صنع الزوجان الفنانان "أحمد دياب"، و"أسيل مسعود" من فرقتهما الفنية "آثروديل" رسالة سلام وإنسانية، حاولا من خلالها تقديم جرعة سعادة في شارع "برشلونة" ليصل صداها إلى مسارح "سورية".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع المغترب "أحمد دياب" مؤسس الفرقة مع زوجته "أسيل مسعود" بتاريخ 25 نيسان 2020 ليتحدث عن نشأتهما ودخولهما إلى عالم الفن، "أحمد دياب" قال: «تخرجت من كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة "القلمون" الخاصة في "سورية"، ونشأت في عائلة داعمة للعلم والمواهب، حيث بدأت بلعب كرة السلة عام 1993، وكنت لاعباً في نادي "الوحدة" لمدة خمسة عشر عاماً. وبدأت العزف على الغيتار عام 1999، وفي عام 2012 انتقلت إلى "إسبانيا" لدراسة ماجستير إعلام وإدارة "MBA" في الجامعة الأوروبية في "برشلونة"، وماجستير غيتار فلامنكو في المعهد العالي للموسيقا، وأدرس حالياً في المعهد العالي للموسيقا بمدينة "سوبريور" اختصاص غيتار فلامنكو».

في هذه الحياة الكثير من الصعوبات والأزمات، وأحياناً تكون جماعية، لكن دائماً المفتاح الأسهل لها هو الحب والإيجابية لمساعدة ومساندة بعضنا البعض، فمشروع "آثروديل" هو تتويج لمحبتنا الكبيرة كزوجين، وللموسيقا، وأيضاً استكمال لدراستنا وشهاداتنا

الشريكة في الحياة وتأسيس الفرقة "أسيل مسعود" قالت: «تخرجت من كلية الطب البشري من جامعة "القلمون" في "سورية"، ونشأت ضمن عائلة محبة للعلم؛ فوالدي طبيب، ووالدتي محامية وداعمة للمواهب، وقفت على المسرح للغناء عام 1995، وكان عمري خمس سنوات فقط، وتعلمت الموسيقا على أيدي عدة مدرسين مختصين؛ لكن في عام 2009 التقيت بـ"أراكس تشيكيجيان" أول مغنية أوبرا في "سورية"، وبدأت بالتدريب الصوتي معها، وفي عام 2015 انتقلت إلى "برشلونة" بعد زواجي من "أحمد"، وقمت بتعديل شهادة الطب البشري، وبدأت باختصاص عصبي نفسي هو العلاج بالموسيقا في جامعة "برشلونة"، وأقوم ببحث ماجستير لإعادة التأهيل العصبي باستخدام الموسيقا والذكاء الصنعي في مستشفى المدينة نفسها، وبالوقت نفسه دخلت المعهد العالي للموسيقا، وتخرجت في عام 2019 كمغنية (أوبرا سوبرانو)».

فرقة "آثروديل"

وفي الحديث عن الفرقة وتأسيسها، قالت "مسعود": «"آثروديل" معناه (موطني) باللغة السريانية، والتي هي اللغة السورية الأم، (آثرو) هو الوطن؛ و(ديل) خاصتي، اخترنا هذا الاسم بلغة سورية عريقة لأنه يجمعنا كزوجين، حيث انطلقت مشاريع "آثروديل" عام 2018 انطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية كسوريين مقيمين في الخارج بنقل صورة جميلة عن بلدنا بعيداً عن الحرب».

أقامت فرقة "آثروديل" عدة مشاريع للتبادل الثقافي بين "سورية" و"إسبانيا" عنها تحدثت: «أول مشروع للفرقة كان بعنوان "الحب في سورية" الذي انطلق في عام 2018 على خشبة مسرح المعهد العالي للموسيقا في "برشلونة"، ومنه ولعدة مدن إسبانية، ووصل لمدينة "ليون" الفرنسية، حيث كان المشروع مع 16 موسيقياً، ثمانية منهم سوريون من نخبة الموسيقيين مثل: "صلاح نامق"، "جورج أورو"، "فراس شارستان"، "مضر سلامة"، وسبعة موسيقيين إسبان من أساتذة وطلاب المعهد العالي للموسيقا.

