برغم البيئة المتواضعة التي نشأ فيها، إلا أنّه شقَّ طريقه بنفسه، ليصبح أحد صناع السعادة والإيجابية في الأزمات، دربَّ على لغة الجسد وتطوير الذات في قارتين، ما يقارب 300 ألف متدرب على مدى خمسة عشر عاماً، وحاصل على دكتوراه في أنظمة السلامة المهنية.

كان لمدوّنةِ وطن "eSyria" هذا اللقاء مع المدرب الدولي "أحمد خير السعدي" المقيم في "دبي"، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ليحدثنا عن مسيرته، قائلاً: «ولدت في أسرةٍ فقيرةٍ جداً، تتألف من عشرة أولاد، ضمن عادات وتقاليد منغلقة، كنت متفوقاً دراسياً في المرحلة الابتدائية، وكثرة أخوتي لم تثني أمي عن دعمي، فكنت رفيقها في تفاصيل الحياة، واظبت على دراسة وقراءة القرآن في سن مبكرة، ما أثر في حياتي المستقبلية، عملت منذ صغري في الأعمال الصعبة مثل: حمل الرمل والبلوك، وعملت بائعاً جوالاً لـ(غزل البنات) والذرة البيضاء، وكنت أستمتع بنقل الخضار للناس في السوق، وأساعد في إعالة أسرتي، وكان لزواجي المبكر أثر في صقل شخصيتي، وكذلك سفري إلى "الإمارات العربية المتحدة" عام 1998، حيث أكملت دراستي في التخصص، بدراسة هندسة الصحة والسلامة المهنية».

رافقته لمدة ست سنوات، فرأيته رجلاً عصامياً، شهماً، بسيطاً وغير متكلف وبعيداً عن الغرور، يتميز بشخصية قوية، تراه صارماً جديّاً وقت التدريب، لأنّ الحفاظ على المعيارية أساس التعامل مع الاحترام والود، فهو الأخ والصديق والأب العطوف والحنون عند اللزوم

وتابع حديثه عن أبرز المحطات في حياته، قائلاً: «عدت إلى "سورية" عام 2001، لأتنقل في العمل بين الشركات السورية وكان أهمها: "الشركة المتحدة للصناعات البتروكيميائية" في "ريف دمشق"، لمدة خمس سنوات، ثم انتقلت لمجموعة "كنامة" في "دير الزور" لمدة عامين، وشركة "بترو كندا" لمدة عامين في المنطقة الوسطى، والتي كانت أحد أهم المفاصل في حياتي المهنية، وانتهى بي المطاف في مشروع "وردة مسار" في "دمشق"، تنقلتُ بين هذه الشركات، وتبوأتُ خلالها العديد من المناصب في مجال دراستي كمسؤول للسلامة المهنية، وهي أقل رتبة في عملي، لأصل لمنصب مدير الصحة والسلامة المهنية في إحدى الشركات السابقة، لم يقف طموحي عند هذا الحدّ، فقمت عام 2001 برحلة جديدة في مجال التنمية البشرية، استمرت أربع سنوات، وهي من العلامات الفارقة في حياتي المهنية».

المدربة حنان شفيع

أما الشهادات التي حصل عليها، فكان له وقفة معها، قائلاً: «حصلت على عدة مؤهلات علمية من "الولايات المتحدة الأمريكية" منها: ماجستير في السلامة المهنية تخصص مخاطر التشغيل HAZO، ودكتوراه في أنظمة السلامة المهنية جامعة "ديلاوير الأمريكية"، وماجستير في التدريب والتعليم، وحصلت كذلك على عدة شهادات من "بريطانيا" منها: إجازة في التأهيل الوطني، ثم دبلوم في الدراسات العليا في الصحة والسلامة المهنية والبيئية، ولكن طموحي لم يقف عند هذا، فحصلت على دبلوم تدريب مدربين من كلية "أميرالد".

خضعت لعشرات الدورات في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي والموارد البشرية وإعداد مدربين، وبدأت أدرب في مجال التنمية البشرية منذ عام 2005، كمدرب محترف في كلّ المحافظات السورية، وكانت أول تجربة لي خارج "سورية" في "اليمن"، وتتالت بعدها الدورات في الدول العربية مثل "الجزائر"، "العراق"، "الإمارات العربية المتحدة"، "السعودية"، و"لبنان"، حيث حصلت على الكثير من شهادات التقدير والجوائز من جهات رسمية عربية، وقد ألفت ثلاثة كتب في الصحة والسلامة المهنية».

