"غالية الفهد" صاحبة بصمة وطموح وحلم في مجال الأزياء، وأنا لي معها تجربة، حين ارتديت فستاناً جميلاً وأنيقاً صُمم لي، أثق بذوقها، فهي مبدعة وتهتم بأدق التفاصيل، أتوقع لها مستقبلاً جميلاً ومكاناً بين كبار مصممي الأزياء».

جدير بالذكر أنّ مصممة الأزياء "غالية الفهد" سورية الأصل، مواليد "الإمارات" مقيمة في "دبي".