مع الفنان العالمي "يويوما"

كانت الحفلات عبارة عن تقديم موسيقا سورية وعربية، وأحياناً مزيج بإيقاعات ومقامات إسبانية، ودائماً كصورة كانت الموسيقيات تظهر بعبائات دمشقية تصل من "سورية" بنقش (أغباني) أصيل لكي تقدم صورة متكاملة، والمشروع الثاني للفرقة كان بعنوان "سلام من الأندلس" في عام 2019 في "سورية" ضمن حفل بدار "الأوبرا" بـ"دمشق"، وحفل في جامعة "القلمون"، كان برفقة ثمانية موسيقيين إسبان من عازفين وراقصين مختصين بفن الفلامنكو الذين رافقونا إلى "سورية" لتقديم حفل متكامل للمرة الأولى في "سورية"، ولنقل ثقافة من تراث "الأندلس"، وأيضاً لنقدم للإسبان صورة واقعية عن جمال بلدنا وانفتاحه على مختلف الفنون.

إضافة لذلك كانت لنا مشاركات بمشاريع متعددة مثل مشروع "باخ" مع عازف التشيللو العالمي "يويوما"، ومشاركات بعدة حفلات بأسابيع ثقافية ومهرجانات في "برشلونة" و"مدريد"».

المغنية "أسيل مسعود"

"مسرح شباك بيتنا" مبادرة عفوية لتخفيف ضغوط الحجر الصحي، قال عنها "أحمد": «بعد فرض الحجر الصحي في "إسبانيا"؛ تحولت المدن والشوارع إلى أشباح، وانتقل العمل ودراسة المحاضرات إلى البيت، وحلت الكآبة والحزن على المجتمع بسبب عدد الإصابات الهائل بفيروس "كورونا"، وتقديراً للكادر الصحي كانت هناك اجتماعات في عموم البلاد في الساعة الثامنة من المنازل والشرفات للتصفيق والدعم والشكر من قبل الأهالي.

ونظراً للحالة النفسية التي أثرت سلباً في مناعة الأشخاص، وبالأخص كبار السن، كانت الموسيقا وسيلتنا لنقدم جرعة سعادة صغيرة يومياً في وقت الاجتماع عند الساعة الثامنة احتراماً لأوقات العمل والراحة خلال النهار، وكان الجيران سعيدين بما قدمت وزوجتي، وبدأوا برفع لافتات شكر كتبت عليها أسماؤنا واسم "دمشق" و"سورية"، كانت ربع ساعة من الموسيقا والفرح، وأغاني بلغات مختلفة، وبتفاعل اجتماعي مختلف، ومحبة وتواصل بين نوافذ المنازل من حولنا».

وختمت "مسعود" بالقول: «في هذه الحياة الكثير من الصعوبات والأزمات، وأحياناً تكون جماعية، لكن دائماً المفتاح الأسهل لها هو الحب والإيجابية لمساعدة ومساندة بعضنا البعض، فمشروع "آثروديل" هو تتويج لمحبتنا الكبيرة كزوجين، وللموسيقا، وأيضاً استكمال لدراستنا وشهاداتنا».

"أراكس تشيكيجيان" مدربة صوت لـ"أسيل مسعود"، ومغنية الأوبرا، قالت: «"آثروديل" فرقة سورية جميلة أشعلت أجواء "برشلونة" بالفن والإحساس والإنسانية، "أحمد" و"أسيل" استطاعا أن يكونا زوجين يكمل بعضهما الآخر، فقد جمعا بين حبّهما وشهاداتهما والفن الراقي الذي تألقا به.

"أسيل" من طالباتي المتميزات، صاحبة صوت جميل ونبرة مخملية وإحساس عالٍ تتميز بسلم صوتي عريض وذوق بالسمع والأداء، نشأت ضمن عائلة مثقفة آمنت بموهبتها، فجعلت منها فتاة مميزة بصوتها وشكلها وإنسانيتها وأخلاقها ورقيها.

ومن وجهة نظر شخصية وكمتابعة للفرقة؛ أعتقد أن ما قدموه من مزيج بين ثقافات الشرق والغرب، يثبت أن الموسيقا هي لغة العالم الموحدة، وصانعة السلام الداخلي».

يذكر أن "أسيل مسعود" من مواليد 1990، و"أحمد دياب" من مواليد 1986.