المدرب علي السعدوني

وتابع حديثه، قائلاً: «قمت بتأسيس "المركز السوري للسلامة المهنية" وهو أول مركز يعنى بالتدريب الخاص في مجال السلامة المهنية، وشاركت بحملة تدريب وتأهيل مليون شاب سوري لعدة سنوات، ثم أسست مؤسسة "قدرات" للتدريب والتنمية التي لا تزال قائمة حتى الآن، وأسست فريق "الإيجابيون السوريون" المجتمعية مع مجموعة من الشباب السوري، حيث قمنا خلال ست سنوات بالعديد من المبادرات، وحالياً نقوم بمبادرة فريق تطوعي مختص بالمسؤولية المجتمعية، وهو فريق متخصص في "سورية"، حصل على تدريب في هذا المجال، وانتهى بي المطاف في دولة "الإمارات العربية المتحدة"، حالياً أعمل مدرب استشاري في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي والحكومي واستشراف المستقبل».

وعن نشاطاته ومشاركاته، قال: «انتسبت للعديد من الجمعيات، منها: "الجمعية السورية للحماية المهنية، جمعية أصدقاء البيئة، الجمعية العلمية السورية للجودة"، عضو في "الاتحاد الدولي للبرمجة اللغوية العصبية" "INLPTA"، عضو في "الأكاديمية العالمية للتدريب والاستشارات" في "بريطانيا"، عضو في "موسوعة التدريب والتعليم"».

توزيع الشهادات في إحدى الدورات في سورية

وعن نشاطاته التي قام بها في "دبي"، قال: «أقمت في "الإمارات" العديد من الدورات، وورشة لشغف التعلم وسر النجاح مع مؤسسة "حمدان بن راشد"، والقيادة الصفية، والتعلم المتمايز، وإعداد مدربين لوزارة البيئة والتغير المناخي، ودورات في الذكاء العاطفي، ودبلوم البرمجة اللغوية العصبية، ودورة لتأهيل أخصائيي المسؤولية المجتمعية، ودورة ببرنامج إدارة أنظمة الصحة والسلامة المهنية المواصفة "45001-2018"، وبرنامج إدارة المخاطر حسب المواصفات القياسية 31000، والبرنامجين لصالح "الإمارات العربية المتحدة - دبي" شركة "HDTC"، وعملت على برنامج مبادئ الصحة والسلامة المهنية مع جهات حكومية في "الإمارات" و"السعودية" في عام 2020».

وتناول تجربته صديقه المدرب "علي السعدوني"، قائلاً: «"السعدي" مدرب استثنائي، مبدع، غيّر حياتي بكل معنى الكلمة، وحتماً غيّر في حياة الآلاف من طلابه ومحبيه، استطاع أن يصبح علامةً فارقةً في مجال الصحة والسلامة المهنية، ليس في "سورية" فقط، وإنما في الوطن العربي، كما أنه أضحى من المدربين العالميين في مجالات وعلوم التنمية البشرية، يتمتع "السعدي" بمخزون ثقافي، وحضاري وقيمي عالٍ جداً، وهو بالوقت نفس عفوي وبسيط، يثير الدهشة، شخص يعتز بماضيه وتجاربه العديدة، وبحياته المتواضعة، يعشق عمله حدَّ الشغف، ويعطي بحب، لذلك يبدع عندما يدرب، يعرف كيف ينقل المعلومة بفن واحترافية عالية، فيحولها من مادة أكاديمية جامدة ومملة إلى مادة تفاعلية رائعة جداً، فنان في انتقاء الأفكار والمحاور والتدريبات، شخص لا يكتفي بالنجاح، بل يقدم خبرته، لمن يريد النجاح، لينجح، شخص يطمح لدخول التاريخ».

أما المدربة "حنان شفيع"، فتناولت تجربته، قائلة: «رافقته لمدة ست سنوات، فرأيته رجلاً عصامياً، شهماً، بسيطاً وغير متكلف وبعيداً عن الغرور، يتميز بشخصية قوية، تراه صارماً جديّاً وقت التدريب، لأنّ الحفاظ على المعيارية أساس التعامل مع الاحترام والود، فهو الأخ والصديق والأب العطوف والحنون عند اللزوم».

يذكر أنّ المدرب "أحمد خير السعدي" من مواليد "دمشق" عام 1974.